الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذاتَ وَخْمَة(1)

يحيى علوان

2013 / 7 / 24
الادب والفن


ذاتَ وَخْمَــةٍ(1)




قبلَ أَيّـامِ ، و في جلسةِ شواءٍ مع زُمرةٍ من الصَحبِ ، هربنـا من وَخْمَةِ برلين ...
كَرَعنـا ما تَيسَّرَ من " الزحلاوي " وآثرَ أَحدُنـا إبنَةََ العِنَبِ ...
لَمّـا إنتصفَ الليلُ ، وغدا الهواءُ عليلاً .. طابت النفوسُ

+ زُرنا إبن خلدون ، وجدناه مُنشغلاً بنصٍّ ، على ضوءِ سراجٍ كليلٍ ، فلمْ نُزعجهُ ،

+ زُرنـا بلقيسَ ، كانت تُلمِّعُ خُلخالها ، قبلَ أَنْ تدخُلَ على سُليمانَ وتَكشِفَ عن
ساقيها ...

+ زُرنـا بِـلالاً ، أَيقظناه .. كـي لا يفوته أذانُ الفجر، لأنَّ الخمـرةَ أَثقَلَتْ رأسه ...

+ زُرنـا دارَ أبي سفيانَ ، ولَمْ ندخُـلْ ..!

+ ومن وراءِ ، لا أدري كمْ من الحُجُبِ ، زُرنـا أُمهاتنا الكثيرات ، أرامل النبيِّ ،
وجدناهن شمطاواتٍ ، إلاّ إثنتينِ .. كانتا حلوتينِ ، بَضَّتَينِ ، فيهما عَبَقُ أُنوثةٍ
نافِـرة ..

+ زُرنـا الحلاّجَ .. جَمَعْنـا ما قَطَّعه بنو العبّاس من جسده ، نَفَخنا فيه .. أَهديناه
نظّـارةً من ماركـة " أبولو " وإشتراكاً كي يسوحَ مجاناً في "الشبكةِ العنكبوتية"..

+ صعدنـا سفحاً ، ودخلنا كهفاًً فوجدنا " أهله " نياماً .. لَمْ نُعكِّرْ رقدَتهم ..

+ زُرنا فيدريكو لوركا ، نَزَعنا الرصاصَ من قفاه ، فأنْشَدَ لَنَا غجريته " أمبارو "(2) ...

+ زُرنـا بول روبسن ، طَمَعـاً بواحدة من إسطواناته ، أحالنـا إلى لِيوِي أرمسترونغ ، ونام ..

+ زُرنـا ماركس ، أَخبرنـا أنـه ليس ماركسياً (3)

+ رأينـا عصـا موسى ، نَخَرَهـا السوسُ من الداخل ..

+ رأينـا خبز المسيح في عيـونِ الجيـاع ..

لكننـا لَمْ نَزُر حاتم الطائـي لضيقِ الوقت .. فالحاناتُُ راحتْ إلى حالِ سبيلها ،
بائعاتُ الهـوى ذهبن يُجرجرنَ أَذيالَ النُعاسِ ، بعدَ ليلةِ عملٍ شاقّة .. الدجّالونَ ،
بائعو الأوهام حملوا حقائبهم بخفةِ لصوصٍ مَهَرَةٍ ، ليدفنوا رؤوسهم في وسائد
توفِّرُ لهم أحلاماً بصيدٍ سهلٍ في اليوم التالي ..


هكـذا عُدنا ، قبلَ أَنْ يَقرِضَ الفجرُ الليلَ .. ويرحلُ آخرُ قَطـارِ مترو !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوخمة: قيظٌ مصحوبٌ برطوبةٍ عالية ( عاميّة عراقيّة ، بصرية تحديداً ).
(2) آخر قصيدة له ، كتَبها قبل يومٍ من إعدامه على يد الكتائب الفرانكوية الفاشية .
(3) قالها في معرض نقده للإشتراكيين الفرنسيين ، لاسيما صهريه بول لافارغ و شارل لونك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا