الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوهام التقسيم من منظور سياسي مختلف

لؤي حاج بكري

2013 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


أوهام التقسيم من منظور سياسي مختلف ..
إضافة لمجريات المعارك القائمة في تل ابيض بين قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ومقاتلي دولة الشام والعراق كواحدة من أهم المتغيرات على الساحة ، تبرز المعارك الجارية في القطاع الشمالي الغربي من البلاد بين قوات النظام ومختلف الكتائب الاسلامية وغير الاسلامية ..
فإذا كان ضعف التواجد العسكري لقوات النظام واعتماده على حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في المنطقة الشمالية الشرقية المتميزة في تركيبتها الاجتماعية عن باقي المناطق قد فتح الباب أمام حالة مختلفة من الصراع، فإن ما حصل عبر فرض التنظيمات الاسلامية من جبهة النصرة ودولة العراق والشام سيطرتها على مدينة الرقة وسعيها للتوسع محيطيا ، قد استدعى تحركا جديدا للجان الحماية الشعبية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ، فبعد فرض الحزب لسيطرته على منطقتي رأس العين وعامودا في محافظة الحسكة انتقل إلى تل ابيض التابعة للرقة ودخل في صراع مباشر مع التنظيمات الاسلامية التي بدأت بتلقي الدعم من بعض كتائب الجيش الحر؛ ويلاحظ في هذا المجال الاستباق السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي بطرحه لمشروع الادارة الذاتية للمنطقة الممتدة من القامشلي إلى تل أبيض إلى عين العرب إلى عفرين كمنطقة ذات أغلبية كردية، هذا الطرح الذي دعمته هيئة التنسيق المعارضة والذي يشكل الحزب ذراعها الشرقي ببيانها الأخير ، الذي ركّز على كونه مشروعا مؤقتا لحماية تلك المنطقة من العنف الاسلامي المتطرف وعدم تمثيله لأي بعد متعلق بحل المسألة الكردية التي تحل كغيرها من المسائل الأخرى في إطار سوريا الديمقراطية الموحدة .
أما ما يجري حول مدينة حلب بعد تحرير خان العسل من قبضة النظام يشكل تطورا مهما على الأرض يبدو مع الاشتباكات الحاصلة بين أحرار الشام وقوات النظام على الطريق البديل الذي يعتمد عليه النظام والمار بخناصر والسفيرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تضييق الخناق على المدينة بشكل أقوى مما سبق ويمهد لسقوط المدينة من يد النظام ، كذلك فإن ما يجري من معارك أكثر حدة في ريف إدلب وعلى المحاور المؤدية لجسر الشغور من أريحا والغاب واللاذقية وبمشاركة مقاتلي الاخوان المسلمون المعروفة بالدروع وبأسلحتهم الكثيفة ، يمثل تحركا عسكريا جديدا بعد المعارك الضارية التي استهدفت مواقع مهمة للنظام في محيط إدلب من معسكر الشبيبة ومعمل القرميد ؛ إن تلك المعارك وما قد يلحق بها تشير إلى احتمالات جديدة من التراجع المستمر لسيطرة النظام على القطاع الشمالي الغربي من البلاد والذي يضم معظم أراضي محافظتي حلب وإدلب ، هذا التراجع الذي قد لا ينعكس كتقدم ملحوظ لقوى الثورة في ظل التنازعات المسلحة للسيطرة على المناطق المحررة كإمارات إسلامية صغيرة ومبعثرة تجعل من تلك المنطقة منطقة فوضى أكثر منها منطقة محررة تساعد على الاستمرار في التقدم نحو اسقاط النظام عسكريا.
إن هذه التطورات المستجدة في النصف العلوي من الجغرافيا السورية يثير بلا شك الكثير من تخوفات التقسيم والتفتيت عند ربطها بما جرى ويجري في محافظتي حمص وطرطوس وبما يشاع عن توطين شيعي في السويداء ، وإذا كان لهذه التخوفات ما يبررها من دلائل واقعة على الأرض فإن هناك ما يشير إلى ما هو أخطر من ذلك، فحين النظر لما يجري من منطوق الإصرار الذي يبديه النظام للاستمرار في تشبثه بالسلطة المدعومة ايرانيا وروسيا وشيعة عربية ، والذي لم يعد يملك القدرة الكافية على بسط سيطرته على كامل التراب السوري ، يمكن القول بأنه سعى ويسعى لخلق الفوضى في تلك المناطق الواسعة التي يحاول المحافظة على تبعيتها الاسمية له عبر نقاط ارتكاز عسكرية لا أكثر، على الجانب الاخر يلاحظ استمرارية تدفق الأموال والأسلحة والعناصر الجهادية من التنظيمات الاسلامية والشخصيات الخليجية السلفية لإيجاد موطئ قدم لها في الساحة السورية والمتناقضة مع أي حل للأزمة السورية ، هذا التناقض الذي لا نجد صعوبة في تلمسه عبر المواقف المختلفة من سوريا القادمة لمختلف الكتائب القائمة على الأرض، والذي عبر عنه الجولاني مؤخرا بصراحة داعيا جميع الفصائل المقاتلة إلى التعاهد وعدم الانحراف عن جادة الاسلام :((أننا كمسلمين لا نؤمن بعملية أو أحزاب سياسية، ولا بانتخابات برلمانية، بل نؤمن بنظام حكم إسلامي، تبسط فيه الشورى، وينشر فيه العدل)).
إن كل ذلك يشير وكما يبدو إلى إمكانية تحول سوريا لساحة صراع متشابهة بعض الشيء مع الحالة الصومالية أو الأفغانية، لكن الاختلاف القائم في البنية الاجتماعية في سوريا إضافة لمعطيات أخرى قد لا يجعل منها تلك الساحة التي تفترض وجود الخزان البشري اللازم لاستمراريتها ، الأمر الذي قد يدفع للسير باتجاهات جديدة تتحدد وفقا للمتغيرات الحاصلة على الارض وعلى تطورات الضغط الدولي للخروج بحل سياسي مع تفاقم عمليات النزوح والتهجير ناهيك عن الاستمرار في القتل والدمار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزايد اهتمام المغرب وإسبانيا بتنفيذ مشروع الربط القاري بينهم


.. انقسام داخل إسرائيل بشأن العملية العسكرية البرية في رفح




.. الجيش الإسرائيلي يصدر مزيدا من أوامر التهجير لسكان رفح


.. تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية على وسط قطاع غزة




.. مشاهد لعاصفة شمسية -شديدة- ضربت الأرض لأول مرة منذ 21 عاماً