الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكالية الصراع الإيراني التركي في المنطقة ...مواقف واحدث متشابكة في نفق مظلم ..!!!/ واثق الواثق

واثق الواثق

2013 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


إشكالية الصراع الإيراني التركي في المنطقة ...مواقف واحدث متشابكة في نفق مظلم ..!!!
لم يكن الصراع صراعا عقائديا أو سياسيا فحسب بل تعدى ذلك منذ قرون فهو صراع جغرافي تاريخي اجتماعي اقتصادي كذلك .
فجميع المعطيات على الأرض تشير إلى إن الصراع الإيراني التركي أزلي وقائم إلى قيام الساعة , بحكم التجاور الجغرافي والتاريخي والحضاري والاجتماعي . فظهور الإمبراطورية الساسانية
فظهور الدولة العثمانية عام 923.ه لتسنم وتقلد الخلافة الإسلامية بعد ضعف الدولة العباسية كان نقطة تحول في المنطقة التي التهبت بالفتوحات الإسلامية والصراعات مع الغرب والشرق ( أسبان وروسيا والبرتغال وبلاد فارس وبلاد ما وراء النهر )


فظهور الإمبراطورية الفارسية شمال وشرق الجزيرة العربية سنة 559 .ق.م . كأقوى وأعظم قوى فرضت سيطرتها على المنطقة رافقه بعد ظهور الدولة العثمانية سنة 923.. بعد أن استغلت ضعف الخلافة العباسية وتغلغلت فيها بعد استقدامهم الخليفة المهدي لقتال البيزنطينيين كمقاتلين أجانب وأشداء وأصحاب تجارب وجاء بهم من أواسط أسيا ( تركما نستان , طاجكستان , أوزبكستان , قرقيزستان ) وهم أصل الجنس المغولي في ( الصين واليابان والملاو وبلاد ما وراء النهر ).

وكانت الدولة الساسانية قد أخضعت الترك لها في بلاد ما وراء النهر والعراق والشام عام 612. م. ق. واستولت على مصر عام 661. وحتى استطاع إمبراطور الروم هرقل إيقاف الزحف الفارسي وهزيمتهم سنة 622 . واستعاد منهم سوريا ومصر سنة 625. وهاذ ما يدلل على وجود وترسخ وتجذر الإطماع الفارسية التركية في المنطقة العربية وبغض النظر عن الأسماء والمسميات والمعتقدات والقوميات والحضارات .

وكانت الإمبراطورية الساسانية تعيش في ثراء فاحش وفساد مستشري وكانت ديانتهم المجوسية قبل الإسلام والزردشتية هي الديانة الرسمية والقائمة على ( الثنوية ) أي وجود الهين هما : اله الخير واله الشر , يتنازعان على الكون .
وبعد ذلك جاء الصفويون في عهد إسماعيل الصفوي ليوحدوا الدولة الإيرانية سنة 1501/ . واتخذ المذهب الشيعي الاثنى عشري معتقدا لها .
أما الأتراك القادمون من أواسط أسيا من الجنس المغولي وذوي البشرة الصفراء ,فكانوا يعبدون الأوثان والكواكب قبل دخولهم الإسلام أفواجا بعد حرب الفتوحات الإسلامية .
واستغل الأتراك السلاجقة ضعف الدولة العباسية وحروبها مع الصليبين والفرس فأسسوا إمارة السلاجقة في الأناضول وفتحوا العديد من الإمارات البيزنطينية التي صارت فيما بعد تحت حكهم وأيديهم .
وهكذا وجدنا ان التحول الجيوبولوتكي في المنطقة قد فرضته الجغرافية والحضارة والتاريخ والمجتمعات والسياسة والاقتصاد , فصار أمرا واقعا تقبلته المنطقة العربية بهذا الصراع الأزلي المزمن بين هاتين الإمبراطوريتين ( الفارسة والعثمانية ).

واخذ الصراع الصفوي العثماني يتجذر يوما بعد يوم بإبعاده الاسترتيجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والذي كان أبرزه في معركة جالديران بين الطرفين .
وبسبب الضغوطات البيزنطينية وتفشي الفساد والمرض والفقروالحروب مع الدول المجاورة فقدت الدولة العثمانية هيبتها في الخلافة الإسلامية وتحديدا بعد اتفاقية سايكس بيكو التي وصفتها بالرجل المريض الذي يجب أن يصفى وفعلا قام هذه الدول بتقسيم المنطقة بحسب ما ترغب هي وان تفرض اتفاقيات ت قاسية على الإمبراطوريتين بعد أن سلبت العديد من أراضيها وثرواتها وسخرتها لصالح الدول الغربية المستعمرة .
وهو ما اشعر الإمبراطوريتين بطعم الهزيمة المرة والقاسية وبضرورة ترتيب الأوراق وزعزعة الأمن الداخلي للشعوب والدول المحتله أملا في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء .
فسارت الدولتان الوريثتان الشرعيتان لإمبراطورية فارس وعثمان سارتا باتجاهين متعاكسين بعد أن تحولت الدولة الإيرانية الصفوية من سنيّة الاعتقاد إلى شيعيّة المذهب .وبدا الصراع يأخذ مناحي أخرى غير الجغرافية والتاريخ والحضارة والتجاور والاجتماع بل أخذا إبعادا عقائدية مذهبية بحته .
فبينما سعت إيران لكسب ود العرب المسلمين وخصوصا الشيعة بمقاومة ومقارعة إسرائيل ككيان غير مرغوب فيه في المنطقة العربية المسلمة , سعت في الوقت نفسه تركيا بشتى الوسائل لتطبيع ودعم العلاقات مع اسرائيل من اجل دخولها الاتحاد الأوربي بعد تحولها من الدولة الإسلامية إلى الدولة العلمانية على يد كمال أتاتورك وهو ما قوض وقلّل من حجمها وأهميتها في المنطقة , واشعر المسلمين بالخيبة والعار كونها أصبحت ذيلا وأداة طيعة بيد إسرائيل والدول الغربية .ومن هنا بدأ الصراع الجيو بولتك يزداد سخونة مع الحراك الأمريكي الإسرائيلي الجيد في المنطقة وخصوصا بعد اكتشاف منابع النفط وتصدير وعد بلفور المشئوم واحتلال فلسطين وفرض الحرب العراقية الإيرانية ودخول الكويت وانقلابات حكام الخليج ( قطر, السعودية ) , ونكبة حزيران وغموض ثورة يوليو في مصر إلى ما يسمى بالربيع العربي .
فكان ما يسمى بالربيع العربي المزعوم والمشئوم صناعة بل سيناريو اسرائيلي مائة بالمائة وبأيادي عربية مسلمة مائة بالمائة . فبينما حاولت امريكا تحسين صورتها السيئة في المنطقة بعد فشل عملائها وتمردهم ضدها أخيرا حاولت أن تجد البديل , وبحسب المعطيات على الأرض في المنطقة وبحسب الفلسفة التنظيرية لهنري كسنجر منظر السياسية الأمريكية يجب أن يكون البديل هو الإسلام السياسي ( القاعدة والسلفيين ) , بعد آن فشلت نظرية القومية التي دامت قرابة ثلاثين عاما من الحروب والنزاعات مع إسرائيل من جانب والجماعات الإسلامية في الداخل من جانب أخر .
إذا كان الحل البديل هو ما يسمى بالربيع العربي أو ( الفوضى الخلاقة ) ,
أي خلط الأوراق وزعزعة الأمن , وإرهاب الشعوب والعودة إلى المربع الأول ( مـــــــــــــــــــــــــــــــــا قبل الإسلام ) الجاهلية الأولى بإشاعة المحارم وسفك الدماء وقتل الأبرياء وتحريم ما حلل الله وتحللي ما حرم الله وقتال المسلمين وتفتيت عصاهم وتمزيق شملهم وسلب إرادتهم هذا ما صنعه الغرب المدعوم من أمريكا وإسرائيل وبدعم وتنفيذ تركي قطري سعودي مئة بالمائة .
وما ناسف له هو تحول الدول الإسلامية إلى دول وسيطة أو داعمه للإرهاب او دول إرهابية تتقاتل مع بعضها متانسية العدو الحقيقي لها . والمشهد السوري خير مثال على ذلك فتركيا وقطر تدعم الجماعات المسلحة ( القاعدة والسلفيين ) في سوريا ومصر وتونس وليلبيا واليمن ) بالنيابة عن أمريكا وإسرائيل , وتقوم إيران بدعم الحركات والدول الرافضة لوجود إسرائيل او أي دولة طامعة في المنطقة .
فكانت سوريا ومصر المحك والاختبار الحقيق للصراع الأزلي بين ورثة بلاد فارس من جهة ( إيران) , وورثة الإمبراطورية العثمانية من جهة ( تركيا ) وورثة الإمبراطورية البيزنطينية الصليبية من جهة أخرى ( أمريكا واسرئيل).
فخسارة سوريا من قبل تركيا هي خسارة استرتيجية وجغرافية وحضارية وهي تمثل نهاية تركيا وانكسارا وضعفا لها , وهو الحال بالنسبة لإيران فخسارة سوريا خسارة اكبر وأعمق واهم حليف بالمنطقة بعد العراق كون سوريا البوابة المباشرة لضرب إسرائيل .
وما يؤسف له إن دول الخليج تراجعت تراجعا مذلا تجاه القضية الفلسطينية أو القضايا العربية الأخرى والإسلامية وبدئت تغرد خارج السرب العربي .

إما مصر فكانت أيضا نقطة لقاء بين الإمبراطوريات الثلاث المتغانمة والمتصارعة على ثروات وخيرات المنطقة ( البقرة الحلوب) ففي الوقت التي عادت فيه إيران نظام مبارك طوال فترة حكمه المدعوم أمريكا وإسرائيليا و سعت لدعم الأخوان المسلمين أملا منها لترطيب وإعادة العلاقات معها , وهو ما تحقق في الأيام الأولى لرئاسة مرسي والذي سرعان ما انقلب السحر على الساحر بفعل الخلطة والوصفة السحرية التركية الإسرائيلية التي أقنعت مرسي بالتخلي عن إيران والتوجه او الالتحاق بالركب التركي الأمريكي الإسرائيلي وهو ما رفضة الشعب المصري وردّ عليه بخلّعه من الرئاسة كونه تعدى على مصر واهلها ودستورها ’ وهو ما أثبتته بيانه الذي قال فيه احترم كافة الاتفاقيات المبرمة مع مصر في إشارة منه إلى إسرائيل وهو ما يضع أكثر من علامة استفهام واستغراب تجاه تصريحه هذا , فأين الإخوان الذين عهدناهم اشد الخصوم لإسرائيل , أين دعمهم لإخوان فلسطين والأردن وتونس ..هل هي مجرد شعارات ام كلام الليل يمحوه النهار ؟؟!!

ففي الوقت الذي سعت فيه تركيا لتجنيد شباب المنطقة باسم الجيوش الحرة والمنتفضة وزجهم في حروب مع أبناء جلدتهم , سعت إيران كذلك لجمع شباب المنطقة وزجهم في محرقة الاقتتال والمواجهة مع أمريكا وإسرائيل من اجل طرد المحتلين الجدد من المنطقة القديمة وتامين الأمن القومي الإيراني في القوت نفسه وكسب عامل الوقت من اجل تخصيب اليورانيوم بالتعاون مع عمالقة أسيا الروس والصين .
وهكذا لا زالت المنطقة العربية ساحة صرا ع ابدي أزلي , وأرضا محروقة لا تصلح لأي امن او استقرار أو تحقيق أي حلم , فما اقسي هؤلاء القوم على أنفسهم . وكما قال احد الحكماء : " هؤلاء قوم ضيعوا دمهم بين القبائل "


الاعلامي / واثق الواثق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي