الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الملكي يزيد من قوة الأواصر مع الانجليز و المشايخ

وصفي أحمد

2013 / 7 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


( الحلقة الخامسة )
وجد التحالف مع الإنجليز تعبيره الأخير في حلف بغداد سنة 1955 , وهو التزام جاء خارجاً تماماً عن المشاعر العامة في البلاد سبقته اجراءات قاسية جداً ضد المعارضة .
وكان الارتباط الوثيق مع المشايخ , الذي وجد له رمزاً في زواج الأمير عبد الاله من هيام , ابنة محمد الحبيبي أمير ربيعة , قد انعكس في العناية الفائقة التي أولتها الملكية خلال السبعة عشر عاماً الاخيرة لمصالح المشايخ . وبكلمات آخرى , فإن الملكية , بتحالفها مع المشايخ قد فقدت دورها عن لعب الدور الساعي إلى التوحيد الاجتماعي . و اكثر من ذلك فإنها بالتزامها بنية اجتماعية ريفية حكمت على أكثرية السكان في البلاد بالعيش في أوضاع هابطة , و شكلت بالتالي مانعاً لتطور الاقتصاد العراقي ككل , وبهذا أصبحت عامل للتخلف الاجتماعي .
وهنا لابد من طرح سؤال : كيف استطاع المشايخ و الأغوات المضعفون في العقود الأخيرة من العهد التركي أن يوسعوا ويدعموا في ظل الملكية سيطرتهم شبه الاقطاعية على الفلاحين , وأن يحولوا رجال عشائرهم الذين كانوا يعيشون يوماً حياة حرة إلى اشباه عبيد مشاركين في المحصول في ظل حياة مدينية تزداد نمواً وحكومة مركزية صاعدة ؟
الجواب يكمن في سعي الإنجليز الذين احتلوا العراق سنة 1914 في وقف , أو حتى عكس عملية التحلل العشائري عن طريق المحافظة على زعماء العشائر ودعمهم , ويمكن أن ينسب سبب هذا الدعم ولو بشكل ثانوي إلى الأحكام المسبقة لدى المسؤولين البريطانيين ضد أهل المدن , أو إلى ميل أكثر تميزاً باتجاه إضفاء رومانطيقية معينة على شريحة المشايخ . فقد لاحظ مسؤول سياسي بريطاني – سنة 1918 – أن (( الحفاظ على النظام القبلي لأطول ما يمكن هو الأفضل , وعندما يسقط هذا النظام في النهاية لأسباب طبيعية , يؤمل أن لا يسمح لأي بغدادي وضيع الولادة بالرقص على قبره قبل الأوان وبلا لياقة )) . أما السيدة جيرترود بيل , السكرتيرة الشرقية للمندوب السامي , فكتبت تقول عن المشايخ سنة 1922 : (( أنهم الناس الذين أحب , وإني أعرف كل رئيس عشيرة له قدر ما في طول العراق و عرضه , وأعتقد أنهم العمود الفقري للبلاد ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النظام الملكي كان تحالفا بين الكولونيالية والاقطاع
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 7 / 21 - 23:24 )
ان مضمون المقالة قراءة تحليلية علمية لواقع النظام الملكي العفن الذي كان فيه الاقطاع مدعوما من المختل الكولونيالي البريطاني-وتم ايضا احياء للاقطاع ودعم سياسي واقتصادي وخلق مكانه مفتعله له-جعلت من المشايخ الطبقة الاكثر مكروهة من قبل الجماهير سرعت في اسقاط ذالك النظام العفن
تحياتي الاستاذ الكاتب ورجاء بمحاولة العثور على كتابات غنية عن الموضوع نشرت على الغالب كاءطروحات علمية ولكاتب هذه الكلمات معايشه ميدانية في الاربعينات والخمسينات في تنظيم الهبات والانتفاضات الفلاحية ويمكن القول انه ربما كان العراقي الاول الذي امجز اطروحة اكاديمية في جامعة وارشو عام 62 بعنوان تصفية الملكية الاقطاعية في العراق على ضوء قانون الاسلاح الزراعي
وشكرا

اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م