الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدباؤنا ونشاط الذاكرة (حسين الجاف) أنموذجا ملحوظات وذكريات

خليل محمد إبراهيم
(Khleel Muhammed Ibraheem)

2013 / 7 / 24
الادب والفن



أهدى إلي الأستاذ الصديق (حسين الجاف) كتابه الأخير المعنون:- (مواويل وليالي)/ والصادر في هذا العام؛ عام2013- تحت إهداء يشكر عليه نصه:- "صديق العمر الدكتور خليل محمد إبراهيم هدية محبة، 13/ 7/ 2013" وستكون لي عليه ملحوظات:-
هذا الكتاب لطيف ظريف/ على ما فيه من أخطاء طباعية- وهو كتاب صغير؛ متكون من 76 صفحة من الحجم المتوسط؛ جميل الطباعة؛ ملون الصور، أنتجته ذاكرة الأستاذ (حسين الجاف)/ المربي، والقاص، والمترجم، والمدير العام، وعضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام للأدباء والكتاب في (العراق) الحبيب؛ منذ عشرات السنين، وصاحب (18 كتابا) آخرها هذا الكتاب- أو مذكراته.
والواقع؛ أن في الكتاب؛ ما لم ينشر في كتاب آخر؛ على حد علمي، فهو/ من هذه الناحية على الأقل- يستحقُّ طباعة أفضل، ومادة أوفر؛ لتزدان به المكتبات.
والكتاب من مجموعة كتب؛ صار يصدرها البعض؛ هي أقرب ما تكون من المذكرات والذكريات الجميلة المصوّرة؛ المنسوبة إلى أصحابها، وميزة هذا الكتاب؛ كمية الصور الكبيرة؛ قياسا إلى عدد صفحاته، وهو يروي في الكتاب؛ جملة من المرويات الشعرية، والطرائف الأدبية والتربوية، لكنه ينسى لصديق عمره كاتب هذه المقالة؛ كثيرا من الجلسات الجميلة، وما وقع فيها من طرائف ومسائل ومنها ما رويته له عن مسألة تعييني، ففي عام 1970، وما بعدها بقليل؛ كان وزير التربية في (العراق) الحبيب؛ هو الدكتور (سعد عبد الباقي)، وكان/ مثل الكثير من الوزراء والمشتغلين في وزارة التربية- لا يرون تشغيل الكفيف في التدريس؛ مع نجاح الكثير من المكفوفين الذين درسوا في الثانويات، وفي كليات الجامعة، لكن الرأي رأي، وليس يسيرا تغييره، وإن لم يكُنْ دقيقا.
ولم يكُنْ الدكتور؛ راغبا في تعيين مجموعة من المكفوفين الذين أثبتوا/ في ما بعد- أنهم كانوا من أفاضل المدرسين، فكان منهم مَن يُصرُّ مدير مدرسته على أن يُدرّس طلبة صفوف المنتهية، ومن المعروف أن مدراء المدارس؛ كانوا يُسلمون هؤلاء الطلاب، بيد أفضل المدرسين، ومن هؤلاء الأساتذة؛ الأستاذ المرحوم:- (محمود سلمان عجيل)/ أستاذ اللغة العربية في متوسطة (خالد بن الوليد)- وغيره كثير.
والسيد الوزير؛ لم يكُنْ مستعدا لمقابلة أحد منا، فكان المسؤول عن مكتبه يُسوّف في لقائنا إياه، حتى مكنني الأستاذ (محمود المرجاني)/ وكان درس لي الإنجليزية في الجامعة؛ كما كان مديرا عاما في الوزارة؛ من مقابلة السيد الوزير، فقال لي الأستاذ المرجاني أمام السيد الوزير:- (السيد الوزير، لا يملك إلا خمس دقائق.)
فقُلْتُ له:- (وأنا أحتاج دقيقتين، لأسأل سيادته:- لماذا لا يتمُّ تعييننا؟!)
فأجابني السيد الوزير:- (لأنني تقدمْت إلى مجلس قيادة الثورة، بمشروع لتشغيلكم في الصحف، وحين تأتي النتيجة، فستعملون في الصحف التي تتنسبون لها.)
وسألتُ:- (فلماذا لا نعمل في التدريس مثل زملائنا، ثم إذا قرر مجلس قيادة الثورة؛ قبول مشروع سيادتك، لم يكُنْ صعبا عليه نقلنا؟!)
فأجابني:- (ومَن يذهب بكم إلى المدارس،؟!
وكيف تعودون إلى البيوت؟!)
فسألْته:- (منذ خمسة عشر عاما؛ كنا نذهب إلى المدارس، ونعود إلى بيوتنا، فمَن الذي فكّر في هذا؟!
وكيف كنا نفعله؟!
كما كنا نفعله في الأمس، سنفعله اليوم وغدا.)
فرد عليَّ/ ويشهد الله - بالنص:- (الطلاب؛ سرسرية، فكيف تحتملونهم؟!)
فأجبتْه:- (يا دكتور، بارك الله فيك، نحن ما نزال طلابا، فلماذا تشتمنا؟!)
وحين شعر بالإحراج؛ قال لي:-:- (غدا سأصدر أمر تعيينكم.)
ولأننا أبرياء، فقد صدّقْنا، فهذا وزير، وليس طبيعيا أن يكذب، وأملْت جماعتنا الذين كانوا في باب السيد الوزير خيرا.
وجئْنا غدا، وبعد غد، وبعد بعد غد، ومرَّ غد، وغد بعده، وغد، وغد، وأمر الوزير لا يصدر، فقال لي أحد زملائي:- (أنت شاعر، فلو نظمْتَ قصيدة تمدح بها الوزير، فلعله يُعيّننا.)
فأخبرْته أنه وقع على الشخص غير المناسب، فلم أعتدْ المدح متزلفا، وقد اتخذْتُ قرارا، بألا أمدح الأشرار، وأحمد الله تعالى أني نفذْتُ هذا القرار، فلم أمدح ظالما، بل كان إهمالي لشعري، لهذا السبب، ولأسباب أخرى؛ قد أتكلم عنها في غير هذا المقام، ولولا أن مؤلف الكتاب قد سمع هذه الحادثة، وسمع البيتين اللذين سأنشدهما، ما ذكرْتُ هذه الحادثة التي أذكرها ليعلم الناس؛ أن الظالمين؛ ما كانوا يُعيّنون المستحقين للتعيين، كما يوحون للناس، وواقع الحال؛ أن مشروع السيد الوزير؛ لم يرَ النور؛ إن كان قد رفعه فعلا، ولم يزعم/ ما زعم- إلا رغبة في التخلص مني.
فلما أصرَّ صاحبي/ ومَن كان في جلستنا- على أن أقول شعرا في مدح السيد الوزير، ولما كان هذا أمرا مستحيلا، فقد ارتجلْتُ ضاحكا هذين البيتين؛ تعقيبا على أنه سيصدر تعييننا غدا/ كما تقدم- قُلْتُ:-
يوم الوزير كيوم الحشر مدته خمسون ألفا سنينا فوقها عامُ
وذلك العام لو تدرون مدته كألف ألف لذا يا صحبنا ناموا
ولا رأتْ عين أحدكم الضرب ولا سمعت السبّ اللذين نِلْتُهما من جماعتي؛ الذين راحوا لا يكلفونني بمدح ظالم، لأي سبب/ من الأسباب- فكان ذلك الضرب والسب؛ أرحم/ عندي- من مدح الظالمين.
ولعل من عذر أخي أنه لم يروِ هذه الحادثة؛ أنه لا يملك لي صورة، ولا للدكتور (سعد عبد الباقي)، ولا للأستاذ (محمود المرجاني)، فهو معذور، فهل يُعذَر في الطبعة التالية؟!
لو طلب إليَّ صورة لي؛ ما منعتها عنه، ولو أرادها من سجلات الاتحاد، لما فاتته، كما لم يكُنْ من الصعب الحصول من سجلات وزارة التربية؛ على صورة للدكتور (سعد عبد الباقي)، وللأستاذ (محمود المرجاني)، فمبروك هذا الكتاب، وغيره على القراء الكرام.
- إشارة إلى قوله تعالى:- (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (المعارج:4).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بلوى فوق بلوى
رائد محمد نوري ( 2013 / 8 / 4 - 00:40 )
اسمح لي يا أبتي أن أستعير عنوان إحدى مقالاتك لأصف معاناتنا مع الظلمة:
-بلوى فوق بلوى-
ألم يكفهم أننا نعاني الأمرين؟!
لماذا لا يشعرون؟!
أليسوا بشراً؟!
تعرف؟ كان لي تقريباً نفس معاناتك على الرغم من وجود قرار لمجلس قيادة الثورة آن ذاك بوجوب تعيين المعوقين في أقرب نقطة لمنطقة سكناهم إذ ظللت أراجع مديرية التربية عامين كاملين حتى استوقفني رجل يقال له الحاج ثامر /رحمه الله وسألني ماذا تريد لم لم تتعين إلى الآن؟
أجبته..... فسألني أين الشاهد في قول ميسون ولبسو عباءةٍ وتقر عيني أحب أليّ من لبس الشفوف فأجبته فأخذ الأوراق التي كانت بيد والدي ووجه لإحدى الموظفات بأن تروج لي معاملة تعين وقال سأتابع بنفسي أمرك فأنت تستحق التعيين....

اخر الافلام

.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم