الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما العمل ؟

احمد الطالبي

2013 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


طرحت انتفاضة 30 يونيو على الوعي العربي و الإسلامي سؤالا وجيها ، لكن للأسف تم إغفاله في غمرة الانفعال العاطفي بما يحدث خصوصا لدى التيارات الدينية .
والسؤال هو ، إلى أي حد يمكن الحديث عن ثورة إذا تم استبدال استبداد -حكم مبارك - باستبداد مقدس -حكم الإخوان-

هذا هو السؤال الجوهري الذي يجب على الجميع طرحه واستيعابه بدل الانشغال العاطفي الذي ألفناه عند الهزات الكبرى منذ أحداث السقيفة، ثم موت عثمان و حرب عائشة على علي -الجمل - ثم صفين وووووووو.....

لا يعني هذا أن الأمة عقيمة ولا عقل لها، لكن النص يصر على اغتيال العقل ،والنتيجة قرون من التخلف والاستبداد.
هنا تكمن مشكلتنا حيث تغلب نرجسيتنا و عاطفتنا عقلنا....

بالتالي هل كان الإخوان يعتقدون أن الشعب لن ينتفض ضد استفزازاتهم و سوء تدبيرهم للحكم في دولة كمصر ؟

إن كان الأمر كذلك فتلك قمة الغباء، والغبي لا يستأمن على الدولة.
وإن كان الأمر استعلاء وعنجهية وعجرفة وتكبرا فذاك انسلاخ عن زمن المرحلة ،بل والزمن الكوني ككل، الشيء الذي يتطلب نقدا ذاتيا جريئا للمرجعيات و الذوات كذلك ...
لا يعني هذا نقدا مجانيا للإخوان .بل هذا ما يقتضيه السياق بناء على ما راكموه من سوء تسيير ومن إقصاء للآخر وتوجه نحو أخونة الدولة دون استحضار حساسية المسألة بالنسبة لباقي المكونات ، كما لا يعني كذلك أن الآخر غير الإخواني يملك الحقيقة المطلقة .
لا ليس الأمر كذلك. إنما في المسألة تنبيه إلى أن مصر لها روح تشكلت قرونا وقرونا وقرونا قبل دخول الإسلام وهي أرض تفاعلت فيها العديد من الثقافات و الديانات ، باختصار هي أرض التعدد بامتياز .
والتعدد لا يمكن أن يدبره إلا الدولة المدنية الديمقراطية ، ثقافة وقيما وليس صندوقا فحسب.

مسالة أخرى تستحق الإهتمام ، فقد نصب الكثيرون أنفسهم أوصياء على الشعب المصري و يتحدثون بجرأة زائدة ، دولا و تيارات و أفراد ، متحدثين عن العسكر و تدخل العسكر ووو. دون احترام الشعور الوطني للمصريين فما يسمى عسكرا لدى البعض ليس كذلك بالنسبة للمصري: إنه الجيش الوطني ،إنه مؤسسة وطنية بتاريخ و بأمجاد، يركن المصري إلى حضنها في وقت الشدائد ، أما العسكر بالشكل الذي يتحدث عنه البعض فهوعصابة من قطاع الطرق و المتآمرين ، ارتمت على مصر للنيل مما يسمى تجاوزا ديمقراطية بمقياس التصويت العددي ،أما بالمقياس ألقيمي فما أبعد ذلك عن الديمقراطية. إنه تكتيك الحركات الإسلامية للتأسيس للاستبداد المقدس ....
الجيش الوطني المصري، قام بما يجب القيام به. وقد فعل نفس الشيء عند التمرد على مبارك وسهرعلى المرحلة الإنتقالية بنجاح ، فهل هؤلاء هم العسكر؟ والآن قام بنفس الشيء وبطلب من الشعب وسلم السلطة مؤقتا إلى مسؤول مدني على أساس توفير كل الشروط السياسية المطلوبة لحل الأزمة وإجراء تعديل دستوري وانتخابات رئاسية و برلمانية ...

والسؤال هو: ما المطلوب الآن ؟ خارج إطار البكائيات الجماعية و التخوين و المظلومية .وعقلية المؤامرة وعبد الله بن سبأ..الذي لا يعتقد بوجوده إلا المغفلون.

لا يختلف العقلاء على أن الحل هو حوار وطني توافقي تعددي يحكمه ويقوده العقل وروح مصر بعيدا عن أوهام الجهل المقدس.
وبالنظر إلى جسامة المسؤولية الملقاة على عقل مصر وضميرها الجمعي لا يسعنا إلا ان نقول :
الله معكم يا احرار مصر، فالمستقبل و الأوطان لا يبنيهما إلا الأحرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو