الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعلام يسعى الى موتنا

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2013 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



معلقين بالأخر والمجهول نبقى، نتداول الحب بصمت لنصبح بنيانا شاهقا بالفرح والأمل حتى لا نستطيع استخدام السلالم حين الحاجة مع ان الصعود كان تدريجيا. تكون النتائج غير مهمة لنا ما دمنا محصّنين بما نحمل من قوة تماسك نُسجت بخيوط كنا نعتقد انها لن تتأثر بتعاقب النكبات حتى فقدت الابتسامة صفائها وعفويتها وضاع منها سحر الصوت ولمعة البرق. فهوى الحلم وتحول الى مجرد وميض له رائحة البارود وصوت اكبر من قدرة الأذن على تحمله.
الارض تعشقنا حين نكون أقوياء ونعشقها حين يكون عطاءها بلا حدود. لا نساوم على حب الوطن ولكننا نطالب ببعض الحقوق.
ما اصعب ان يمضي العمر ونحن نتحسر على ماضي لم يكن سعيدا لكنه كان كذلك بمقياس ما يجري من تشرد ولجوء وغياب العدالة. كيف يمكن ان نبرر للمجتمع شكوى سيدة تقطن في خيمة اللجوء حاجتها الى حائط تسند عليه ظهرها، او لسقف يطول بطول القامة، او دموع طفلة تحضن قميص والدها الذي قصد محاربا، او ميلاد جيل في شوارع العتمة والخراب وكل حاجاته اصبحت تلبى على قلة! حتى الاساسية منها. ماذا عسانا ان نقول لشاب اصبح عاقّا لوالده لانه رفض ان يكون محاربا حتى ينال الشهادة.
وما اصعب ان يمضي بنا العمر ونحن نقلب البصر على صور متعددة من الشقاء رغم الحاجة لألوان الحياة الزاهية وسحر الربيع وهمس الشباب وهرج الاطفال بالأزقة والحارات.
ما اصعب ان تصبح موسيقى حياتنا هي اصوات الانفجارات المتفرقة هنا وهناك من دون ان نعرف شيئا عن الجهة التي تتولى مثل هذه العمليات حتى اختلط الحابل بالنابل وضاعت الحقيقة كلها.
كل السيناريوهات تشير الى ايدي خفية وتقسيمات جديدة لأوطان لم تعد ترعى ابناءها بل تساهم في قتلهم جهارا ونهارا.
ليت تلك السيناريوهات كانت لبناء الوطن والمواطن والاحتفاء به بدلا من ان نصبح جميعنا غربان لإعلام لا يسعى إلا الى موتنا حتى صرنا جميعا في صراع من اجل البقاء.
يبقى السؤال هل نستطيع ان نقتنع مع السيدة التي تبكي شقيقها الذي كان بمقام ابنها محاولاتها الجاهدة في تبرير وفاته شهيداً، والدم مع القاتل كان واحدا وله ذات الرائحة.
ان منع الحرب مهمة في ايدي الشعوب ذاتها لا الحكومات، ربما اكون قد ذكرت عبارة هيمنجوي هذه في مقالة سابقة كتبتها، وذلك حتى لا يصبح السلام امنية انسانية لا يمكن تحقيقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كم هى واقعية كلماتك
مجدى زكريا ( 2013 / 7 / 25 - 20:53 )
كم هى واقعية كلماتك سيدتى العزيزة عبلة وهى تهزنا فى الاعماق
اوطاننا تغلى وتحترق, ومازالت الحرائق تنتقل من مكان الى اخر , ويصير الابرياء ضحايا العنف والفوضى والتهجير القسرى, ونحن ننظر ونتمزق وننتظر مع احساسنا بالعجز والضعف وقلة الحيلة
متى ينتهى هذا كله, سؤال نختنق به ولا نتوقع اجابة فقوى شريرة تشعل الحرائق وتصنع الازمات من اجل تقديم القرابين البشرية لاله لانعرفه كنهه لايشبع من دماء الضحايا وماسى البشر
لكن يبقى الامل. ما اضيق العيش لولا فسحة الامل
تحية لك ولقلمك الباهر


2 - الحاضر والماضي
سيمون خوري ( 2013 / 7 / 26 - 07:28 )
الاخت عبلة عبد الرحمن المحترمة تحية لجهدك فعلا ما اصعب ان يمضي العمر ونحن نتحسر على الماضي. أعتقد هذا أحد أوجة أزمة المنطقة على كافة المستويات عندما نحكم من قبل الأموات . مع التحية لك


3 - تحية استاذ مجدي زكريا
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 7 / 26 - 16:43 )
تحياتي استاذ مجدي زكريا
اشكرك جدا على كلماتك الرقيقة
الحقيقة ان كرمك هو الباهر
كما قلت استاذي نختنق بالسؤال ونستغرب كيف اصبحنا عشاق دم
ولكن يبقى الامل
تحية لك استاذي العزيز مجدي


4 - الاستاذ المبدع سيمون خوري
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 7 / 26 - 17:16 )
تحياتي شاعرنا المبدع سيمون خوري
اشكرك استاذي المبدع
التحسر سمة صرت اسمعها بشكل مستمر مع ان الماضي لم يكن مبجلا والا لم نكن لنصل الى كل تلك الفوضى والدمار
الاستاذ المبدع سيمون خوري تبقى القامة الكبيرة والعظيمة التي نتعلم منها
دمت لنا ودامت صحتك

اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع