الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيوت للشعر .. ام للنقاهة ..؟!

ليث فائز الايوبي

2013 / 7 / 26
الادب والفن


بيوت للشعر .. ام للنقاهة ..؟!

ليث فائز الايوبي

احيانا نتساءل .. هل يحتاج الشعر او الشعراء على وجه الخصوص الى بيت او مؤسسة او حتى مظلة واقية ، تحفظ لهم كينونتهم من العدم ونسبهم من الدس ومكائنهم المعطوبة من الاندثار ؟
هل يحتاج الشعر الى بيت يؤوي كوابيسه من الضياع وناره من اللصوص واسراره من البصاصين ؟
هل كان الشعر يوما ما .. بحاجة الى جنرال اعمى , يفرش طريقه بنيران المدافع ، لكي ينير لنا ما لا يراه سوى اولئك الغارقين في كثبانهم وخيامهم واوهامهم ، المتمرغين في وحل الاضواء الكاذبة ، بينما يفتقرون هم في حقيقة الامر لاي محصول شعري ملموس يعتد به ، الا في نظر البعض من باعة ( التبريكات ) ، وتلك فضيحة طالما سعوا لابقائها طي الكتمان وكأنها نوع من انواع السفاح . متطيرين من افتضاح حقيقة هذا الشعر البسيط المقرون بالسذاجة غالبا ، الذي استسهل افرازه على مدار اعوام ثلة لا حصر لها من الاسماء المكرسة والرائجة بامتياز على امتداد الوطن العربي ، نتيجة الجهل العام واستشراء الصمت وفساد المحيط وتجار دور النشر ومصالحهم ، هذا الشعر المتداول الذي حطوا من شأنه لكثرة ما اجهضوه من نصوص لقيطة خالية من الابداع ولا تحمل أي جينة من جيناته الوراثية .
حتى اصبح ( الشعر ) متجرا او موسما رائجا لتصريف البضائع الكاسدة .
متسائلين بدورنا .. الا يعد التواري في جيب ( بيت النقاهة ) هذا او ذاك ، ايا كان نوعه او حجمه او من يقف وراءه .. ذريعة للامساك باضواء كاشفة شبيهة باضواء صالات الانعاش الحرجة في المشافي والمصحات ؟ لابقاء بعض المرضى على قيد الحياة ..؟
ثم الا يعد وجود مجلات براقة وباذخة مخصصة لترويج الشعر الرديء لغايات شخصية انانية ، معنية بترويج الفذلكة وكل ما ليس له صلة به , امعان بالخراب وايذان بزوال الافكار وموت الشعر وتفاقم الادعياء ؟
ثم اننا نتساءل .. هل كان الشعر يوما ما بحاجة الى نقابة تترافع عنه امام المحاكم اذا ما تمادى في نزقه ، وكسر زجاج أي عربة مصفحة يعتليها الخراب .. ؟
خصوصا اذا كان هذا الخراب بارعا في اطعام الخيول الهاجعة في اسطبلاتها ببرسيم الطاعة ، وسالبا ابصارها بالملفات المخصصة لتجارب متدنية جدا لغايات معروفة كما اسلفنا ، وظامنا نهيقها المذعن كلما دعت الضرورة الى ذلك .
متسائلين مرة اخرى .. هل يحتاج الشعر الى رضا صندوق النقد الدولي ، او بركات العائلة الحاكمة وتضرعات رجال الدين او تعاويذ السحرة والدجالين ..؟ لكي يضمن وجوده جغرافيا ضمن خطوط الطول والعرض الوهمية مشفوعا بوثائق مزورة يعوزها الاثبات ؟

هل يحتاج الشعر الى باعة متجولين مهمتم تنحصر في ازجاء عبارات المديح والتهليل لمن لا يستحقون ، وطهاة من الدرجة العاشرة , تعوزهم الاهلية لسلق الملفات والانطلوجيات والمختارات الشعرية الخاوية وفق اتفاقات مبرمة بين مجموعة من الكسالى وعديمي الموهبة والاهمية تحاول بشتى الطرق والوسائل تسويق الشوائب على حساب المياه الجارية ، و الحفاظ على رداءة النسل من فداحة النقاء ، سعيا لظمان وجودها على هذه البرك المترامية لا اكثر .. وباصرار بالغ وحساسية طاغية ، مناصبين عداءهم المريض ازاء كل من يسعى للنبش في رماد مشاريعهم الميتة وغبارها ، دون ان يثوبوا الى رشدهم ، ظنا منهم ان وليمة التماسيح التي ينعمون بالنوم بالقرب من بركها الآسنة ستحفظ القابهم المزيفة واسماءهم وتمائمهم وانطلوجياتهم واجيالهم ونقادهم العميان وعظامهم المتيبسة في المتاحف ، حتى وان كانت هذه المتاحف معنية اساسا بعرض الخضار لا اكثر ...!
لهذا نعتقد جازمين ان كل من سعوا لتأسيس البيوت او النوادي المعنية بالشعر، كان هدفهم الاول والاخير ايواء شيخوختهم الشعرية في قوارير تحفظ فحولتهم الكسيحة من داء الفضيحة ، حفاظا على غضون اسمائهم المكرسة مثلما يعتقدون ، متجاهلين ان هذا التكريس الواهم في حقيقة الامر لا يعدو ان يكون مجرد حفنة من الغبار المتراكم على سطح نهر جاري ، سرعان ما سيتبدد مخلفا وراءه اكثر من علامة استفهام واكثر من علامة تعجب واكثر من نظرة رثاء ...
متناسين ان اعدادا هائلة لاحصر لها ممن كانوا على شاكلتهم من عديمي الموهبة والخيال واصحاب الضجيج العالي ، سرعان ما لفهم النسيان و طواهم الاهمال بدون شفقة .
فالى م يحاول هؤلاء او اؤلئك تضليلنا بالطيران في اقفاص خالية من الهواء ، صادعين رؤوسنا منذ اعوام باعاءاتهم وصيحاتهم والاعيبهم واعمالهم المهدورة للغبار ، مستندين لثلة من (النقاد) المتجولين ، ممن لا يجيدون سوى استعمال المراوح اليدوية عند الحاجة امام هذه التلال المتبقية من الرماد المزعوم ( شعرا) .. !
متسلقين جدران منابر مجلات عربية وخليجية طارئة مخصصة حصرا لتلميع اسماء مالكيها من شعراء الغفلة اياهم ، متعمدين اخفاء اكياسهم الخالية من الدقيق ظنا منهم ان الدجاج الخامل سيتبعهم كدأبه صاغرا باللافتات والصفير الى آخر المطاف ، ما داموا هم يمتلكون البراعة والموهبة في تسويق هذا النوع او ذاك من انواع الطعم الاعلامي ويتاجرون بحبوب الحنطة الفاسدة في اسواق ( الطيور ) . !



نتساءل .. لماذا لا نؤسس رصيفا للشعر مثلا .. واعمدة ممتدة لقصائد القلة من الشعراء الحقيقيين على امتداد شوارعنا في هذه المدينة او تلك بعيدا عن المنظمات الوهمية والمؤسسات الرسمية والمجلات البراقة ، لماذا لا نجرؤ على اقامة جلسات شعرية عفوية في موقف لحافلات نقل الركاب ونشر مقتطفات منها على تذاكر النقل العام ؟ لم لا نجرب ارتياد اروقة المدارس وباحات الجامعات ومدن الالعاب ، بدلا من اصرارنا على اقامة هذه الانشطة السرية تحت الارض ، متناسين انها تفتقر لاي قاعدة جماهيرية من النخب الفاعلة من خارج الوسط المشارك ، تجعل المنخرط في فعالياتها اشبه بمن يتجشأ امام المرآة ويقول لنفسه ( احسنت ) !
مقترحين اخيرا ايجاد هيئة قضاة مستقلة في ضمير الجمال والانسانية والابداع ، لمحاكمة كل من تثبت ادانته بممارسة أي فعل صبياني فاضح في حق الذوق الشعري العام واغلاق أي مؤسسة او بيت او مجلة او صفحة ثقافية تروج نشر الصفير عن سابق اصرار وترصد وانتهاك شرف الجمال بعقوبة الكي ، وتسريح موظفيها ومحرريها المتاجرين بحبوب الحنطة الى غير رجعة ليكونوا عبرة لباقي باعة الطيور .. !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا