الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أن كان كلام المالكي صحيحا ... فيا لمصائب شعبنا

يوسف ألو

2013 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


أن كان كلام المالكي صحيحا ... فيا لمصائب شعبنا
في حديث لرئيس الوزراء نوري المالكي مع عدد من السياسيين والأقتصاديين والذي بث من خلال قناة العراقية يوم 23/7/2013 ذلك الحديث المسهب الذي لم يخلو من الشجن والحيرة والحسرة على عدم القدرة على أكمال المهمة الملقاة على عاتقه للأسباب التي ذكرها والتي ألقى بأسبابها الى من يشاركه الحكم سواءا من البرلمانيين أم من الوزراء الذين يأتمرون بامرته وله مطلق الصلاحية بمحاسبتهم على كل تقصير أو أهدار للمال العام , بنفس الوقت لم يخلو كلام المالكي من التهديد والوعيد لكل من يقف معرقلا تقديم افضل الخدمات للمواطن العراقي على حد قوله !! .
كلام المالكي كان مطولا ومفصلا وكان واضحا أنه كان محرجا من بعض الأسئلة التي وجهها له الحاضرون الذين كانوا كما يبدو للسامع والمشاهد بألمام تام بكل ما يجري في البلد والحكومة علنا ام خلف الكواليس وبدا هذا واضحا من خلال الأسئلة الحساسة التي وجهت له والتعليقات التي كانوا يقاطعونه بها بين الفينة والأخرى .
يقول المالكي بأنه بذل قصارى جهده من أجل أتمام الخطط الخدمية والأقتصادية بشكل خاص والسياسية بشكل عام ولكن دون جدوى والسبب عزاه لسياسيين برلمانيين من كتل أخرى وحتى قسم منهم من كتلة التحالف التي ينتمي لها المالكي .
هذا ملخص ما جاء بحديث المالكي أمام مجموعة من السياسيين والأقتصاديين ( دون اللجوء للتفاصيل ) وهذا يعني بان العملية السياسية والحكومة بأكملها أحيطت ولازالت بالأحباط التام ما دامت غير قادرة على تنفيذ خططتها خاصة ما يهم المواطن والسبب هو أما من داخل الحكومة التي يترأسها المالكي نفسه والمفروض أن يكون قويا وصارما منذ اللحظة الأولى لمعرفته بالخلل مستخدما صلاحياته الواسعة والتي كفلها له الدستور العراقي الغير متكامل !! والتي قلل من شأنها من خلال حديثة ( الصلاحيات ) ! أم من خلال من من حوله من السياسيين المتمثلين بالكتل البرلمانية التي يعتبرها معارضة بالرغم من عدم اعلانها رسميا بذلك واعتبر معارضتها له شخصيا غير مكترثة بوضع الشعب العراقي المتدهور خاصة ما يخص الخدمات العامة التي يفتقدها الشعب العراقي ليس بعد سقوط النظام فحسب وانما منذ تأسيس الدولة العراقية بشكل عام !.
أن كان كلام المالكي صحيحا فمصيبة شعبنا كبيرة وكبيرة جدا ومشاكله ومعاناته مستعصية ومن غير الممكن حلها بالمستقبل القريب والسبب واضح جدا أوحى به المالكي نفسه ( منتظرين ردا من قبل من أتهمهم المالكي بما ورد في حديثه ) ويتلمسه المواطن العراقي يوميا وهو أنعدام صحوة الضمير لمن هم في العملية السياسية بشكل عام بما فيهم المالكي نفسه الذي بقي متمسكا بمنصبه وفعل ويفعل كل ما في جهده للمحافظة عليه وهذا ما بدى واضحا للجميع وما صرح به خصومه السياسيين مرارا وتكرارا , أيضا الطائفية المقيتة لعبت دورها بتدهور الوضع الأمني والخدمي والأقتصادي والسياسي بشكل عام والجميع بما فيهم المالكي مسؤولون عما يجري في البلد وأصبح الشعب العراقي على مرأى ومسمع من كل ما يحدث علنا وخلف الكواليس .
أذن من المسؤول عن عدم أمكانية المالكي من تقديم الخدمات لشعبه كما يدعي ومن المسؤول من عدم أمكانية البرلمان من تشريع القوانين التي تصب بمصلحة المواطن كما يعون البرلمانيين ومن المسؤول عن العداء السياسي والطائفي المستفحل بين السياسيين العراقيين والذي يبدو واضحا من خلال التصريحات اليومية المخزية والمخيبة للآمال من خلال وسائل الأعلام والتي أغلبها بعيدة كل البعد عن المسؤولية والمصلحة العامة وبالتالي عديمة الفائدة ولا تقدم بل تؤثر على تطلعات شعبنا ومستقبله .
أين الخلل وما هو الحل ؟؟
في كل ما ورد بحديث المالكي وكل ما نسمعه يوميا من تصريحات مبعثرة ورتبكة للبرلمانيين والسياسيين وكل ما يعلن وبعد فترة يتبين أنه أكاذيب وكلام غير موزون وغير دقيق من أناس تحملوا المسؤولية وعاهدوا الشعب على بذل قصارى جهدهم لتقديم الأفضل قبل الأنتخاب وجميعها تذهب أدراج الريح بعد أستلام المنصب والجلوس على الكرسي !! .
أن كان الخلل في الدستور وصلاحيات المسؤولين خاصة الرئاسات الثلاث فبالأمكان تصليحها وبسهولة لو كانت النيات صافية من خلال أعادة كتابة الدستور والأبتعاد عن كل ما يؤدي لعرقلة تقديم الخدمات للمواطن وهذا أمر بالغ السهولة حتى لو كان على حساب الكراسي التي يحتفظ بها محبيها لو كانوا صادقين من أعماقهم ! أما أذا كان الخلل بالسياسيين أنفسهم فهنا تكمن المشكلة الكبيرة التي لايمكن حلها ألا بصحوة الضمير وتقديم التنازلات من أجل المصلحة العامة التي تصب لصالح شعبنا المعذب وبأعتقادي أيضا هذا أمر بالغ البساطة لو كانت قلوبهم كما هو على ألسنتهم !! لكن بأعتقادي من تعلم وتعود وأتى من أجل غايات ومصالح شخصية من المستحيل أن يتنازل عنها من أجل المواطن المعذب ما دام في داخله دوافع شريرة تمحو كل حس وطني وتمحو العاطفة الأنسانية التي من المفروض أن يتحلى بها كل من يشترك في العملية السياسية بشكل عام , أذن من سوف يهتدي للطريق الصحيح ويطرد الأفكار والتصرفات التي أدت الى ما هو الحال الآن والذي يشكو منه المالكي !!!!! من جهة وخصومه من جهة أخرى وهم في حالة حرب كلامية ومعارك طائفية وعمل مستميت من أجل جمع أضخم الأموال على حساب الشعب المسكين الذي لاحول ولا قوة له أمام الطائفيين وسراق قوته اليومي .
ان لم يتمكنوا من وضع حد لتصرفاتهم فالحل الوحيد مرهون بيد شعبنا وهو في النهاية من يتمكن من وضع حد لكل ما يجري وما يعكر حياته ويدفع بمعاناته نحو الأسوأ وما حدث مؤخرا في مصر هو خير ما تفعله الشعوب من اجل كرامتها وعيشها الحر وهذا أروع مثال لشعبنا كي يقتدي به من اجل انقاذ نفسه من معاناته المستمرة فشوارعنا وساحاتنا واسعة ومفتوحة وهي كفيلة بحسم النتيجة لصالح الشعب كي يستعيد عافيته .
يوســـف ألـــو 23/7/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟