الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرس 6

ياسين لمقدم

2013 / 7 / 22
الادب والفن



الطريق إلى العروس


في ضحى يوم الخميس تجمعت الوفود من عائلة العريس وضيوفه، منتظرين تنظيمهم في قافلة للانطلاق إلى مدشر العروس. فقام بعض الرجال بتوزيع الجميع على وسائل النقل المتاحة، وفي أغلبها عربات خشبية تجرها الدواب تعود ملكيتها للضيوف أو للجيران من أهل المضارب القريبة. وأما الشاحنة التي كان قد استأجرها العريس فقد خصصت مقصورتها لأب العريس وأمه، وأما صندوقها الخشبي فتسابق الشباب إلى التسلق إليه وهم يستمعون إلى تنبيهات تعقبهم، تحذرهم من قِبل الساهرين على تنظيم الرحلة كي لا يفسدوا ما تحمله الشاحنة من هدايا ستسلم إلى العروس. وقد تمكن بعض اليافعين من الصعود إلى "الݣ-;-َاروري" في أعلى مقصورة السائق الذي شدد عليهم بضرورة التمسك جيدا بجنبات الصندوق الصغير لخطر الطريق الترابي المتعرج. وأما الجد فقد امتطى صهوة بغله القوي، واختار له هذه المرة سرجا جميلا ولجاما جلديا جديدا، وانطلق قبل الجميع برفقة بعض الكبار الذين يعتلون جيادا وحميرا.

اعطيت إشارة الانطلاق وسط الزغردات وترديد الصلاة على النبي، صلوات الله عليه وسلامه، ومن الشباب من بدأ بالنقر على الدفوف ليرقص الآخرون وسط الشاحنة المتمايلة في رحلتها البطيئة. وكلما مروا أمام خيمة إلا وخرج رجالها لرؤيتهم وتحيتهم بإشارات يدوية حارة، بينما تكتفي النسوة بتشييعهم بنظرات وبسمات ومتمنيات بأن تمتد يد الأفراح فتطال مضاربهم لينال العزاب حظهم منها.

في صعودها إلى هضاب الحلفاء اشتدت تعرجات الطريق، والأحجار المسننة الحادة أرهبت السائق الذي طلب من الراكبين في صندوقها أن يترجلوا لمسافة ما حتى يخف الحمل عن شاحنته المتهالكة وتسلك في أمان مدارا صلصاليا زلقا. فلبوا دعوته، ومنهم من هرع إلى العربات المجرورة المحملة بمختلف أنواع المؤونة وعدة رؤوس من الخراف والماعز، لمعاونة أصحابها بدفعها إلى أن تجاوزوا هذا المقطع الخطير، فعاودوا تسلق الشاحنة وعادوا إلى رقصهم وأهازيجهم.

بالرغم من أن مضارب أهل العروس لا تبعد إلا بحوالي عَشر كيلومترات عن خيمة العريس، إلا أن الطريق غير السالكة استغرقت منهم نصف المرحلة في رحلتهم. وما لاحت لهم الخيام المنشودة إلا وقد تجاوزوا عصر يومهم بقليل.

وتحت ظلال أشجار البطم العملاقة وجدوا الجد ورفاقه قد توقفوا لإقامة الصلاة بعد أن رفع الآذان واحد منهم، وكذلك للمِّ شمل القافلة قبل دخولها إلى الدوار المقصود. اقتدى بهم الكثير من الضيوف فتيمم أغلبهم صعيدا طيبا، لتنتهي الصلاة بدعاء الجد أن يكون دخولهم دخولا ميمونا وخروجهم خروجا غانما، وأن يتم الله قصدهم بالخير والبركات.


يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الغناء في الأفراح.. حلال على الحوثيين.. حرام على ا


.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب




.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ


.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش




.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا