الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوة الإسلاميين مصدرها جهلكم .

صالح حمّاية

2013 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


هل هي الصدفة أن يخيف الاخوان المسلمون المشير حسين طنطاوي و الجيش المصري عقب ثورة 25 يناير ، بينما نفس هؤلاء الأخوان يفقدون كل الثأثير على الفريق السيسي والجيش المصري .. أم أن الجيش المصري هو تغير و حسن من اداءه بحيث بات لا يحسب للإخوان أي حساب ؟ ...
الواقع أن الأمر لا هذا ولا ذلك ، فالجيش هو الجيش المصري لكن الأمر أن هناك معطيات كثيرة تغيرت في الفترة بين ثورة 25 يناير و ما بين 30 يونيو وما بعدها ، وعليه كان الواقع بين تصرفات طنطاوي و وتصرفات السيسي مختلفا .

إن الفارق بين ما كان يتعامل معه طنطاوي ، وبين ما يتعامل معه السيسي اليوم ، أن طنطاوي تعامل مع الاخوان فيما كان الشعب المصري (أو جله على الاقل ) مغفلا ، فكثير من قطاعات الشعب المصري كانت منخدعة بالاخوان وقد كان يمكن للاخوان حينها حرق البلاد اذا ارادوا لو خالف لهم طنطاوي امرا ، لهذا وفي النهاية لم يكن لدى طنطاوي الا ان يسلم الامر للاخوان ، لكن في المقابل فالسيسي اليوم يواجه واقع مختلفا فالشعب المصري بعمومه اكتشف حقيقة الاخوان وعرفهم على حقيقتهم ، لهذا فالاخوان لم يعد لهم اي ثأثير محسوس قد يخيف أو يؤثر في مجرة الأمور في مصر ، وعليه كان بمقدور الجيش المصري بكل سهولة ازاحة الاخوان عن المشهد السياسي لأنه يعلم انهم لا يستطعون فعل اي شيء.

الحقيقة أن الإسلاميين لم يستأسدوا على مصر (أو غيرها ) إلا حين وجودها خانعة ذليلة لهم ، فهي و بعد سنين الركود والتقهقر سمحت لهم أن يعتلوها ، لكن مصر وحين نفضت عنها جهلها و تخلفها فها هي تعيد الإسلاميين إلى مكانهم الطبيعي (السجون ، و جبهات الإرهاب ) .

بالمختصر إن مصدر قوة الإسلاميين ليست سوى حجم الضعف في كل مجتمع ، فإذا كان المجتمع معتلا بالتخلف والجهل كان للإسلاميين فيه دور ، اما اذا كان مجتمعا منيعا محصننا بالعلم و المعرفة ، فهذا المجتمع أبعد عن أزهى أحلامهم ،، لهذا فيمكن القول أن أولى الخطوات نحو هزيمة الإسلاميين هي بنشر الوعي المعرفة ،

إن جهلكم هو مصدر قوتهم ، لهذا فسلاحكم الفتاك ضدهم هو الوعي و المعرفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كمن يلعب مع أفعى سامة
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 25 - 01:28 )
في قولك- (فيما كان الشعب المصري (أو جله على الاقل ) مغفلا) أرى أنك تغفل أمرا هاما جدا، وهو أن قيمة أي شعب تكمن في قدرة نخبه على فهم ما يجري ودق ناقوس الخطر. المشكلة فيما وقع في مصر أن النخب هي التي لم تحسن التصرف مع الإخوان. لقد تعاملت معهم على أنهم تيار يدمقراطي عاد، بينما هم ليسوا كذلك، وتبنيهم للديمقراطية حديث جدا، فكل تاريخهم يكفرها. هم ركبوا قطار الديمقراطية بعد أحسوا أن كثيرا من الناس معهم، وأن النخب السياسية والفكرية في مصر مثلا أعطت الأولوية للإطاحة بالاستبداد أولا ولم يكن يهمها بين أيدي من ستسقط الثمرة..
كان على هذه النخب أن ترفض منذ البداية التعامل مع الإخوان إلا في إطار دستور علماني. بدل هذا قبلوا دخول الانتخابات معهم ليس تحت برامج سياسية واقتصادية وثقافية، بل كانت أشبه بمعركة بين الإيمان والكفر، بين الله والشيطان، بل سماها أحد السلفيين بغزوة الصناديق.
الأحمق في كل هذا هي النخبة السياسية التي قبلت بهذه المهزلة، حتى صار الأذان يرفع خلال جلسة البرلمان المنعقدة. اللعب مع الإسلاميين كمن يلعب مع أفعى سامة.
تحياتي على جهودك التنويرية


2 - تعقيب
متابع ( 2013 / 7 / 25 - 18:13 )
الى الاخ علقمة

المثقف المصري هو في النهاية جزء من الشعب المصري وكونه قبل الاخوان تواطئا او جهلا فهو قبلهم في النهاية ، (اتمنى تراجع مقال -المثقف المصري مبشرا بالشمولية- ) لجمال ابو الحسن لتحضى بخلفيات افضل للموضوع

لكن مع هذا فكثير من المثقفين نددوا بالاخوان في الواقع لكن لا احد سمعهم مثلهم مثل طنطاوي ففي ظل دوغما الأخوان و روح القطيع التي سادت عقب الثورة كان الاخوان يجتحاون اي شيء ، لكن اليوم الوضع يختلف

لو تلاحظ سابقا لم يكن لخطاب سيد قمني مثلا اي رد فعل ، بل كان مجرم ومدان ، لكن اليوم مصر كلها باتت تنهل من كتابات سيد قمني ، والسؤال هل تغير سيد قمني ام هو تغير ...طبعا سيد قمني لم يتغير لكن المزاج المصري العام تغير بحيث بات يفهم حقيقة كتاباته

هي مسألة وعي ، لا اكثر بوركت

اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس