الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبدالخالق حسين بين المالكي والزعيم قاسم

كاظم الأسدي

2013 / 7 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يشغل نفسه" ( د عبدالخالق حسين ) في نصرة الشعب العراقي والتخفيف عن مأساته ؟ كما عهدناه سابقا" ؟ بقدر ما كان منشغلا" طوال السنوات الأخيرة !! في الدفاع عن شخص المالكي وتبرير أخطاء سياستة ونتائجها الوخيمة !! بذريعة الآخرين وذنوب الآعداء من الصداميين والإرهابيين !! وكان الدكتور حريصا" في أكثر من مقال لتلميع صورة المالكي وطنيا وتبرير تفرده وإحتكاره للقرار الوطني ! متجاهلا" عن عمد الأوضاع الخطيرة والمأساوية للشعب والتي تنذر بحرب أهلية على الأبواب لاقدرالله ؟ كنتاج طبيعي متوقع لتلك السياسات الفئوية الخاطئة !!
وبغض النظر عن الأسباب الشخصية الخفية التي تقف وراء موقف الدكتور عبد الخالق حسين ؟ والتي هي مفتوحة على مختلف الإحتمالات بالتأكيد ... إلا أن من يشجع على الخطأ لايمكن أن يكون إلا مشاركا" به !! إن لم يكن متواطأ" معه ؟؟
وفي آخر مقالتين له في الحوارالمتمدن يؤكد الدكتور على التشابه في ما تعرض له الزعيم الوطني ( عبد الكريم قاسم ) وثورة 14 تموز الخالدة من تآمر !! و ما يتعرض له المالكي والعملية السياسية حاليا" !! وهي ليست المرة الأولى التي يقرن بها بين الشخصية الوطنية قاسم وشخص المالكي ؟ فقد سبقها بأكثر من مقال عند ذكرى تموز في السنين الماضية ؟ لإقناع القارىء بالمقاربة بين الشخصيتين ؟ وإليكم نصوص من مقالته الأخيرة حيث يقول : في أكثر من مقال ذكرتُ أن الجهات التي ناهضت الشعب العراقي بعد ثورة 14 تموز 1958 المجيدة، بقيادة الزعيم عبدالكريم قاسم، هي نفسها تناهض العراق الديمقراطي اليوم. والمشاكل التي واجهت الزعيم قاسم هي نفسها تقريباً تواجه السيد نوري المالكي. هذه المقاربة والمقارنة أغاضت الكثيرين مع الأسف الشديد، ..
وبذلك يسعى الإستاذ عبدالخالق حسين لتسويق المالكي وطنيا" .... بإعتباره الوريث والبديل عن الخط الوطني القاسمي و إستمرار لنهج ثورة تموز !! وهذا أبعد ما يكون عن الواقع بإعتبار أن (( شبيه الشىء منجذب إليه )) ؟ ففي الواقع يتبرىء المالكي من ثورة تموز علنا" وسرا" ؟ بدليل عدم ذكرها ولو بحسنة واحدة للآن !! فيما تآمر حزبه مع بقية القوى الإسلاموية الطائفية لتحجيم القوى الوطنية وتهميش دورها في إنقاذ الوطن من مستنقع الطائفية .. !! ناهيك عن تجاهلهم بعمد إنجازات ثورة تموز أو تخليد ذكراها و عدم إعادة الإعتبار للزعيم أو ذويه للآن ؟؟ فيما يستكثر علينا د عبدالخالق أن بدي إمتعاضنا وغيضنا على تلك المقاربة !!والتي هي نقيض المقارنة بالتأكيد ؟
أن القوى الظلامية التي تكالبت على العراق في الداخل والخارج في عهد الزعيم قاسم هي نفسها اليوم تثير له المشاكل، مع الاختلاف في الوسائل وتسمية الاتهامات. فالتهمة في عهد تموز هي هيمنة الشيوعية على السلطة وأن قاسم شيوعي، والعراق صار تابعاً للإتحادي السوفيتي. أما اليوم فالتهمة هي هيمنة الشيعة على السلطة، والمالكي هو مشروع إيراني، والعراق صار مستعمرة إيرانية! وكذلك الجهات المتكالبة هي نفسها، البعث وحلفائه في الداخل، والحكومات الاقليمية مثل السعودية وقطر وتركيا وغيرها في الخارج. و مع إتفاقي الكامل مع ما تفضلت به .. لكن من حقي أن أتسآل .. أين كان موقف قوى الإسلام السياسي و بضمنها الدعوة طبعا" من تآمر تلك القوى الظلامية في حينها ؟ وماهو موقفها من ثورة تموز وزعيمها في حينها ؟ وهل تبدل موقف تلك القوى الحقيقي اليوم من تهمة الشيوعية ؟
إن مهمة اليسار في العراق اليوم هي النضال من أجل العدالة الاجتماعية، وحماية ما تحقق من مكتسبات ديمقراطية وتطويرها، ومعالجة المشاكل التي تعرقل مسيرته نحو الأفضل.
لقد أوجز الدكتورالمهمة النضالية لقوى اليسار والمتمثلة بتحقيق العدالة الإجتماعية ؟فقط من خلال حماية ما تحقق والحفاظ على هيمنة المالكي على مقاليد السلطة والقرار والرضوخ لما تحقق من مكتسبات ديمقراطية لحد الآن ؟ و آخرتلك المكتسبات تتمثل بقتل الرياضي الوطني عباس محمد من قبل قوات المالكي !! وبقاء القتلة دون عقاب للآن ؟ ثم غلق المقاهي والمطاعم والنوادي الليلية !! بيافطات كتب عليها الغلق بأمر رؤساء العشائر
ولكن كالعادة، واصل هذا اليسار نفس النهج القديم الذي مارسه في العهد الملكي، أبلسة السلطة وإظهارها بالشر المطلق، أي نفس النهج الذي تمارسه فلول البعث والقاعدة اليوم في تخوين وتكفير الخصم لتبرير إبادته.
لقد قيم د . عبدالخالق سياسة اليسار العراقي ولخصها في ( أبلسة السلطة وإظهارها بالشر المطلق،) !! وهو يقصد ما تقوم به قوى اليسار اليوم لتنوير الناس و تحريضها للنضال ضد السياسات الطائفية المليشياوية والفساد و تفرد المالكي بالسلطة ؟ والذي يجده عبدالخالق .. الحمل الوطني البريء من كل تلك التهم ولايتحمل مسؤولية تلك التداعيات المأساوية العراقية ؟ براءة الذئب من دم يوسف !!
وهو يرى أن نهج قوى اليسار هو نفس النهج الذي ينهجه البعث والقاعدة ؟؟ وكأني به يقول كلاهما من طينة واحدة ؟؟
المفروض بالقوى السياسية التقدمية مواجهة النواقص والخلل بالنقد البناء وتشخيص المشاكل ومعالجتها، بينما الذي يجري هو ترديد ونشر نفس الاتهامات التي تصنع في مختبرات البعثيين والطائفيين.
الأستاذ عبد الخالق المحترم .. ماذا تعني بالنواقص التي يجب مواجهتها بالنقد البناء ؟ هل تعني المحاصصة الطائفية البغيضة ؟ أم قتل روح المواطنة ووفاة دولة المؤسسات لتحل محلها دولة المليشيات ؟ أم التهجير على الهوية ؟ أم تفريغ العراق من الصناعة والزراعة وإعتماده على دول الجوار الطامع حتى في تصنيع الألبان ؟ أم القتل اليومي للمواطنين بعد العجز والإستسلام غير المعلن للقوات الأمنية أمام إستباحة الإرهاب لكل مدن العراق ؟ وحلهم الوحيد لمعالجة المشاكل المتفاقمة المتراكمة عبر قورن هو إسقاط النظام القائم ودون أن يكون لديهم البديل المعقول.
نعم هنا بيت القصيد ؟ فالحل برأي الدكتور ؟ ليس بإسقاط النظام القائم (( والنظام يمثله المالكي فقط طبعا" !!)) لأنه لايوجد له بديل ؟ فالساحة النضالية العراقية التي أنجبت عبد الكريم قاسم قد جدبت بعد المالكي ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب