الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية – استراحة بدون راحة

علي مسلم

2013 / 7 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بالقدر الذي يحتاج فيه الوضع السوري إلى شكل من التهدئة خصوصاً في المناطق التي غاب عنها النظام شكلياً ليتسنى للقائمين عليها البدء بتشكيل المؤسسات السياسية والاجتماعية ولملء الفراغ الحاصل من جهة الإدارة وإيجاد آليات عمل موحدة مؤسساتية لتسيير أمور الناس ومحاسبة المتجاوزين على مقدرات الشعب بغية طمأنة العامة ، يجري على الدوام افتعال المشاكل الممنهجة بغية ترحيل الاستقرار وخلق أجواء الاقتتال بين المكونات وما أكثر الحجج والذرائع التي يختبئ خلفها الفاعلون وهذا بطبيعة الحال يبرهن على أن النظام لم يغادر تلك المناطق فقد خرج من الباب ودخل من الشباك عبر طوابيره المتعددة من عملاء علنيين وآخرين سريين ما زالوا يتسترون بأقنعة وذقون وشوارب ليجعل الوضع مرشحاً أكثر للسير به نحو الأسوأ على المدى المنظور مستقبلاً ، والأمر المخيف أن كل أطراف النزاع ما زالت تعمل باتجاه تجييش أنصاره من العامة في الواقع السوري فللأكراد أكرادهم وللإسلاميون إسلاميوهم وحدها الثورة بحراكها الوطني تقف حائرة تناصر من وتقف ضد من ، الكل يدعي على أنه يسير في الاتجاه الصحيح ، فالماشي على رأسه يرى الآخرين وكأنهم يمشون كذلك والنخبة السورية المعنية بالوضع أولاً وأخيراً ما زالت تغص في نوم عميق، يجري كل ذلك وهم مستسلمين للامبالاة القاتلة ، فقد جاء الغرباء للمقاتلة عنهم من هنا وهناك ، أناس جيء بهم من كل أصقاع المعمورة يلبسون أشياء عجيبة ويتكلمون لغات غريبة وباتوا ينتهكون الحرمات ويدنسون المقدسات الوطنية هذا إن بقيت هناك من مقدسات ، يحملون في جعابهم أحلام ومشاريع مؤدلجة لا تمت إلى الحلم الوطني السوري بأكراده وعربه وباقي مكوناته بأية صلة ، استوقفتني دعوة على صفحة التواصل الاجتماعي الفيسبوك صادرة من جهة شبابية كردية تقدم نفسها على أنها محايدة وتدعي العمل تحت لواء الثورة تدعو فيها التشكيلات الكردية المسلحة لمناصرة قوات ال ي ب غ ( الرافظة أساساً لأي وجود مسلح كردي غيرها وقتلت العديد ودمرت الكثير ضمن سياق تلك الحجة ) ضد جبهة النصرة كمقدمة لحصول شكل من الإجماع الكردي ، وجبهة النصرة تحشد ما لديها من قوات من داخل الحدود ومن خلفها لمقاتلة الأكراد وكلاهما في الجبهات الأخرى يقفون بجانب بعضهم كتف لكتف ويدا بيد وفق تفاهمات غامضة والحبل على الجرار، كل هذا وما زالت السلطة ماضية في تنفيذ مشروعها الطائفي وسط انشغال الآخرين ببعضهم ناسين أو متناسين أن الثورة لم تنتهي وأن ما تحرر لم يتحرر بعد ، وما يقلق في كل ذلك غياب أي توجه وطني حقيقي من شأنه الدعوة إلى تهدئة الأوضاع والانصياع للغة العقل فهذا الشكل من الإحتراب باتت مطلوبة سلطوياً لإجهاض التطلعات الوطنية وليغدو البناء الحقيقي للدولة الاتحادية المعبرة عن تطلعات جميع المكونات مجرد حلم يدغدغ مشاعرنا وأحاسيسنا ليس إلا..؟
علي مسلم – كاتب كردي سوري
في 21/7/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ


.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم




.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال