الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقط الاخوان ! فهل يعيد إسلاميو فلسطين حساباتهم؟ (1)

عبد اللطيف حصري

2013 / 7 / 25
القضية الفلسطينية


بدا جليا ومنذ الطلقة الاولى اصطفاف الاخوان المسلمين والحركات المتأسلمة على امتداد الوطن العربي مع الحرب الكونية التي تخوضها امريكا واسرائيل بأدوات مستعربة ومتاسلمة لإسقاط الدولة السورية وكسر محور المقاومة، ولو ان حماس تمنعت في البدايات غنجا ودلالا لكن سرعان ما وجدت نفسها ايضا في خضم العداء لسوريا وحزب الله خاصة مع صعود الاخوان المسلمين الى سدة الحكم في مصر.
ومع سقوط الاخوان في مصر ذهب متأسلمو فلسطين أبعد مما ينبغي، ما اقتضى هذه الوقفة والمساءلة التاريخية! فقد أنشأ الشيخ رائد صلاح عنوانا صارخا لمقالاته المناهضة لإسقاط مرسي العياط واعتبار ما حدث في مصر انقلابا دمويا ليس إلاّ، وفي واقع الأمر كشف الشيخ جوهر حركته والنزعات الميكافيلية في فكر الاخوان، باعتبار الحركة جزء حي وفاعل في جماعة الاخوان المسلمين.
لن أتوقف عند كل المغالطات التي تعمد الشيخ ان يحشو بها مقالاته إلاّ بقدر ما تقتضي ضرورات النقاش مع فكر الاخوان المسلمين، فقد اعتبر الثورة الشعبية التي أطاحت بالعياط انقىلابا دمويا وذهب الى تشويه صورة الشعب المصري وثورته بالحديث عن التناسب بين الغاية والوسيلة، واعتبر الاطاحة بالعياط غاية دنسة، فبررت وسيلة لا تقل دنسا وهي الانقلاب الدموي حسب وجهة نظره.
لقد رفعت الثورة المصرية شعارا في اعتقادي من أنبل ما يكون، وطالب الشعب المصري بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وبلهجة اخواننا في مصر كلمة عيش تعني الخبز، وللحقيقة والتاريخ وكمن يعتبر نفسه قارئا جيدا للتاريخ لا أجد أنبل وأسمى من هذه الغاية، وخلافا للحركات المتأسلمة والاخوان المسلمين عامة، نحن نؤمن ان الغاية تشترط الوسيلة ولا تبررها، فالغاية النبيلة تشترط وسيلة نبيلة، في حين تعمد جماعات الاخوان لتبرير افعالها بمقولة "الضرورات تبيح المحظورات" وهي الشيفرة الاخوانية لمقولة "الغاية تبرر الوسيلة"، فليس صدفة ان يعمد الشيخ رائد الى تزوير ارادة الشعب المصري ومطلبه العادل "عيش حرية عدالة اجتماعية" الى مقولات ما انزل الله بها من سلطان، وأتحدى أن يقدم أي مراقب للأحداث في مصر تسجيلا او رصدا لمثل تلك الشعارات التي ساقها الشيخ على انها مطلب المعارضين لحكم الاخوان، بقوله: "تلوكون شعاراتكم البدائية والممجوجة مرددين (دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر) (الدين لله والوطن للجميع) (لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة) (الدين أفيون الشعوب) " . ... ما علينا !! في واقع الامر أثبتت ثورة الثلاثين من حزيران ان الشعب المصري استخدم أنبل الوسائل، وأعني نزول ما يربو على ثلاثين مليون مصرية ومصري بمظاهرة سلمية لم يشهد التاريخ مثيلا لها، للمطالبة بإسقاط سياسة الاخوان ورحيل موظفهم في مكتب الرئاسة، مرسي العياط، وهذا حقهم الشرعي من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.!! فهل يعقل أن الشيخ لم يلحظ هذه المطالب؟؟
للأسف الشديد هذه ليست المرة الأولى التي يعمد قيادات الحركة الاسلامية الى تشويه الحقائق ونشر إفتراءات مدعمة بمقولات دينينة كي تكتسب هالة شرعية. ففي العام 2006 تقدمت مجموعة من المفكرين العرب في الداخل الفلسطيني بورقة عمل أسمتها "التصور المستقبلي للجماهير العربية"، وهي ثمرة عمل وجهد مبارك وعظيم، بغض النظر عن مستوى اتفاقنا أو اختلافنا مع نصوصها. الحركة الاسلامية عارضت التصور المستقبلي وهذا حقها، لكن انظروا الى طريقة المعارضة: فقد كتب الشيخ رائد صلاح في صوت الحق والحرية يوم 2007/2/2 ما يلي: "ان فكرة اعداد هذه النشرة لا تمثل لجنة المتابعة العليا، ومن الواضح ان كل ما ورد في هذه النشرة من أفكار لا يمثل لجنة المتابعة العليا، ومن الواضح انها تمثل القائمين عليها فقط سواء كانوا أشخاصا أو أجساما"، الى هنا لا بأس، يمكن الاتفاق أو الاختلاف مع الشيخ، لكن في مكان آخر وفي مقال بعنوان "لجنة المتابعة الى أين؟" كتب ما يلي: "ان وثيقة التصور المستقبلي لا تطرح مسألة المقدسات الاسلامية وانها تقوم على إقفال هذا الملف" (صوت الحق والحرية 2007/1/27)، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن المادة 11 من التصور المستقبلي تقول بالحرف: "تعترف اسرائيل بحق أبناء الطائفة الاسلامية في ادارة شؤونهم في قضية الأوقاف والمقدسات الاسلامية، وترفع يدها عن المقدسات الاسلامية والمسيحية كجزء من الحقوق الجماعية الممنوحة للعرب الفلسطينيين في اسرائيل"، وتعود المادة 15 لتؤكد: "ضمان حقوق العرب الفلسطينيين في قضايا عينية غيبت تاريخيا مثل قضية المهجرين في وطنهم وعودتهم الى قراهم ومدنهم الأصلية، وقضية أملاك الوقف الاسلامي ونقل صلاحيات ادارتها لأبناء الطائفة الاسلامية". فهل يعقل ان تكون الحركة الاسلامية قد عارضت التصور المستقبلي دون مراجعة نصوصه؟؟ أستبعد ذلك ! وبقراءة النصوص أعلاه فإننا نقف تماما على ميكافيلية الحركة الاسلامية والاخوان عامة، والتي تشكل في اعتقادي أحد عوامل سقوط الجماعة في مصر وسقوط مشروعهم الحتمي في سوريا.
من حق الحركة الاسلامية أن تنصرف من العمل الوطني، وحقيقة ممارساتها على ارض الواقع أبلغ دليل على ذلك، ولا أقصد انصرافها من العمل الوطني الجماهيري والوحدوي فحسب، مثال مسيرات العودة ويوم الارض، ولكن حتى على صعيد تنظيمها هي فإنها لا تحتمل أي اقتراب من العمل الوطني، فقد دفع الشيخ هاشم عبد الرحمن ثمنا باهظا بسبب انفتاحه على العمل الوطني والمركبات السياسية للمجتمع، حيث تم إقصاؤه في أوج عطائه، وها هو الشيخ خالد حمدان يدفع نفس الثمن الرهيب، ليس فقط بإقصائه وإنما بفصله من الحركة الاسلامية لمجرد اقترابه من العمل الوطني، وتغليبه مصلحة البلد على مصلحة الجماعة.
ومن حق جماعات الاخوان عامة ان تعيش وهم خلافة أردوغان السلجوقية، لكن لا يملك اسلاميو فلسطين ترف الطيش على شبر ماء الخلافة ومشاريع الاخوان كبديل للمشروع الوطني الفلسطيني، فهل يعيدون حساباتهم؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهلا عبد اللطيف
قاسم حسن محاجنة ( 2013 / 7 / 25 - 10:37 )
شخصيا سُررت لوجودك هنا
فيا هلا

اخر الافلام

.. المؤتمر الرابع للتيار الديمقراطي العراقي-نجاحات وتهاني-2


.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة




.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا


.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة




.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-