الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيسي أشعل فتيلها!

جواد البشيتي

2013 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



العسكري إنَّما هو إنسان على هيئة بندقية؛ فإذا اشتغل بـ "السياسة"، ناصَب مكيافلِّي العداء، وداس كتابه "الأمير"، وكَفَر بالسياسة إذا ما أخْبَرتهُ أنَّها بِنْت العِلْم والفنِّ معاً، وآمن بها إذا ما نَفَثوا في رَوْعه أنَّها "ما يَنْبُع من فوهة البندقية (مِنْ حلٍّ أو تغيير..)"؛ وفي آخر المطاف، وبعد خراب البصرة، وانهيار المعبد على شمشون وأعدائه معاً، يمكن أنْ يَفْهَم النصيحة "إنَّكَ تستطيع فِعْل كل شيء بالحراب عدا الجلوس عليها". لقد قالها نابليون، ناصِحاً كل مَنْ يَسْتبد برأسه وَهْم "كلُّ شيء بالقوَّة"؛ فهل قرَّر السيسي، أخيراً، الجلوس على الحراب؟!
السيسي، أوَّلاً، وبصفة كونه وزيراً للدفاع، انقلب على رئيسه عسكرياً، والذي هو في الوقت نفسه رئيسه مدنياً، بصفو كونه موطِناً. لقد انقلب على محمد مرسي، أول رئيس مدني مصري منتخَب، وعزله عن منصبه، واحتجزه في مكان لا يَعْلَم به إلاَّ هو ومجموعة صغيرة من الذين يَثِق بهم، مُسْتَذْرِعاً، في عزله، بنزوله (مع المؤسسة العسكرية) على إرادة الشعب الذي نزل إلى الشارع في الثلاثين من يونيو مطالِباً بـ "انتخابات رئاسية قبل أوانها"، ومُسْتَذْرِعاً، في احتجازه في هذه الطريقة، بالحرص على "سلامته الشخصية".
ثمَّ استحضر السيسي موسوليني والفاشية، فقرَّر، وكأنْ لا سلطة في البلاد أعلى منه ولو من الوجهة الشكلية، دعوة الشعب (أو "المصريين الشرفاء") إلى النزول إلى الشارع لـ "مبايعته" ونصرته والوقوف إلى جانبه في الحرب التي يعتزم شنها على "الشعب الآخر"، المعتصم في "رابعة العدوية"، وغيرها من الأماكن في القاهرة وسائر مصر، بدعوى إنقاذ مصر من خطر "العنف والإرهاب" الذي يتهدَّدها.
إنَّها المرَّة الثانية في أقلِّ من شهر واحد التي يقرِّر فيها السيسي، وكأنْ لا وجود للأعلى منه سلطةً (ولو من الوجهة الشكلية) كرئيس الدولة المؤقَّت، ورئيس الحكومة الانتقالية؛ ولقد كانت السيادة في دعوته لضمير المتكلِّم "أنا"؛ فهو قال "أَطْلُب من الشعب.."، ولم يَقُل "نطلب (أيْ الجيش) من الشعب..".
وطَلَب من "الشعب (أو مِمَّن دعاهم "المصريين الشرفاء")" أنْ ينزل إلى الشارع، لـ "يُفوِّضه" في "اتِّخاذ الإجراءات اللازمة" لمواجهة "أعمال العنف والإرهاب"، وكأنَّ "المرحلة الانتقالية"، مع "خريطة الطريق" التي أقْسَم أنْ يظلَّ وفياً لها، هي الرداء للأحكام العرفية، ولحالة الطوارئ، والتي بدايتها إسقاط مصر في قبضة العسكر، وإنزال الدبابات إلى الشوارع، بعد مغادرة "المصريين الشرفاء" الشارع؛ أمَّا نهايتها فلا يَعْلمها إلاَّ علاَّم الغيوب!
السيسي أحسن صُنْعاً إذ قرَّر بما يقيم الدليل على أنَّه آخر من يُصدِّق "شرعية" رؤسائه (الرئيس المؤقت، ورئيس مجلس الوزراء). وكيف له أنْ يُصدِّق وهو الذي رأى "الرئيس المؤقت"، الذي نصَّبه العسكر، يُعطِّل العمل بالدستور، ثمَّ يحلف عليه، ثمَّ يصنع "إعلاناً دستورياً"؟!
لقد توجَّه السيسي إلى "الشعب"، بصفة كونه مَصْدَر الشرعية، طالباً منه النزول إلى الشارع لمنحه "الشرعية الشعبية (الثورية)" التي لا تعلوها شرعية؛ وإنَّها لمهزلة ما بعدها مهزلة أنْ نرى ممثِّلي وأبطال "الخريف (التاريخي) العربي" يصارِعون الآن، ويقاتلون، بأسلحة "الربيع العربي"؛ وها هو السيسي يطلب "مليونية" خاصة به؛ وقد يجيبونه قائلين: "غالٍ والطلب رخيص"!
ولحرب السيسي المقبلة شرعية أخرى، تشبه "الشرعية الدولية"، فهو خاطب، ضِمْناً، العالم قائلاً: لقد دعوناهم إلى أنْ يجنحوا للصلح، فأبوا واستكبروا، وتمادوا في غِيِّهم، ولم يبقَ لدينا، من ثمَّ، من علاجٍ إلاَّ آخره، وهو الكيِّ!
بقي افتراضٌ يدعوني إليه سوء الظن؛ فالسيسي الآن يواجه معارَضَة قوية ومتعاظمة ضده في داخل الجيش، فتفتَّق ذهنه عن حيلة "الاستنجاد بالشعب"؛ وهناك (على ما أفتَرِض أيضاً) قوى في الخارج والداخل ترى أنْ لا حلَّ لأزمة مصر المتفاقمة إلاَّ بإرسال السيسي إلى حيث يقيم مرسي؛ فهل وَقَع السيسي في الشَّرك، أم أوقع نفسه بنفسه فيه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجيش ساند و ايد ثورة الشعب.
د/سالم محمد ( 2013 / 7 / 24 - 22:07 )
استاذ جواد . . اهل مكة ادرى بشعابها ، الاخوان منظمة فاشية دولية لا وطن لها و هم عملاء للامبريالية و كما ان الراسمالية لا وطن لها فان الاخوان لا وطن لهم ، انهم همج و ارهابيون بالفطرة جهولون بالفطرة عنصريون و معادون للديمقراطية التى يتباكون عليها . الشعب خرج لاسقاط الفاشية الاخوانية و الجيش حسبها صح و ساند الثورة الشعبية . الشعب هو الذى اسقط الفاشية الاخوانية مرة و الى الابد ,
عاش كفاح الشعب . الموت للفاشيين الاخوان .


2 - هو صراع من أجل البقاء
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 24 - 22:07 )
كان يمكن للسيسي وضباطه أن يتحالفوا مع الإخوان ويكسبوا. لماذا إذن اختاروا هذا الطريق الصعب المحفوف بالمخاطر على مصيرهم الشخصي قبل مصير البلاد؟
هذا السيسي مفيد لمصر ومسيرتها نحو الحداثة ويجب أن ندعمه لتحييد الخطر الأصولي البغيض على البلاد والعباد.
الديمقراطية ليس بغلة يركبها أعداؤها ريثما يتمكنوا ثم يتخلون عنها.
هكذا هو التاريخ، صراع من أجل البقاء والبقاء للأصلح. وعندما يعبر الناس عن استعدادهم لمواجهة وحوش الماضي وكوابيسه فيجب تشجيعهم لا تثبيط عزائمهم ودعوتهم للخضوع لشرعية مغشوشة.
لا مجال هنا للحياد تحت أية حجة


3 - تعازينا
شاكر شكور ( 2013 / 7 / 24 - 23:01 )
الأخوان هم من خانوا المؤسسه العسكرية المصرية وليس العكس ، العسكري النبيل سيسي كشف مخطط الأخوان في محاولتهم لأسلمة الدولة ووزارة الدفا ع لضرب الديمقراطية وتفريخ الأرهابيين وارجاع مصر الى زمن البعرة والبعير ، انها ثورة شعبية حقيقية حملت تواقيع تأييد اغلب منتسبي الطبقة المثقفة في مصر، لقد انتصرالحق على الأسلام السياسي وبدورنا نأسف ونشفق على حال الذين يتجرعون كأس المرارة بسبب طرد زمرة الجهلة من الحكم في مصر ، تحياتي للجميع


4 - ماقل ودل .. لكل ذي عقل ؟
س . السندي ( 2013 / 7 / 25 - 05:22 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي جواد البشيتي وتعليقي ؟

1: البديهية في ألإنقلابات العسكرية أنها تكون لحين ساعة الصفر سرية ، فكيف يكون إنقلابا والرجل قد أبلغ رئيسه بالمخاطر التي تحدق بمصر قبل إسبوع ومددها يومان أخران للخروج بمصر إلى بر ألأمان ؟

2: الديمقراطية ليست فقط صندوق إنتخابات بل هى للشعب والوطن إستحقاقات وأنت سيد العارفين ؟

3: إن ديمقراطية ألإخوان في كل البلدان ليست بأكثر من مطية لتحقيق غزواتهم ونزواتهم المريضة وهى في شرعهم ليست إلا للحمير وللجهال ، تماما كديمقراطية حماس التي ما أن تسلطت حتى طغت ورمت السلم على من تحتها ولليوم ، فعن أي إنتخابات وديمقراطية تتكلم وشيوخهم ووعاظهم يكفرونها ليل نهار؟

4: أستحلفك بألله هل يعقل أن يكون شريفا من يقول عن وطنه طز ، وهل يعقل أن يكون أتباعه صادقين بديمقراطيتهم ، وألله إن ألأعدام قليل بحقه وحقهم ؟

5: هل تعلم أن السيسي تغدى بمرسي قبل أن يتعشى مرسي به ، وماقام به لم يكن إعتباطيا بل جاء بضوء أخضر من جهات عليا في البنتاغون وبدعم خليجي مفتوح لفرملة كل الحركات ألإخوانية والجهادية بدأ من سوريا ومالي وتركيا ؟

6: وأخير مسك الختام محبتي لك والسلام ؟


5 - الي س السندي
محمد صلاح سالم ( 2013 / 7 / 25 - 07:49 )
بتعليقك هناك تناقض واضح بين بند 5 وبند 1
اذن فهو انقلاب عسكري
وما قاله جواد في محله
وليس هناك محل اختلاف بين تقييمك للاخوان وبين كونه انقلاب عسكري
المهم الي اي شئ يهدف الانقلاب
اذا كان يهدف لتحقيق اهداف الثوره فلا ضير ولكن الاعتقاد بهذا يدفع بنا الي دائره الخبل
الصريح والهطل السياسي القاتل
السيسي بندائه الاخير للشعب يصنع من نفسه قيصر جديد اشد بطشا من مبارك واكثر خطرا علي اهداف
الثوره من مرسي
مصر تنحدر بسرعه جنونيه الي هاويه الدكتاتوريه العسكريه والمصيبه انها الان تتلفع برداء
شعبي
السيسي يلعب علي وتر النزعات الديماجوجيه والغرائزيه الانتقاميه لدي جموع عديمه الوعي
ويوظف محموعات من الاعلاميين المرتزقه بهدف توفير غطاء شعبي لما ينوي فعله
لسحق الثوره والاخوان معا
فلينتبه الغافلون


6 - عمار يا مصر
قلم رصاص ( 2013 / 7 / 25 - 08:52 )
هذا الجواد مطيه للقطرين وللاخوان ..وبوق مأجور لا يخجل ولا يستح ..على مدار اكثر من عام نطالبه بكلمة واحدعه عم احد التيوس الثلاثه في قطر او السعوديه او الاردن وحتى الان لم يفتح بوزو الا بما فيه تحريض على الدم والفتنه ..اي عاقل الان يتجه لدعم المصالحه في مصر ودعم التهدئه هذا الكتيب الرخيص يلجأ لصب الزيت على النار . قلنا في اكثر من مناسبه عندما يثبت لنا هذا الاقرع عكس ما قلناه سنقوم بالواجب ونعتذر علنا . عمار يا سوريا عمار يا مصر .,


7 - الي قلم رصاص
محمد صلاح سالم ( 2013 / 7 / 25 - 10:57 )
الرصاص من العناصر السامه التي تسبب تسارع في عمليات الاكسده للخلايا الحيه
واولها خلايا المخ ولذلك تصيبها بالعطب السريع-فليس غريبا اذن انك لم تفهم حرفا
واحدا من المقال


8 - الى محمد
قلم رصاص ( 2013 / 7 / 25 - 11:41 )
ومن قال لك ان مقالي هو رد على مقالات هذا الاقرع؟
ما يحيرني به وبكل كتائب موزه من الاعلاميين انهم يتطاولون على اكثر الدول العربيه تحضرا وانفتاحيه ويتركون بؤر التخلف والظلاميه والجهل بدون ان يخصوهم حتى ولو بكلمة ..وهذا ما طالبنا به الاقرع منذ اكثر من عام..فهمت ولا بشرحلك كمان مره؟
على فكره قصة الرصاص والاكسده وخلايا المخ مهضومه :) ..


9 - دعوة إلى كل من يعارضني أو يؤيدني من القراء
جواد البشيتي ( 2013 / 7 / 25 - 12:51 )
لا تجادلوا المسمَّى -قلم رصاص-؛ فما نَفْع أنْ تجادِل الذَّيْل إذا ما كان الرأس، وهو بشار الأسد، لا يعرف من صلة مع الفكر إلاَّ كصلة القدم والحذاء؛ ثمَّ إنَّ -قلم رصاص- هو ابن جهاز ما عاد يملك إلا النباح؛ فدعوه ينبح إلى يوم يبعثون!


10 - قلم رصاص
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 25 - 16:29 )
طريقة المعلق قلم رصاص غير حضارية. أدعوه إلى التخلي عنها رغم اشتراكي معه في مقت الوهابيين والإسلاميين لكنني لا أحب أن أضع نفسي بين خيارين: الأسد أو الإرهابيين: كلاهما مرفوضان.
بالنسبة لرد محمد صلاح سالم عليه رقم 5، فرأيي هو أن زمان الدكتاتوريات العسكرية في بلدان الربيع العربي قد ولّى وانقضى. أقصى ما يمكن أن يفعل السيسي لو حاول أن يستبد بالسلطة هو أن ينتهج نهج كمال أتاتورك. طبعا نحن كديمقراطيين لن نقبل حتى هذه الوصاية، ونطالب بتسليم السلطة للشعب عن طريق الانتخابات بشرط إقصاء الإسلاميين منها إذا لم يقبلوا بالعلمانية، ولكن حكم أتاتورك أنفع لنا من حكم الإخوان، إذا اضطررنا للاختيار بينهما
تحياتي


11 - الى منتصر
قلم رصاص ( 2013 / 7 / 25 - 16:39 )
صدقني اني اكتب التوبيخات لهذا البشيتي على مضض وليس من طبعي الالفاظ المسيئه وهو الذي اجبرني على اتباع هذا الاسلوب بعد عدة تحذيرات وعدة طلبات بان يكف عن التحريض على سوريا ..نحن في سوريا لسنا بحاجة لكتائب موزه الاعلاميه ولا لمحرضين ومنافقين ..وطلبنا منه اكثر من مره ان يثبت لنا نظافة قلمة وان يكتب مقال واحد او نصف مقال ليقول به رأيه بملك الاردن والكاتب حتى الساعه لم يفعلها وكنا قد تعهدنا امام القراء الكرام ان نعتذر للكاتب في حال فعلها لكنه يثبت دائما انه مأجور وجبان ورخيص وانتهازي .
اما بالنسبه لموضوعنا وهو مصر فالحل يجب ان يكون توافقي وتصالحي ومبني على استيعاب الاخوان في المرحلة القادمه لا على اقصائهم اوتهميشهم وللحديث بقيه .تحياتي

اخر الافلام

.. تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لحرب غزة... مظاهرات بعدة مدن


.. كيف تصل إسرائيل إلى قيادات حزب الله؟




.. قصف إسرائيلي يستهدف بلدة نيحا في بعلبك ما خلف دمارا كبيرا


.. تهدف للفصل بين المقاومة وحاضنتها.. ما عقيدة الضاحية التي تنف




.. 8 شهداء وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي على بلدة جباليا شمال قطاع