الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية ديكتاتور

محمد الشهابى

2013 / 7 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


منذ الإنقلاب الغاشم على الشرعية فى الثلاثين من يونيه الماضى وسيناريو مؤامرة عبد الناصر على الإخوان عام 1954 يتحقق بنفس التفاصيل وينجلى يوما بعد يوم حجم المؤامرة الرخيصة التى تعاون فيها جهات خارجية وداخلية ضد الشرعية وضد حرية الشعوب فى إختيار قاداتها وتحديد مصائرها .

منذ اللحظة الأولى لقيام ثورة 25 يناير وبدأ التخطيط من أركان الدولة العميقة لإجهاض هذه الثورة والقفز عليها ومحاولة العودة مرة أخرى للنظام البائد وبكافة الطرق وذلك بمحاولة إطالة أمد المرحلة الإنتقالية بالسماح لفلول نظام مبارك بإجهاض الثورة فكانت الخطوات الجادة بتعطيل قانون العزل السياسى للسماح لهم بالوصول مرة أخرى للسلطة بطريقة شرعية وذلك إعتمادا على جاهزيتهم وخبرتهم السابقة فى شراء الأصوات ولكن جاءت توقعاتهم على عكس الواقع الذى أفرز شعبا أنهكته سنوات طويلة من حكم ديكتاتورى متسلط فرفض عودة هؤلاء الفلول وصوت الشعب فى 19 مارس 2011 على الإنتخابات أولا فكانت بداية الصحوة لتيار الإسلام السبياسى تلتها جولات أخرى أثبت هذا التيار فيها إنفراده وإكتساحه للجميع وظهر فى 4 مناسبات أخرى وهى إنتخابات مجلس الشعب والشورى والإنتخابات الرئاسية وأخيرا التصويت بنعم على الدستور الجديد .
الأمر الذى أوغر الصدور من كافة الأطياف السياسية نحو تيار الإسلام السياسى وتيقن الجميع بأن خيار الديمقراطية فى إقصاء وإزاحة هذا التيار عن الواجهة هو درب من الخيال .. ومنذ هذه اللحظة تحالف الفرقاء والأصدقاء جميعا ضد هذا التيار الغير قابل للإنهزام أو الإنكسار .. فتلاقت الأحلام والآمال لدى الفاسدين من رجال الشرطة والجيش والإعلام ومؤسسات الدولة ورجال أعمال النظام السابق وأركان دولته العميقة ـ إتفقوا جميعا على إزاحة التيار الإسلامى متمثلا فى جماعة الإخوان المسلمين تماما عن السلطة بل وإستئصالهم تماما من الوجود فى الحياة السياسية المصرية وذلك بإعداد سيناريو ركيك للتخلص من الإخوان متمثلا فى الرئيس الشرعى الدكتور محمد مرسى .

وهنا بدأت أحلام شركاء الأمس فى ثورة 25 يناير والفاشلون فى جميع الإستحقاقات السياسية والذين أطلقوا على انفسهم إسم جبهة الإنقاذ تتحول الى واقع ملموس حتى وإن كان على ظهور الدبابات وجثث الأبرياء .

وكانت ساعة الصفر عندما أعلن قائد الإنقلاب عن تعيين شخصا مجهولا لا يملك من امره ضرا ولا نفعا ينفذ مايأمره به قائد الإنقلاب . وتوالت السقطات لهذا الإنقلاب فبدأت حينما إنحاز قادة الإنقلاب لفصيل ضد فصيل آخر وووقعوا فى أخطاء كبيرة أدت إلى عدم إعتراف جميع دول العالم بحكومة الإنقلاب ماعدا دول وحكومات الخليج الذين يدافعون عن ممالكهم .
وكما هو معلوم أن الإنقلاب لو لم ينجح فورا ومنذ بدايته فإنه يتحول تلقائيا إلى حرب أهليه وإنقلاب دموى وهذا هو ماحدث بالفعل عندما فشل قادة الإنقلاب فى فض إعتصامات مؤيدى الرئيس الشرعى وتحولوا إلى قتله ومجرمىن لمتظاهرين أبرياء عزل أمام نادى الحرس الجمهورى وميدان رمسيس والنهضه والمنصورة ووصل عدد الشهداء إلى مايقرب من 300 شهيد و7000 مصاب وآلاف المعتقلين .

وبالرغم من ذلك فشلوا فى فض هذه الإعتصامات ومن هنا بدأ التصعيد ووصل ذروته عندما دعا قائد الإنقلاب جموع الشعب للنزول إلى الميادين فى محاولة أخيرة منه لتحويل الدفة فى إتجاه آخر وكما فعل شمشون بهدم المعبد على الجميع لإيقانه بأن نهايته قد أوشكت وان مصيره مرتبط فقط بنجاح هذا الإنقلاب وحياته هى ثمن فشله .

هذا الخائن يدعو الشعب إلى الإقتتال والإحتراب حتى تصبح حجة وذريعة له ولقواته فى فض الإعتصامات بالقوة وإعتقال الرموز وتحويل مصر إلى سوريا جديدة وبحور من الدماء ستملأ الشوارع وحريق القاهرة الثالث على وشك الإندلاع وذلك تحقيقا لرغبة الديكتاتور ولكن مالا يعلمه أن نهاية الديكتاتوريات تكون بهذه الطريقة حينما يشعر الإنقلابيون بدنو أجلهم وفشل خططهم يلقون بآخر أوراقهم ويهدمون المعبد على رؤس الجميع .

وللتاريخ أكتب ..الى كل الخونة والمتآمرين ـ لن ترحمكم الأجيال القادمة ولن يغفروا لكم خيانتكم وخستكم .
.. الى الشرفاء الأطهار ـ إثبتوا وتذكروا الشهداء الذين قضوا وإرتقوا وسيذكركم التاريخ بأحرف من نور فأنتم وقود هذه الثورة وفتيلها وأشرف أبناء هذا الوطن على مر التاريخ .
.. الى الخائن الديكتاتور ـ حسبنا الله ونعم الوكيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر