الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتستمر المؤامرة على العراق 3

عزت اسطيفان

2013 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


وتستمر المؤامرة على العراق ـ 3 ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزت يوسف إسطيفان

إذا إستثنينا بعض المطالب الحقيقية المشروعة للأبرياء من المتظاهرين والتي عالجت الحكومة ما يقع تحت مسؤوليتها منها ، أظهرت الشعارات التي رفعت والخطب التي ألقيت في المظاهرات والإعتصامات في بعض المناطق الغربية السنية في العراق ، أظهرت بأنها ليست سوى مؤامرة يقودها ممثلو الحركات السلفية (دولة العراق الإسلامية) والاخوان المسلمون والبعث الفاشي وبعضهم يقيم افي الاردن وقطر والسعودية وتركيا ، وهي مدعومة مالياً وسياسياً بل حتى عملياتياً من قبل هذه الجهات. هدف هذا التآمر إسقاط الدستور والحكومة المنتخبة بالعنف عبر تشكيل " جيش العزة والكرامة " ما يعني القضاء على العملية السياسية بالكامل أي تدمير الأمل الديمقراطي .
رغم أن إئتلاف العراقية ومنذ بداية تشكيله دأب على الحث بشتى السبل والحيل بإتجاه التمرد الشعبي إلا أن المتطرفين الذين إختبأوا وراء التظاهرات ورفعوا علم صدام وصورته وصورة الهارب المدان طارق الهاشمي ورفعوا علم ما يسمى بجيش سورية الحر، دفعوا بالتظاهرات بإتجاهات تجاوزت قادة إئتلاف العراقية في التطرف والرفض. فرضخ لهم البعض وتزعمها مثل النائب أحمد العلواني وحتى أسامة النجيفي بينما تحفظ آخرون مثل صالح المطلك وأياد علاوي .
تشير المؤشرات إلى أن المتطرفين تعمدوا رفع شعارات تعجيزية كي يضمنوا إستمرار التظاهرات والمؤامرة لإرباك الوضع العام ولفسح المجال أمام تحرك الإرهابيين مما تسمى دولة العراق الإسلامية وتسهيل نشاطهم على أمل إنتصار زملائهم في جبهة النصرة في سورية وإعادة الكرّة في العراق.
من هنا جاءت المطالبة بتعليق المادة ٤-;- إرهاب ، وإلغاء قانون إجتثاث البعث ، وإطلاق سراح كل السجناء...الخ.
مما يؤسف له أن المجاميع الإرهابية لا تجد بين إئتلاف العراقية من يحث الناس على التعاون مع الأجهزة الأمنية لإجتثاثها بل على العكس وجدنا من شاركها الإجرام مثل طارق الهاشمي ووزير الثقافة السابق أسعد الهاشمي والنائبين عبد الناصر الجنابي ومحمد الدايني وهناك من ساعد وتعاون وتستر عليها. بل بلغ الإستهتار ومقت الديمقراطية حد قيام مسؤولين بإستغلال حماياتهم وإجازات سيارات الدولة المخصصة لهم ورخص التجول ورخص حمل السلاح وأجهزة الإتصال والحصانات كلها وضعت في خدمة الإرهاب.
وإذا ما توفرت الأدلة الدامغة لدى الأجهزة الأمنية وعرضت على القضاء وطلب القضاء من مجلس النواب رفع الحصانة عن 17 نائباً متهماً بالإرهاب (ويقال بلغ العدد 28 نائباً) تمهيداً للتحقيق معهم ، فإذا برئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ، الذي أقسم على حماية أرواح المواطنين والمصالح الوطنية ، يستخدم منصبه تعسفياً ويحول دون عرض طلب مجلس القضاء على التصويت لرفع الحصانة النيابية وهو أمر روتيني لأن القضاء هو الذي يتولى التحقيق الجنائي مع النائب وغير النائب والفرق هو أن المواطن المتهم يتم القبض عليه مباشرة بينما النائب ترفع عنه الحصانة أولاً كإجراء شكلي لا أكثر ولا أقل . غير أن النجيفي ينتهك مبدأ الفصل بين السلطات والإختصاصات .
الإرهاب له هدف واحد وهو زعزة الوضع ، وترويع الموطنين ، وقلب نظام الحكم واغتيال الديمقراطية والقضاء على العملية السياسية بالكامل ،ثم العودة الى زمن الدكتاتوريات المستبدة ، وإرجاع السلطة المفقودة .
أخيراً أشير إلى أن الإرهابيين ومشاركيهم والمتسترين عليهم لا يجدون الإدانة اللازمة من لدن الجهات المحسوبة على الجانب الديمقراطي سواءً كانوا أفراداً أو جماعات أو أحزاباً أو منظمات مجتمع مدني بل يشعر المرء أحياناً بأن هؤلاء لا همّ لهم سوى النيل من الحكومة ورئيسها من منطلق مواقف مسبقة ومصالح ضيقة لا تعير أهمية للحكم الموضوعي والمصلحة الوطنية العليا.

دعا رئيس مؤسسة المدى السيد فخري كريم ، في رسالة مفتوحة إلى زعماء العملية السياسية في العراق ، إلى تشكيل "حكومة الإنقاذ الوطني" .ويطلب من رئيس مجلس الوزراء ، السيد نوري المالكي
الاستقالة من منصبه ، على إثرالهجوم الإرهابي للقاعدة على سجن أبو غريب وفشل قوات الأمن في مواجهة المسلحين الذين اقتحموا هذا المعتقل الحساس!!!

وقال في افتتاحية في جريدة المدى أن "فريق السلطة الحالي لم يعد قادرا على الوفاء بأدنى متطلبات الحكومة ، وفشل بنحو مؤسف في تمثيل إرادة العراقيين وتوحيدهم لمواجهة انهيارات قاسية".
لم أقرأ مرة ً واحدة نقدا ً بناءا ًبخصوص نشاط الحكومة ،واسلوب إدارتها لشؤون البلاد منسوب للسيد فخري ، أو منشور في جريدته ، ولم أسمع عن تصريح إيجابي يؤيد أو يشجع خطوة صحيحة قامت بها هذه الحكومة المنتخبة ديمقراطيا ًً!! بل بالعكس تماما ً. إن صحيفة المدى ، مولعة بمعادات الحكومة الحالية وبالذات شخص نوري المالكي !!والكاتب المجند السيد عدنان حسين ، يقوم مهمتة بكل جدارة في التصيد على المالكي وحكومته ؟؟

لقد بلغنا حداً شاذاً فهم يجيّرون كل شيء لتوجيه النقد اللاذع للحكومة والتطاول عليها فيما يفترض يهم توجيه النقد الموضوعي البناء. حتى المفخخات القاتلة ينسون المجرمين الذين يقفون خلفها ويبدأون بلعن الحكومة والأجهزة الأمنية وكأنها هي التي قامت بالتفجير.

إن هذا في المعيار الموضوعي إصطفاف مع الإرهابيين وتقاسم الخنادق معهم. أحببنا أم كرهنا ، إعترفنا أم لم نعترف ، فهذه هي الحقيقة المرة. فمتى يفيق البعض لئلا تتكرر مأساة إنقلاب 8 شباط / 1963 الفاشي الأسود؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا