الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 13

حبيب هنا

2013 / 7 / 23
الادب والفن


- 13-
ليس هناك ثمة صعوبة في إعادة بناء ما دمرته الحرب، ولكن الصعوبة في استمرار مواصلة الاحتلال على تدمير الحياة كلما تقدمنا خطوة واحدة إلى الأمام . هذا الأمر، يستدعي البحث عن طرق ووسائل تكبح جماح الاحتلال وتدفعه إلى التفكير ألف مرة قبل الإقدام على تدمير الحياة الفلسطينية دون الملاحقة ودفع الثمن .
ولما كان المجتمع الدولي المحكوم بالفيتو الأمريكي لا يستطيع اتخاذ موقف حازم وجاد إزاء انتهاكات حياة الناس على الدوام، كان لا بد من البحث عن عوامل القوة داخلنا وبالتالي معاقبة الاحتلال على جرائمه مهما كان مدعوماً من المجتمع الدولي، وأول هذه العقوبة تطوير وسائلنا القتالية حتى نوقع فيه من الخسائر ما يحول دون تكرار جرائمه، فضلاً عن تعطيل حياة مواطنيه اليومية بما ينسجم ووتيرة الحرب التي لن تتوقف في ظل سعيه الدائم للسيطرة الكاملة على مقدرات شعبنا وأرضنا وسمائنا وبحرنا ومياهنا وأمتنا العربية التي حتى هذه اللحظة لم ترقَ بمواقفها بما يردع الاحتلال ويجعله يشعر فعلاً وقولاً أنه إنما يحارب الأمة وليس فقط الفلسطينيين .
إن الاحتلال يعمل دائماً على تدمير كل شيء يمهد طريق وصولنا إلى النهاية حتى يتمكن من القضاء على المستقبل، وهذا أحد أهداف حروبه المتكررة من الدمار الذي يوقعه في بيوتنا ومؤسساتنا ويعيدها إلى صورتها الأولى كومة من التراب .
ونحن عندما نسعى إلى إعادة أعمارها إنما نؤكد أنه لم يعد ثمة ماضٍ نتشبث به، بل فقط المستقبل الذي نطمح إلى بلوغه وبناء حياتنا على ضوئه. والمعادلة هنا معقدة بشكل مخيف : إننا نعمل من أجل أن نؤكد أن ثمة مستقبل ينتظرنا ونهدم ما أصبح آيلاً للسقوط جراء القصف من الجو والبر والبحر، لنؤكد أن لا عودة إلى الماضي إلاّ بالقدر الذي نستفيد منه ، وهذا يتأكد من خلال محاولات استخراج الحديد المسلح من المباني المنهارة بغية استخدامه في البناء الجديد الذي يوصلنا إلى استمرار الحياة على النحو الذي نريده لا على النحو الذي يريده الاحتلال .
إنني أستغرب كيف نضيع فرصة قدمتها الحرب على طبق من ذهب وهي :إعادة بناء الحياة على طريقتنا الخاصة وحتى نصبح مستقلين القرار عن حق، بدل أن يقوم الآخرين على بناء حياتنا من خلال إعمار ما دمرته الحرب وباسمها حتى نبقى تحت سيطرتهم . أليس نحن أجدر بالحصول على هذا الشرف بدلاً من أن نمنحه للآخرين ؟ ثم إن إعادة الأعمار يفسح المجال أمامنا إلى دخول المكان الذي كنا دائماً محرومين من الدخول إليه بحجج واهية لا مبرر لها . فضلاً عن هذا الكم من الدمار فقد وحد الناس رغم كل الخلافات الموجودة بينهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في


.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء




.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق