الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارحلوا جميعا سلطة ومعارضة فكلكم الانقلاب على الحركة الثورية

بشير الحامدي

2013 / 7 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ارحلوا جميعا سلطة ومعارضة فكلكم الانقلاب على الحركة الثورية
هي اليد السوداء تضرب من جديد.
هي اليد المجرمة نفسها التي امتدت لشكري تمتد لمحمد لبراهمي.
الانقلاب على الحركة الثورية يتقدم بالدم في محاولة جديدة للإجهاز على مسار 17 ديسمبر الثوري.
لم يعد الأمر خافيا أن المسار الثوري في مواجهة استراتيجية شاملة خاصة بالمنطقة العربية ككل.
لم يعد الأمر يخفى أن الثورة المضادة [تحالف القوى الاستعمارية والصهيونية ووكلائهم المحليين] تتقدم في الانقلاب بإستراتيجية الاحتواء والعزل.
الاحتواء:
احتواء أكثر ما يمكن من القوى الانتهازية و الإصلاحية والوسطية والبيروقراطية في مسار الانقلاب و ربطها بقوى الانقلاب على كل المستويات سياسة وتنظيما وتمويلا ويتقاسم هذا الاستقطاب القوتان السياسيتان اليمينيتان الأكثر ارتباطا بالقوى الاستعمارية والصهيونية "الخوانجية" من جهة والتيار اللبرالي الدستوري بكل أطيافه من جهة أخرى.
العزل:
عزل كل القوى الثورية مجموعات و أفراد عن الجماهير وحرق كل امكانية أمامها للتأثير وخنقها ودفعها إما إلى التلاشي بحكم الضعف أو إلى الاستقالة بحكم انسداد الأفق وبالتالي توفير القاعدة الملائمة لرواج المشاريع اليمينية وللتسليم بالأفق الذي تفرضه مراكز النفوذ المالي والعسكري المتحكمة كليا في اللعبة السياسية وفي إدارة الانقلاب لتواصل النظام.
تواصل النظام أصبح يتطلب وفي هذا الطور من الانقلاب مرحلة استقرار سياسي نسبي على المدى المتوسط على الأقل لذلك كان لزاما التسريع بعملية تجاوز ما يسمى بالمرحلة الانتقالية الأولى بكل مشاكلها والبدء في مرحلة جديدة تأتي بالطرف الأكثر تنظما و الأكثر قوة في المجتمع إلى السلطة.
لقد كان هذا الدرس المصري.
الدرس المصري كان واضحا جليا في التدليل على ما نقول.
أما في تونس فالمجريات لا تختلف كثيرا عما هي في مصر فقط هناك تسليم هنا في تونس أنه لا يمكن لأي قوة أن تتوصل إلى حشد الملايين في الشارع هذا الحشد الذي سيكون الغطاء الذي بواسطته سيقع فرض الطور الجديد من الانقلاب لذلك كان لابد من حدث كبير يكون الدافع نحو تعبئة جماهيرية كبيرة تتخذ غطاء للمرور إلى الطور الجديد من الانقلاب وكان الاغتيال اغتيال المناضل الناصري محمد البراهمي.
هكذا صارت السياسة القذرة لرأس المال وحراس رأس المال صناعة للجريمة .
لقد انتهت الديمقراطية البرجوازية نهائيا إلى مجرد مصنّع للجريمة.
اغتيال محمد البراهمي سيوصل للحشد الذي نريد.
اغتيال البراهمي سيدفع الكل إلى آخر الحصون.
النهضة إلى قبول الأمر الواقع.
والمعارضة إلى فرض بديل حكومة الإنقاذ التي تحضر للانتخابات.
اغتيال البراهمي سيأخذ ممثلي النظام إلى توافقات جديدة أصلب من القائمة الآن.
توافقات عبرها يمثل الكل في السلطة .
وهو ما ستوظف له الانتخابات القادمة.
وهكذا يمكن ضمان استقرار سياسي على المدى المتوسط .
ما يخطط له في تونس لا يشبه كثيرا في الحيثيات فقط ما كان في مصر ولكن النهايات ستكون متشابهة إلى حد كبير .
ستسرق من جديد المهام الثورية.
وسيتكلم الجميع باسم الثورة و باسم الجماهير وباسم الإنقاذ.
سيصبح الجميع أنهم منقذو تونس وسيتقاسمون الغنيمة كل حسب دوره وحسب ما تسمح به مراكز النفوذ المالي والعسكري صاحبة القرار الأول والأخير في الانقلاب.
لقد بدؤوا بعد في ذلك وهاهم ينادون بـ:
بالعصيان ولكن السلمي.
وبحكومة ولكن حكومة وفاق طبقي حكومة انقاذ.
وبحل المجلس التأسيسي ولكن بتعيين خبراء يكتبون الدستور.
ماذا يختلف كل هذا عما هو قائم ؟
أليس هذا أيضا انقلاب على الإرادة الشعبية وعلى مطالب الحركة الجماهيرية؟
أليس هذا انقلابا على هو أيضا على حركة الجماهير الصاعدة في كل مكان تطيح بسلطة النهضة وتؤسس مجالسها المواطنية من أجل تولي شؤونها بنفسها؟
ماذا يفصل الجماهير عن تحقيق المهمة التالية:
ارحلوا جميعا
فالسيادة لنا والحكم لنا والقرار لنا والموارد والثروة لنا و أممنا مسؤوليتنا
ارحلوا جميعا سلطة ومعارضة فكلكم الانقلاب على الحركة الثورية.
لاشيء في الحقيقة غير عمل أكبر ونشاط أشمل ووعي أعمق بالحسم في كل القوى الانقلابية نهضة ونداء ويسار لبرالي على السواء.
لا خيار للجماهير اليوم فإما افتكاك الحكم والإدارة محليا عبر المجالس و إما تسليم هذه الحركة الجذرية الأصيلة لقوى الانقلاب لإفراغها من محتواها ولإنقاذ النظام .
إن الجماهير مدعوة لإعلان مجلس ثوري عام منبثق من المجالس المواطنية الثورية الجهوية والمحلية والإعلان عن حكومة ثورية مكلفة من هذا المجلس تتولى شؤون الحكم .
كذلك فالانقلاب لا يسقط وقوى الانقلاب لا تسقط إلا بالإطاحة بمركزية الدولة وتفكيك مركزية أجهزتها. وتحديدا الجيش و البوليس و الإدارة.
الجماهير في المحليات وفي الجهات مدعوة لافتكاك الحكم والسيادة وإدارة شأنها العام.

ــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
26 ـ 06 ـ 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استطلاعات رأي ترجّح فوز حزب العمال وخسارة المحافظين في بريطا


.. المحافظين: حزب العمال في طريقه لتحقيق فوز لم يسبق له مثيل




.. نحن والغرب تأصيل مفهوم الغرب سياق تطوري مقارن - أ. شوكت سعدو


.. تصريح الرفيقة زهرة أزلاف: حول انعقاد المؤتمر الوطني الثالث




.. كلمة فتيحة حدادوش عن عاملات سيكوميك في إفتتاح المؤتمر الوطن