الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة انتهاء العام الدراسي

قاسم حسن

2013 / 7 / 25
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


بمناسبة إنتهاء العام الدراسي لطلبة المدارس الاعدادية والثانوية
المتفوقون العراقيون في خارج الوطن
العراقيون الأكثر تفوقا بين الشعوب الأخرى
لاتخلف افراحهم والتعبير عنها عن البلد الذين يعيشون فيه
طامحون بتحقيق شعارهم بالتفوق العلمي والعودة للوطن
قبل ايام إنتهت السنة الدراسية للعام الحالي .. وكما في كل عام يتطلع أحبتنا التلاميذ ، وعلى مختلف مستوياتهم الدراسية ،سواء في الدراسة الاعدادية او المتوسطة او حتى الابتدائية / البكلوريا للسادس الابتدائي مثلا / ... الجميع يتطلع للنجاح من الدور الاول ليطمئن على مستقبله وليتفرغ للتفكير في المرحلة القادمة ... والاستعداد الجيد لها والتي فيها يتحدد مصيره في المراحل الدراسية القادمة ...
العراقيون في الخارج لايختلفون عن زملاءهم في داخل الوطن ، يتطلعون الى مستقبل يضمن لهم ما يطمحون إليه خاصة تلك الشريحة الواسعة والكبيرة من طلاب الاعدادية / الثانوية / نظرا لأن هذه المرحلة هي الفاصلة والمهمة في تحديد مستقبل هذه الشريحة الواسعة من الشباب ، وهي المفصل الرئيس بين زمنين او مرحلتين دراسيتين حيث انها تختلف اختلافا جذريا عما كان عليه الطلبة في المراحل السابقة من الدراسة ... حيث هنا تبرز مسألة الاختيار بدلا من الإجبار ... حيث يحق للطالب في هذه المرحلة العمرية ان يتوقف عن الدراسة او يستمر فيها نظرا لنضجه عمريا واكتمال شخصيته الى مرحلة الاختيار ....
في غالبية الدول المتقدمة ومنها الأوربية تكون الدراسة إجبارية لحد السن (16 الرشد) الذي قد يكتمل في الانتهاء من الدراسة الأعدادية ... وهنا بيت القصيد ، حيث تابعنا وبشكل دقيق مجريات هذه المرحلة السنية من هذه الشريحة الواسعة والكبيرة من الجالية العراقية في شتات المهجر العراقي الكبير والمتوزع والمتناثر في دول عدة منها الاوربية والاسكندنافية والامريكية وغيرها وعلى مدى الارض الواسعة ...
لايعرف عن العراقيين حبهم للغربة والهجرة في التاريخ القديم والحديث على حد سواء، ولا يعرف عنهم ان هاجروا البلد لأي سبب سوى طلب العلم او التجارة أو حتى التسوق ، لفئة ارستقراطية مثلا ، وهذه ليست بالظاهرة الكبيرة او حالة عامة ، بل خاصة جدا باهل الجاه والسلطة ، حصرا...
ولم يعرف عن العراقيين ايضا حبهم للتوطين خارج وطنهم إلا ماندر ... وهذه الحالات قد تكون استثنائية وغير كبيرة إن وجدت.. ولكن وعلى مدى اربعة عقود ، أو أكثر ، مضت هاجر عدد غير قليل من العراقيين ولاسباب معروفة للقاصي والداني اهمها ، الاضطهاد ، والملاحقات والاعتقالات لمن هم لايتفقون او يعارضون طريقة السلطة في قبضتها على زمام الأمور في البلد ، وضيق الحريات لنظام الحزب الأوحد الذي ولى الى غير رجعة ، وكثرة الحروب التي كانت من مغامرات القائد الأوحد ، وشلته وعصاباته ونظامه الساقط وحزبه الفاشي ...وغالبيهم إن لم نقل جميعهم هم من الذين فضلوا اللجوء ، مجبرين لامخيرين ، الى دول آمنة ، بحثا عن الآستقرار والعيش بعيدا عن الملاحقات ( إن كانوا من السياسيين المعارضين) أو من الحروب وكثرتها وكوارثها ، التي لاناقة لهم فيها ولاجمل، أو من الجوع والعيش الذليل والعوز المستمر ( كما حدث ذلك في الحصار الذي فُرِض بسبب من النظام القائم آنذاك أيضا ).
العراقيون وهذه الاجيال التي وِلِدت في خارج الوطن، والتي نشأت وترعرعت في هذه الدول ، أو الذين إضطروا مع عوائلهم للهرب او الهجرة وهم لازالوا تلاميذا في مقتبل أعمارهم ... هذه الاجيال ، وعلى مدى الأعوام الماضية ، وكما في هذا العام ، كان ولازالوا متفوقين في دراساتهم ومثار اعجاب كبير لأوليائهم والقائمين على تربيتهم ، وكذلك معلميهم ومدرسيهم ، حيث لايمر عام الا وترى وتلمس في النتائج النهائية للامتحانات ، ترى ان غالبية النجاحات التي يحصدها العراقيون ، ونجاحاتهم هي الأكثر تفوقا .. على اقرانهم من أهل البلد ، والجاليات العربية والأجنبية الأخرى التي تتواجد على أراضي تلك البلدان .
تشير الأحصائيات التي رصدناها في هذا العام مثلا الى تفوق العراقيين في نتائج الدراسة الاعدادية ، حيث كانوا من العشرة الأوائل في أغلب البلدان التي رصدناها .. ففي هولندا مثلا كانت نسبة النجاح العامة 82% كان العراقيون ضمن العشرة الأوائل فيها وفي الدانمارك كانت نسبة النجاح 85% إحتل العراقيون شبابا وشابات مانسبته 15% من المتفوقين ( علما بأنه وفي العام الماضي كانت العراقية هي الاولى على الدانمارك بدرجة كاملة لم يسبق أن حصل هذا في تاريخ الدانمارك على مدى أكثر من عقد من الزمن).
في السويد كانت نسبة النجاح العامة 81% كان العراقيون من الأوائل فيها أيضا ، حيثا تراوحت نسب النجاح بين 77% -87% كانت نسبة العراقيين في التفوق 3% وفقا لأحصائية عرضها التلفزيون الهولندي في احد برامجه التي خصصت لهذا الغرض.
في بقية البلدان ، ككندا وأمريكا وفرنسا والمانيا وغيرها كان للعراقيين فيها نسبة عالية ، وعالية جدا .. ولابد من الاشارة الى ان هذه الاحصائيات تشمل المتفوقين من العراقيين ، دون الاشارة الى نسبة النجاح العالية بينهم ، وقد لانبالغ إن اشرنا الى أنه ومن النادر جدا أن لاينجح العراقي في هذه المرحلة وبنسب متفاوتة ... أو بمراحل مختصرة هنا وطويلة او ممتدة هناك ، مع التفاوت في القدرة على اختيار الاتجاه الذي يرغبه ( العلمي او الادبي او المهني) مع الأخذ بنصيحة المشرفين وإرشاداتهم .
أفراحهم بالنجاح لاتختلف في تقاليدها عن البلد الذي يعيشون فيه
العراقيون لايختلفون كثيرا عن مواطني البلد الذي يعيشون فيه ، عاداتهم وتقاليدهم وطريقة الاحتفال بنجاهم ، حيث وفي هولندا مثلا ... يرفعون العلم الهولندي ويرفقونه بآخر حقيبة كان يستخدمها الطالب أمام بيوتهم / تعبيرا عن فرحتهم ، وبطاقة دعوة للمارة والجيران والاصدقاء للاحتفاء معهم ، والاعلان عن نجاح ولدهم او بنتهم ، وهي مناسبة ايضا للفرح ، والسرور، والتعارف، وتوطيد أواصر الصداقة وتعميقها ، حيث يستمر رفع العلم مع الحقيبة في واجهة البيوت لفترة يحددونها وفقا لرغباتهم ...ونحن ايضا لم نكتفي برفع البلد الذي ضمنا وعشنا فيه بل ( وبأقترح من ابني الذي كان من ضمن الذين تجاوزوا هذه المرحلة بنجاح وتفوق ايضا ) أضفنا له ، علم بلدنا ،العراق الذي نعتز به ، والذي اثار حديثا ممتعا لايخلو من المناقشات ( المنغصات) التي تدور عن وضع العراق وشعبه وقدرتهم على تجاوز المحن والفتن، والصعوبات ، وماهم علية من حالة يرثى لها ، حتى ان احدهم ، رجل تجاوز الستين من عمره ، متسائلا عن الكلمة ( لفظ الجلالة الله وأكبر ) وماذا تعني؟؟ حيث كان تعليقه مثيرا للاستغراب والتعجب وقال ... غالبا مانسمع في نشرات الاخبار هذه الكلمات ، تنطق من أناس يرددونها في ذبح الانسان لاخيه الانسان وفي قصف المدافع والتفجيرات والهجوم وجريان الدم، سواءا، وعند سماعي الى آذان المسلمين .... وهذا حالنا حيث لاجواب يشفي غليل ذلك الختيار المسن الذي يتذكر الحرب الوحيدة التي عانوا منها والتي كانت درسا بليغا لهذه الشعوب وعدم تكرارها
ويختلف التعبير عن الفرح من بلد الى آخر ، ففي السويد والدانمارك يلبسون القبعة الخاصة والمميزة التي تشبه الى حد ما قبعة الطيارين او ربان السفن كدليل على النجاح وعبور مرحلة الإجبار الى مرحلة الأختيار ، ولم تكتف العائلة بهذا التقليد حسب بل تحتفي بابناءها في احتفالات خاصة وفقا لرغبات ابناءهم يتلقون فيها التهاني والتبريكات من جيرانهم وأصدقاءهم وذلك لتجاوزهم هذا المرحلة المهمه من حياة ابناءهم ....
وقد تشترك غالبية هذه البلدان في الحفل المركزي ( الذي غالبا مايكون تنكريا وصاخبا ) الذي تقيمه المدارس احتفاءا بطلابها ، بالاشتراك مع عوائلهم واولياء امورهم ، واصدقاءهم ومعارفهم ، ومن يرغب بمشاركتهم بهذه الفرحة ، والتي تعتبر نقلة نوعية في حياتهم حيث توديعهم لمرحلة الطفولة ، ليكونوا احرارا معتمدين على انفسهم في رسم مستقبلهم بانفسهم ... راجين لهم الحياة الزاهرة والمستقبل السعيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا