الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا ومشروع الشرق الأوسط الجديد

زهير الزاهري

2013 / 7 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



يبدو ان واشنطن قد بدأت بإعادة ترتيب أوراقها على الطاولة العراقية وقررت ان تغير المسار العام لسياستها الخارجية مع دول المنطقة عموما ودول الربيع العربي على وجه الخصوص ، حيث ان موقف الولايات المتحدة الغامض والمتباين من الربيع العربي يشير إلى تحول سريع وغير مبرمج منذ حصول الانقلاب المدني العسكري على سلطة الإخوان في مصر وحالة التشتت ضمن صفوف المسلحين في سوريا بالإضافة إلى حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تجتاح العراق حاليا.
الولايات المتحدة ومنذ اندلاع موجة الربيع العربي بداية في تونس ومرورا بمصر وليبيا ثم سوريا قررت تبني سياسة الحياد إعلاميا والتحيز سياسيا بشكل يجعل من الولايات المتحدة تظهر بمظهر الطرف القريب من الجميع والذي يحترم إرادة الشعوب ، إلا ان الواقع اجبر الإدارة الأمريكية على قبول حقيقة تمرد الشعوب على أنظمتها وسمحت للتيارات الدينية بان تعتلي عروش السلطة لتخلق فوضى داخلية من شأنها اشغال دول الربيع العربي بصراعاتها الداخلية وارباك الاستقرار على الصعيدين الأمني والسياسي ليتسنى للإدارة الأمريكية رسم صورة جديدة لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي لم يكتمل بسبب سير الرياح العراقية بعكس ما تشتهي السفن الامريكية في العراق كتجربة أولية .
ومع دخول العراق في موجة من التوترات بدأت بالمناوشات بين القائمة العراقية ودولة القانون وتمسك دولة القانون بمفاصل الدولة ونزعة السيطرة والشمولية لدى القائمة العراقية ثم تلى ذلك أزمة الوزارات الأمنية مرورا بخلاف المركز مع إقليم كردستان ثم قضية الهاشمي وما سوق له على انه استهداف للسنة قي العراق ثم قضية العيساوي التي أخذت بعدا مذهبيا وقوميا لا تستحقه وما ترتب بعدها بالتزامن وليس الارتباط من ثورة غضب في المحافظات السنية التي ترى في كل من العمليتين الإدارية والسياسية مصادرة لحقوقهم على ذات الصعيدين .
ويبدو ان تأزم الوضع ومدى الانفلات الأمني في العراق قد حرك مخاوف الإدارة الأمريكية من احتمال اندلاع اقتتال داخلي من شأنه التأثير سلبا على خطط الإدارة الأمريكية في رسم معالم الشرق الأوسط الجديد خصوصا وان الحكومة العراقية تقف بصلابة مع النظام السوري وتدعمه عسكريا وسياسيا وإعلاميا وهذا بحد ذاته يثير مخاوف الإدارة الأمريكية من عمق التدخل العراقي - الإيراني في سوريا .
الضغوط السعودية - القطرية - التركية على الولايات المتحدة فيما يخص العراق وسوريا أيضاً لها دور في النقلة النوعية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية في توجيه سياستها الخارجية الجديدة في المنطقة وإعادة النظر بحساباتها فيما يتعلق بحلفاء الأمس القريب ،
فزيارة وزير الخارجية الأمريكي (كيري) للشرق الأوسط ليست بمصادفة وليست زيارة لتقوية أواصر التعاون الدولي وبالطبع ليست زيارة تباحث في وضع المنطقة وإنما هي الزيارة الميدانية السادسة لوزير خارجية الولايات المتحدة منذ توليه منصبه في الاول من شباط والذي جعل عملية السلام في الشرق الاوسط من بين اهم اولوياته.
كذلك فأن الاتصالات التي جرت مؤخراً بين نائب الرئيس الأمريكي (بايدن) والحكومة العراقية من جهة وإقليم كردستان من جهة أخرى كان من شأنها حث بغداد وكردستان على حل مشاكلهما العالقة وتصفية الخلافات وان دل ذلك على شيء فهو بالتأكيد يدا على مشروع أمريكي جديد و وجهة نظر تختلف كليا عن وجهات النظر السابقة .
ويبدو ان الحركة على المستوى العراقي في واشنطن أيضاً تنبئ بمشروع خارطة طريق جديدة ، فقد أشار مصدر مطلع في العاصمة الأردنية عمان إلى ان الإدارة الامريكية تخطط للقاء عدد محدود من شخصيات عراقية بارزة من بعض عوائل العراق المعروفة والتي لها تأثير فعال على الصعيدين العربي والعراقي بشكل متكافئ والتي يمكنها لعب دور ايجابي في عملية اعادة الاستقرار وقد أشار المصدر إلى تردد أسماء بعض الشخصيات والعوائل العراقية في الأوساط الامريكية كعائلة الفيصل الجربا والعاصي وآل مولود مخلص و الكعود والخيزران وغيرهم ، بالإضافة لشخصيات أكاديمية واقتصادية محدودة ويضيف المصدر ان مخلص احد أحفاد مولود مخلص و الابن الاكبر ل رعد مولود مخلص يرتبط بعلاقات وثيقة مع معظم العوائل المذكورة قد بدأ فعلا باجراء اتصالات ومحادثات مع بعضهم منذ اشهر من مقر إقامته في الولايات المتحدة من اجل إيجاد مخرج للأزمة العراقية على الصعيدين الأمني والسياسي بالإضافة إلى مساعٍ أخرى تخص حفظ الاستقرار وإعادة التوازن العربي إقليميا ودوليا .
حيث أشار مخلص في مقال وجهه إلى الإدارة الامريكية حديثاً ان الشعب العراقي لم يعد يحتمل سوء الأوضاع الأمنية او الخدمية في العراق وان الظروف الانسانية في العراق هي في أدنى مستوياتها وان ثقة المواطن بمؤسسات الدولة قد فقدت تماماً واصبحت المليشيات والعصابات وحركات التطرف تتحكم بالحياة اليومية وبمصير المواطن وحتى في سلطات البلاد الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية ، وأشار إلى ان الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ما تركت خلفها من دمار وفوضى وان العراق بحاجة إلى إعادة بناء هيكلة جديدة من القيم والمبادئ والعدل الاجتماعي ومسيرة تصحيح وتقويم يشارك بها الجميع.
كل تلك الحقائق المذكورة تشير إلى ان الإدارة الامريكية تعيد حساباتها فعلا وتنظر إلى الواقع العربي من زاوية جديدة ربما قد تعيد فتح الطريق أمام مسارات قومية جديدة قادرة على صناعة الاستقرار ومعالجة الفوضى .
لكن بالرغم من ذلك فان الادارة الامريكية وضعت لنفسها سياسة جديدة للتعامل مع هذه المتغيرات وكذلك مع بعض الحكومات التي تدعمها خصوصا ان حركات الغليان الشعبي في بعض الدول بدأ تقلق الادارة الامريكية بعد احداث مصر الاخيرة او في الدول التي لا تزال الولايات المتحدة مرتبطة مع أنظمتها بعدة مصالح واتفاقيات ستراتيجية كالسعودية والبحرين وقطر والتي ترغب الولايات المتحدة ببقائها قوية في المرحلة الحالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ?? حكومة اخنوش: فشل سياسة التشغيل وتراجع القدرة الشرائية ونق


.. ?? حكومة اخنوش: إخفاقات التغطية الاجتماعية والدعم المباشر وس




.. لليوم الثامن على التوالي.. غضب المتظاهرين الألبان يشتعل أمام


.. كلمة الأمين العام




.. الرسالة المفتوحة رقم 02 من المكتب السياسي لحزب التقدم والاشت