الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرعية .... وشرعية القيصر

حسين عبد المعبود

2013 / 7 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الشرعية ......وشرعية القيصر
الشرعية : شرعية دستورية ، أو شرعية ثورية وكل السلطات في كل دول العالم استمدت شرعيتها إما بالشرعية الدستورية ، وإما بالشرعية الثورية ، والشرعية الدستورية مطلقة ، وواضحة جلية غير قابلة للاجتهاد ، أما الشرعية الثورية نسبية ، وكلها اجتهاد ، فالبعض يراها ثورة ، والبعض الأخر يراها انقلابا ، البعض يراها تلبية لمطالب وطموحات الجماهير ، والبعض الأخر لا يراها إلا قفزا على السلطة وانحيازا لأقلية وضد الأغلبية ، وبعد فترة من الزمن يتكون رأي عام مرجحا لا حاسما ، فإذا تم الانحياز إلى الأغلبية كانت ثورة ، وإذا كان الانحياز للأقلية التي تمتلك المال أو تمتلك القوة أو تمتلك الاثنين معا كانت انقلابا ، ويظل خلاف الاجتهاد وكل حسب المزاج وحسب موازين القوة .
أما ما حدث في 30 يونيو وما تلاها إلى اليوم ما هو إلا شرعية جديدة ملونة بلون الدبابة تسمى ( شرعية القيصر ) بروبجندة إعلامية مدبرة وممنهجة بأسلوب مخابراتي بشراكة مع بعض ما نسميهم النخب الذي دفعها كرهها للإخوان المسلمين من أن تتحد مع من وصفتهم سابقا بالفلول مستنجدة بالعسكر الذين نادت بسقوط حكمهم من قبل للانقلاب على السلطة الحاكمة تحت غطاء إعلامي مزيف يسمي الانقلاب ثورة ثم إخفاء كل الحقائق وتكميم كل الأفواه ولا حديث إلا عن الثورة والشرعية الثورية ليقتنع العامة بأن ما تم ثورة وليس انقلابا.
لا أحد يستطيع أن ينكر فشل الإخوان المسلمين في الحكم ، ولا أحد ينكر فشلهم في إدارة شئون البلاد ، ولا يستطيع أحد أن يدعي أن لدى الإخوان الكوادر القادرة على القيادة ، ولا أحد يستطيع أن يدعي أن لدى التيار الذي يطلق عليه تجاوزا التيار الديني مشروعا إلا أن نتصالح مع الله تعالى ونتواكل عليه لا أن نتكل عليه ، ولكني أتساءل : هل لو كان الفريق ( السيسي ) مدنيا لا عسكريا وليس لديه دبابة و مدفع أكان يقابل بكل هذه البروبجندة الإعلامية المؤيدة وكل هذا الزيف ؟ أكان يجد التأييد الكامل من الجميع إلا الإخوان ومن والاهم ؟ ألا يوجد إعلامي واحد معارض في كل الفضائيات ! ألا يوجد صحفي واحد معارض في كل الصحف المصرية ! أين صوت القضاة ؟ ألا يوجد قاض واحد له رأي مخالف لما يحدث وما يروج له ! ألا يوجد ضابط واحد له رأي مختلف مع ما ينتهجه الفريق ( السيسي ) ! بالطبع هناك الكثير من الإعلاميين والصحفيين والقضاة والضباط ولكنهم محجوبون إعلاميا !
والعجب كل العجب من جبهة الإنقاذ وتنسيقية 30 يونيو فكلتاهما اعترضت على الإعلان الدستوري للرئيس المؤقت ولهما اعتراضات على التشكيل الوزاري ولهم تحفظات على شخص السيد ( الببلاوي ) رئيس مجلس الوزراء ومع ذلك كانتا مؤيدتين لطلب الفريق ( السيسي ) لتفويضه على بياض، ألم يسأل أحدكم نفسه لماذا هو ؟ ولماذا لا يكون الطلب من السيد رئيس الجمهورية ، ولماذا لم يتم التشاور المسبق مع مجلس الدفاع والأمن القومي والمخابرات والأحزاب والقوى السياسية ؟ و أليس ذلك نسفا لما يشاع ويروج له من المصالحة الوطنية ؟ وكيف أفوض جنرالا ليقتل ابني أو أخي أو ابن أخي أو ابن شقيقتي أو ابن جاري ؟ و أليس ذلك يدعو إلى التخوف من أن يكون ذلك بداية لتنصيبه قيصرا لمصر بعد أن انتهى عصر الملكية وربما انتهى أيضا عصر الجمهورية للدخول ربما في عصر القيصرية .
يا سادة : الحل لا يكون أبدا أمنيا فقط بل هناك حلول ومعالجات ولا يوجد نظام يقتل شعبه ، وتحياتي لحركة ( الميدان الثالث ) ضد العسكر وضد الإخوان وضد الفلول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف