الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تصالح

فؤاد قنديل

2013 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



هل كان أمل دنقل يعلم حين هاجم مثل ملايين المصريين اتفاقية العار المسماة " كامب ديفيد " مع اليهود القتلة أنه كان باللاوعي يقصد في الحقيقة من هم أسوأ من اليهود ؟.. هل كان يستشرف المستقبل ؟ .. هل كان يقصد تجار الدين من شرازم الدمويين الذين نهبوا الوطن واختطفوه ومزقوه؟.. هل كان يعلم أن البرابرة قادمون يوما ما فأطلق صيحته الشهيرة ..لا تصالح ؟
يدهشنى أمَرّ الدهشة أن أستمع في كل المنابر والإذاعات وأطالع في الصحف دعوات مشبوهة تتحدث عن المصالحة بين كل القوي السياسية والأحزاب والفصائل من أجل تأكيد وحدة النسيج الإجتماعي .. تتردد تلك الدعاوى على ألسنة كبار المتحدثين وصغارهم ، بل لقد زاد الطين بلة أن يطلع علينا الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء بوزارة جديدة - سوف تكون فاشلة بالقطع - تحمل عنوان وزارة " العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية " ولعل وراء هذا كله السيد رئيس الجمهورية ومستشاره الاستراتيجى مصطفي حجازي ، وأقل ما يمكن أن يقال عن هذه التمنيات العمياء أنها تصدر عن أناس لم يكونوا في البلاد منذ عامين وقد عادوا بالأمس فقط. وأظن أن من شكل هذه الوزارة واختار لها وزيرا يريدها أن تعمل اليوم قبل الغد بينما أنهار الدم تسيل في الشوارع وأنصار غير المأسوف على شبابه تهاجم الشعب في كل مكان وتنكل بمئات الأسر أبشع التنكيل بقتل أبنائها وتعذيب شبابهم وتلقي الأطفال من أعلى العمارات وتكسر عظام كل من تقع عيونهم عليه ماشيا في أي شارع .
فمع من تكون المصالحة؟ مع من يقتلون الجنود أم مع من يخطفون النساء أم مع من يمزقون الكتب المقدسة ومن يحرقون الكنائس بيوت الله التي يجب أن تعامل بمنتهى التقديس والتبجيل وتفتدي جدرانها وروادها بالأرواح؟ .. أمصالحة مع من اعتدوا على أتباع الشيعة ومثلوا بجثثهم وقتلوهم بكل أنواع وأساليب القتل .. حرقا وشنقا وكسرا للعظام وتهشيما للأجساد بالطوب وسحلا على الأرض ؟
أمصالحة مع من قتلوا الجنود والضباط الصائمين في رمضان الماضي قبل سنة ؟ أمصالحة مع الذين يكفرون الشعب المصري ؟ .. أمصالحة مع من نهبوا أموال الشعب وقصروا المنح والمناصب على أبناء جماعتهم فقط ؟ ..أمصالحة مع من هاجموا الجيش والحرس الجمهوري ووزارة الدفاع وغيرها من المنشآت ؟ .. أمصالحة مع من وعدوا إسرائيل بجزء من سيناء للفلسطينين حتى تهنأ إسرائيل ؟ .. أمصالحة مع من وعدوا السودان بالتنازل لهم عن حلايب وشلاتين ؟ .. أمصالحة مع من دمروا الاقتصاد المصري ؟ ..أم مصالحة مع من ضيعوا النيل وتركوه في أيدي غاصبيه من أهل أثيوبيا ولم يتحركوا في الوقت المناسب والأسلوب العلمى لاستنقاذه؟ ..أمصالحة مع من يستعدون علينا الدول ويتعجلون التدخل العسكري؟ .. أمصالحة مع من حاربوا المسلمين في دينهم ومعايشهم وإيمانهم وقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وهم بهذا يحاربون الله ورسوله ، وقد قال الله في كتابه العزيز :
بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [المائدة : 33]
يا سادة .. الكتاب الأسود للإخوان عامر بشكل مذهل .. وما به لا يعد خيانة عظمى بل الخيانات العظمى أو الخيانة الأعظم في التاريخ .
ومع ذلك فمن يريد المصالحة ويري أن نتجاوز ما حدث من أجل مستقبل آمن لأننا أردنا أم لم نرد يجمعنا وطن واحد ومصير واحد وروابط عائلية وعادات متماثلة مهما تعددت المعتقدات والمذاهب. وعلينا أن ننسي جبال الحقد التي تتكدس في نفوسهم ونتغافل عن العقول المريضة والعقد الراسخة في أرواح بلا بصيرة ، وعلينا أن نتناسي الأفكار السوداء التي تملأ صدورهم طبقة فوق طبقة ولتكن هناك مصالحة .. نعم وإن كنت أتصور أن إبليس يمكن أن يصبح ملاكا يوما ما أما قياداتهم فليس لهم أية علاقة بالوطن ولا بالدين، ومن يهين الوطن ويحاربه يجب أن تسحب منه الجنسية وينفى من الأرض .. مع ذلك لتكن المصالحة ،ولكن على مراحل على النحو التالي :
أولا - تطهير الشوارع والميادين من المخربين أنصار الرئيس المشئوم ولا داعي للحنان المقزز.. ذلك الذي يحدث من الجيش والشرطة مع القتلة وسفاكي الدماء والمخربين والكذابين المزورين .
ثانيا : محاكمة كل من اقترف ذنبا ولو صغيرا جدا ، كمن حمل مطواة أو قذف حجرا أو سب إنسانا أو ألقي بالشارع القاذورات ، فما بالكم بالجرائم التي لم تخطر على بال الشياطين وقد ارتكبوا منها الخوارق .
ثالثا : حل كل الجمعيات والجماعات ، والاستيلاء على مقارها وأموالها
رابعا : إلغاء تراخيص كل الأحزاب القائمة على أساس دينى أو بمرجعية دينية
خامسا : القيام بحصر دقيق لكل الإيرادات والمصروفات وميزانيات كل مؤسسة رسمية كان يتولاها إخواني بدءا من رئيس الجمهورية وكل أعضاء مجلسي الشعب والشوري حتى أصغر محافظ ، وإرغامهم على سداد كل مليم مضاعفا ما عدا المرتبات .
سادسا : منع الجميع من المشاركة في العمل السياسي لمدة خمس سنوات.
سابعا : إعداد كشوف بالشخصيات القيادية والبارزة والإعلامية المتأسلمة بكافة ألوانها وأطيافها وكذلك خطباء المساجد المعروفة توجهاتهم ووضعهم تحت المراقبة لمدة خمس سنوات على الأقل.
بعد تنفيذ كل ما سبق ذكره بدقة متناهية يسمح ببدء إجراءات المصالحة والاندماج ، أما قبل ذلك فهي حماقة ولا يلدغ المرء من جحر مرتين وقد لدغتنا تلك الجماعات عشرات المرات ونحن ننسي أو نتجاهل وبأيدينا نخرب مجتمعاتنا ولكم أيها الحكام ومن بيدكم مقاليد الأمور في جمال عبد الناصر نعم الأسوة لو كنتم تعقلون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |