الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيش السوري يريد..

ربيع الحسن

2013 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لم نعد نسمع عبارة بأكاليل الغار وزغاريد النساء وعلى لحني الشهيد و وادعه تم تشييع كوكبة من شهداء جيشنا الباسل الذي قضوا في الدفاع عن الوطن ضد فلول الجماعات الإرهابية المسلحة، فقد استبدلها الإعلام السوري بإحدى العبارتين، قامت وحدة من قوات الجيش العربي السوري باستهداف رتل من السيارات تابعة لمجموعة من المسلحين محملة برشاشات الدوشكا، أو لاحقت قواتنا الباسلة مجموعة من الإرهابيين وقتلت عددا منهم. مع تقديم عدد من الأغاني الوطنية الحماسية خلال ساعات اليوم وجلها تمجد بطولات وتضحيات الجنود وترفع المعنويات وتجعل كل من ليس في الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية يتشجع ويتمنى أن يلتحق بها.
إذا لم يعد من حق الشهيد من الجيش السوري أن يذكر حتى خبر استشهاده وهو الذي يقاتل منذ حوالي السنتين وربما استشهد ولم يشاهد أهله منذ عدة شهور أو أكثر، في حين زميله الذي استشهد في بدايات الأزمة لم يذكر فقط مكان استشهاده واسمه وكيف استشهد بل تم تصوير التشييع مع ذكر نبذة عنه.
تحول شهداء الجيش لأرقام ولكن حتى الأرقام تختلف عن بعضها في الصفات فلدينا أرقام علنية توردها قنوات الخليج وغيرها من الوسائل الإعلامية من مصدرها المفضل رامي عبد الرحمن الذي يعمل بعد الظهر في مهنة حقوق الإنسان، لعدد الضحايا الذين يسقطون يوميا في سورية بغض النظر بسبب من وبأي طريقة ومن قتلهم، وهناك الأرقام التي تمتاز بالسرية وهي أرقام شهداء الجيش البعض يقول الهدف هو للحفاظ على المعنويات مرتفعة ولكن هؤلاء لا يسألون كيف إعلامهم الوطني منذ سنتين وهو يقول لنا الجيش يقاتل فلول الجماعات الإرهابية، هل الفلول تسبب بمقتل كل هذه الإعداد من الجيش؟
يتغنون بأفراد الجيش في إعلامهم الوطني وينظمون القصائد والمعلقات في البوط العسكري عبر صفحات التواصل الاجتماعي ولا يسألون ولو بكلمة واحدة كيف يجوز أن يكون معاش الجندي تحت الخدمة الإلزامية في ظروف الحرب هذه لا يكفيه لشراء 5 كيلو بندورة باعتبار سعر الكيلو 150 ليرة سورية، والجميع يعلم سواء كان مؤيدا أو معارضا أن من يقاتل في صفوف الجيش السوري معظمهم من أسر فقيرة كانت بالكاد تسد حاجاتها الضرورية قبل الأزمة فما بالكم الآن بعد أن تضاعفت الأسعار عدة مرات، في حين من سرق ونهب طيلة 5 عقود أولادهم الآن خارج البلاد في مهمة للبحث عن جذور المؤامرة في الدول التي نسجت فيها والفقراء الذين سرقت لقمة عيشهم طيلة تلك العقود يضحون اليوم بأولادهم كي يعود أولاد المسئولين بأمان وسلام إلى البلد.
بعد عدة شهور وأحيانا سنة يسمح للجندي أن يزور أهله عدة أيام متحملا تكاليف السفر التي تصل لعدة آلاف سورية وخاصة في ظل قطع الطرقات والاضطرار للسفر بالطائرات فتزداد التكلفة ناهيك عن التعب الذي يقضيه في إيجاد حجز على الطائرة في ظل المحسوبيات والفساد القائم، والمشكلة الكبرى ليست هنا بل في سجن هذا الجندي إذا ما تأخر يوم عن الأيام القليلة الممنوحة له حتى لو كان العذر أن حياته كانت معرضة للخطر لو قدم بسبب الوضع الأمني السيئ على الطرقات.
وعندما تتم التسويات سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي سوف تتم على حساب المواطن من قدم الغالي والرخيص في سبيل وطن لم يعترف بوجوده يوما بل عامل العرب والأعراب والأجانب أفضل منه ومن لم يعترف بك قبل الأزمة لن يرى تضحياتك خلالها. وهاهي "المصالحة الوطنية" التي حصلت في تلكلخ مع مهربين قبل الأزمة وأصبحوا مجرمين يقتلون عناصر من الجيش بعد الأزمة لأن الدولة حاولت تخفيف التهريب من وإلى لبنان حيث توجت هذه المصالحة بأن عناصر من الجيش السوري يحرسون بيت قائد كتيبة شهداء تل كلخ التابعة لما يسمى " الحر" وهو نفسه الذي قتل ومثل بعناصر الجيش وموثقة بالصوت والصورة، ففي صريح العبارة تقول الدولة لمسلحين تل كلخ عودوا إلى أعمالكم كما كنتم سابقا ولن نكتفي بغض النظر عنها بل سنقوم بحمايتكم من أي ردة فعل طائشة من قبل ذوي الشهداء الذين قتلتموهم ومثلتم بجثثهم في لحظة تخل "جنبلاطية". هذا الجيش الذي استشهد الكثير من أبنائه بسبب خيانة وغدر بعض القيادات الأمنية والحزبية ألا يكفيه الحرب التي تشن ضده بالدرجة الأولى والتي تستهدف بالمحصلة تدمير البلد بأكمله من بوابة تدمير جيشه الذي حتى من يحاربه اليوم من السوريين سواء بالكلمة أو بالسلاح سيأتي يوم يدرك فيه أنه لن يستطيع العيش في بلده من غير جيشه الذي من المؤكد ارتكب أخطاء ولكن ليست هي السبب بالوصول للمحنة التي وصلنا إليها؟
كل تلك الموبقات التي تمارس بحق الجيش ولا يتفضل إعلامنا الوطني بتخصيص نصف الوقت الذي يخصصه للأغاني الوطنية الحماسية لمناقشة هذه العيوب والنواقص، ولكن ربما المشكلة في الضيوف من محللين ونواب وخبراء "استراتيجيين" يعتبرون هذه العيوب تفاصيل تافهة وتحصيل حاصل لا داعي لذكرها كي لا تنغص فرحتنا بالانتصار الإستراتيجي الذي تحقق منذ سنتين ألا وهو كشف خيوط المؤامرة الكونية وأدواتها في الداخل والخارج والانتصار بشتم كل المتآمرين الذين كانوا في الأمس القريب من الضيوف الأعزاء على قيادتنا وحكومتنا وجامعاتنا وأسواقنا... لكن هل استطاع المحللون الإستراتيجيون ونواب الشعب بعد سنتين ونصف من الحرب أن يكشفوا لنا عن الأدوات التي تتآمر على الجيش وهي مازالت في الدولة وفي مناصب عليا؟ طالما أصبح لديهم خبرة بكشف الخيوط المتشابكة المتآمرة.
إن إخفاء أعداد شهداء الجيش عن الرأي العام يساهم في التهرب من المسؤولية والمحاسبة والاستمرار بنهج الفساد حتى على لو كان نتائجه حصد أرواح من يقاتلون ضد كل متطرفين ومجاهدين العالم، فهل سيطفح الكيل وتأتي لحظة الحقيقة ويقول الجيش لكل الجواسيس والمتآمرين في الداخل كفى.. ويردد شعار الجيش يريد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة