الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية

أحمد سعيد قاضي

2013 / 7 / 25
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


تعكس وسائل التواصل الاجتماعي وعي، وثقافة، ومدى رقي، وأفكار، ومساحة إدراك شعوب العالم، وخاصة الجيل الشاب. ومن الملاحظ أنه في الفترة الأخيرة أصبحت الطائفية عنواناً رئيسياً في كل تعليقات ومشاركات الشباب العربي على هذه المواقع، طبعاً بفعل تأثير الحرب الدائرة في سوريا، وانعكاساتها الطائفية على النسيج الاجتماعي الإسلامي ليس على سوريا فقط، أو دول الطوق، لكن أيضاً على النسيج الإسلامي بشكل عام في كل العالم، خاصة وأن هنالك من يسعى جاهداً لتحويل الصراع إلى صراع طائفي وتغذيته بما يحتاج ليكبر وينمو دون الأخذ بالحسبان أن هذا الوحش إذا نما لن يستطيع السيطرة عليه أي أحد أو أي طرف من الأطراف.
ولا يخفى على أحد محاولات الغرب عموماً، والولايات المتحدة خصوصاً، في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سيكفل لهم مصالحهم المتمثلة بالنفط من جهة، وحماية الكيان الصهيوني من جهة أخرى، للأبد. ويتمثل هذا المشروع في تقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات طائفية. لذلك كان دائماً الخطاب الغربي باتجاه الشرق الأوسط بأنه منطقة متعددة الطوائف والأعراق وأن هذه الدول القومية باتت غير قادرة على احتواء هذا التنوع، في محاولة لتهيئة المناخ والأرضية للتقسيم الطائفي. ولا ننكر هنا دور الأنظمة العربية منذ فترة ما بعد الاستقلال من الاستعمار العسكري إلى هذه اللحظة، في ترسيخ وتعميق هذه الانقسامات بشكل مقصود لإضعاف القوة والإرادة الشعبية لمواجهة هذه الأنظمة الدكتاتورية والقلة المسيطرة على مقدرات الشعوب وحريتها. وبالتالي صبت هذه الأنظمة سواء بقصد أو بغير قصد في خانة الطائفية والتقسيم مساعدة بذلك في تحقيق آمال الدول الغربية بالتقسيم الجديد للمنطقة.
ولكن قبل اندلاع الأزمة في سوريا لم تنجح المحاولات المستميتة من بعض الأطراف لإثارة النزعة الطائفية على مستوى العالم العربي والإسلامي، فقد تمكن الاحتلال الأمريكي فقط من اختراق المجتمع العراقي بعد الاحتلال ونجح فيه بسهولة بتمزيق المجتمع العراقي طائفياً. لكن بعد اندلاع الأزمة في سوريا وجد فيها الطائفيون الأرض الخصبة التي لا تضيع لنثر بذور الطائفية بين أفراد الشعب السوري الواحد.
باختصار، في حال اشتعال الحرب الطائفية فإن كلا الجانبيين هم الخاسرون ولن يخرج أحد منتصراً، بل على وجه التحديد فإن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة هم المنتصرون. ليس فقط السنة والشيعة سيخسرون بل أيضاً كل الطوائف التي تعيش في المنطقة منذ مئات أو آلاف السنين، فالصراع سوف يكون عنوانه سنة-شيعة لكن هذه الطوائف لن تكون بمعزل عن مجريات الأحداث في المنطقة، ولن تستطيع وقاية نفسها من النار الملتهبة التي سوف تأكل الأخضر واليابس. لذلك على العقلاء من العرب والمسلمين الجلوس على طاولة واحدة في محاولة لوأد الطفل المشوه قبل أن يكبر وبالتالي يصعب السيطرة عليه، فهذا هو الحل الأوحد والوحيد للحفاظ على الأمة العربية الإسلامية ولإفشال المخططات الصهيونية في ضرب الأمة الإسلامية والعربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار