الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى انقلاب 23 يوليو

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2013 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


• دار الصراع بين عبد الناصر والإخوان على كرسي السلطة، لكن الناصرية هي المدرسة التي مهدت الأرض لاستشراء الإخوان وتوحشهم، وواهم من يظن عكس ذلك. . بعدما ساقها عبد الناصر إلى بداية طريق الضياع، مازالت مصر تبحث عن هويتها. . يقولون أن عبد الناصر كأي حاكم قد ارتكب أخطاء وأن هذا طبيعي، لكن هذا غير حقيقي، فما اقترفه جرائم وليس مجرد أخطاء، وأغلب جرائمه مستدامة المفعول، ومازلنا نخوض في مستنقعاتها حتى اليوم، وليس أقلها روح الكراهية والعداء للآخر، والتي جعلت من نظرية المؤامرة مكوناً أصيلاً من تركيبتنا العقلية والسيكولوجية. . كل مأساة نعيشها الآن ابحث عن جذورها لدى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، بداية من تدهور التعليم وأزمة الإسكان مروراً بفشل الصناعة والزراعة المصرية، والفقر المدقع في رجال السياسة والاقتصاد، وصولاً للاستبداد والدولة البوليسية. . الناصرية أن تندفع فيما لا قبل لك به ولا مصلحة لك فيه، ثم تعود مكسوراً مقهوراً وأنت تهتف "انتصرنا وكان سلاحنا كفاح"!!
• الناصرية أن توزع الفقر والقهر بالتساوي بين الجميع، وأن تعوضهم عن ذلك بخطب عنترية تحدثهم عن العزة والكرامة، بعد أن مرغت كرامتهم وكرامة وطنهم تحت أقدام إسرائيل وعرب النفط. . الشعارات المطالبة "بالعدالة الاجتماعية" الآن ليست صراخ ثوار يسعون للحرية، لكنها أنين "الرعايا" الذين يطالبون "ولي النعم" أن يجزل لهم العطاء اقتطاعاً من عطائه للأغنياء، هو نظام وروح القطيع التي نجح عبد الناصر في فرضها على النظام الاقتصادي وعلى السيكولوجية المصرية، فقتل روح المبادرة الفردية، وحول الجميع إلى خدم في بلاط السلطان أو تنابلة على أبوابه، هكذا لم تتعد ما نسمية "ثورة شعبنا" تلك الحدود التي فرضتها الناصرية على حياتنا وعقولنا، لهذا من الطبيعي أن تصم آذاننا الآن الصياحات الناصرية، وتتأذى أعيننا بصورة ناصر في المظاهرات وعلى بروفايلات الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي. . هي الناصرية التي علينا البحث كيف نبرأ منها، حتى نعرف جيداً معنى الحرية والكرامة الإنسانية. . علينا أن نفر من الناصرية كفرارنا من الأجرب ومريض الطاعون!!
• الاحتفال حتى الآن بثورة يوليو ليس غريباً علينا، فبعد النكسة مباشرة رقص نائب بمجلس الشعب فوق الدسك ابتهاجاً بعودة ناصر عن تنحيه، وكان الجنود العائدون حفاة يتقاطرون على قناة السويس، ودماء زملائهم مازالت ساخنة على رمال سيناء.
• عاد البكباشي جمال عبد الناصر وصحبه من نكبة 1948 وقد أدرك أهمية إتقان استخدام الميكروفون، ثم أطاح الزعيم الملهم بأصحابه "المغامرين الأحرار" واحداً بعد الآخر، وآخر من تبقى معه كان عبد الحكيم عامر بطل الوكسة، ثم السادات الذي مشى بعد ذلك فوق تاريخه بأستيكة!!، والغزوات المظفرة لرجال ناصر وضباطه الأحرار والتي لا ينكرها إلا حاقد، كانت في الفراش مع الغواني وبائعات الهوي. . على الشباب أن يرجع لذلك التاريخ الأحمر!!
• هل يعلم الشباب أن الطائرات المصرية في عهد ناصر كانت في حرب اليمن تلقي بالنابالم على القبائل اليمنية، وكانت تلقي بالغطاء الذهبي للجنيه المصري في أكياس لرشوة رؤساء القبائل؟!!
• تحت شعار "الحرية كل الحرية للشعب، ولا حرية لأعداء الشعب" قام عبد الناصر بسحق الطبقة السياسية وإخصاء الشعب المصري، وجمع حوله الأغوات الذين ذهبوا بالبلاد إلى هزيمة 67 الوبيلة. . الناصرية أن تعتاد اصدار الأوامر بانسحاب جيشك بعد ساعات قليلة من بدء القتال، ثم استكمال الحرب في الإذاعة حتى النصر، وأمجاد يا عرب أمجاد!!
• قبل أن نأمل في طي صفحة الإخوان علينا أن نطوي صفحة الناصرية، فلا تتحول عقولنا وحياتنا إلى صندوق للنفايات، ولا بأس في الاحتفال سنوياً بيوم 23 يوليو كذكرى لمرحلة سوداء علينا الحرص ألا تتكرر أي من خطاياها، وكل عام وأنتم بخير. . كفاية كده السنة دي!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|