الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهمة ثورية عدد1

رضا كارم
باحث

2013 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


معمل الوقيد بقلعة سنان: إسهام في الحلّ أم تأزيم للواقع؟

منذ انطلاق معمل الوقيد في قلعة سنان في العمل، برزت مشكلات مستحدثة، ما فتئت أن تحولت الى أحداث يومية رتيبة ، تعوّد الناس على سماعها مثلما تعوّدوا على تجاهلها.
رأس المال المشغّل ، تدرّب على الشتم و السباب و اللعن و الإذلال. و كان طرد العمال و استبدالهم بآخرين، أو تشغيل الفتيات مقابل 80د شهريا، أو استيعاب جميع أشكال التشغيل الهشة داخل منظومته داخل المعمل، أو تحويل العمال الى القيام بأعمال فلاحية مثل الرعي او حراثة الأرض...كانت هذه المظالم تسلّط بشكل يومي على الخدامة، دون أن يتدخل أي كان من النقابيين الى أهل القرية الى السلطة الفاسدة. و قد فسّر "محمد الصالح رمزي" ذلك الصمت المتأسس على اللامبالاة و الأنوية ، تفسيرا لاءم موقفه في مزيد من مكننة العمال و إهاناتهم و الاستهزاء بهم.
فكانت عرائض الشكوى المرفوعة للقضاء، أو التظلمات التي وصلت تفقدية الشغل، أو الملفات التي تسلمها الاتحاد الجهوي للشغل بالكاف، تتالى لتعرف نفس المصير و ذات القدر من الفشل . حتى هيئ للعمال أن الصراع ضد هذا "المستبدّ" لا يؤدي لغير مزيد من الفشل.

استغل هذا البورجوازي واقع تونس ما قبل 17ديسمبر لمزيد تركيع الخدامة و إجبارهم على العمل في ظروف غير إنسانية، و مقابل أجور منخفضة لا تسدّ حاجاتهم الأساسية الى الغذاء . و حلّ الحدث الثوري مبشّرا بانفراجات في هذا الملفّ، دون جدوى. بل لعل الوضع ازداد تعكرا بعد نقل صاحب المصنع للتجهيزات الميكانيكية الضرورية للإنتاج و طرد من تبقى من العمال بمن فيهم المرسّمون. و قد شكّل القضاء السيف القاطع و الرصاص المعدم لكل آمال الخدامة في نيل حقوقهم و استعادة جزء من مستحقاتهم المالية. ظلّت قوانين بورقيبة –بن علي، متحكمة برقاب أولئك البسطاء المحرومين و المهمشين.
السياسات التي طالما احتقرت الغرب التونسي و الجنوب الشرقي، تواصلت بنفس الحدة و ربما باكثر قدر من الإذلال...
مازال "محمد الصالح رمزي" قادرا على المناورة ، و يجد في السلطة السياسية اللاشرعية القائمة بقوة الامر الواقع، خير سند.
و قد زار بعض العمال وزير الصناعة السابق، "فنصحهم، بالاعتذار من صاحب المعمل و تفهم صعوبة المرحلة،حتى يعود الإنتاج
و يمكن إصلاح الأوضاع"...إنها إجابة لا يجرؤ نظام بن علي على تقديمها. إجابة تكشف الانهيار الأخلاقي لهؤلاء الفاشلين الذين عينتهم أمريكا بعيد 14جانفي للانقلاب على دواخل التهميش و قبر ثورتهم في مهدها.
و أمام هذا التردي منقطع النظير، أمام هذا الحجم من التخلي و الاحتقار، من سلطة النهضة و مشتقاتها، و من قضائها الفاسد ومن الاتحاد الجهوي للشغل و تفقدية الشغل، فإننا ندعو كل نفس حرّ في قلعة سنان الى وقف هذه الجريمة الفضيحة، و فرض حقوق العمال بما في ذلك مستحقاتهم المالية.
و أن يجبر صاحب المعمل على إعادة دواليب الإنتاج و انتداب العمال القدامى قبل غيرهم، وفق عقود تحترم جهودهم و تحسن مكافأتهم. أو يجبر على إعادة الآلات، و لتتكفل قلعة سنان بتقديم دعم مالي أهلي كاف ليعود العمال الى إنتاج الوقيد و تغطية حاجات البلاد التونسية منه.

إن معمل الوقيد يمكن أن يدار من الخدامة وحدهم، و أن يشكلوا مجلس تسيرر من بينهم يتولى توقيع العقود و تنظيم العمل و تدقيق الحسابات و غيرها من الأعمال الإدارية.
لنفرض حق العمال في العمل ، و حقهم في استعادة ما سلبه اياهم ذلك الطاغية البورجوازي حليف بن علي.
________________________
الهيئة الثورية المستقلة –قلعة سنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة