الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفانين منتجي عراقيل التمدن

علي شبيب ورد

2005 / 5 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد ان شبع العراقيون من الطحين المخلوط بالحصى والنوى والاحجار غير الكريمة . بفضل ما تجود به عقول عباقرة النفع والفائدة من تجار ما بعد الحروب والحصارات الدائمة لهذا البلد المبتلى بالقامعين لتطلّعاته وأمانيه . انبرى النفعيون الجدد إلى ابتكار تجربة جديدة تضاف إلى سجلهم الاسود الموغل بالإنحطاط والدناءة . تجربة هي غاية في الإبداع الجرمي ولا يمكن لنا إلاّ أن نضعها في خانة جرائم الإبادة الجماعية . بسبب تأثيرها السيء على أعداد هائلة من البشر . ألا وهي إضافة برادة الحديد إلى الطحين
والتي تم فضحها من قبل قناة تلفزيون العراقية . ان مثل هذه المحاولات تندرج ضمن الجرائم الخطيرة المتواصلة التي تعرض ويتعرض لها الشعب العراقي منذ التغيير والى الآن . وبرغم ما لهذه الجرائم من جذور في مرحلة ما قبل التغيير . باعتبارها من إفرازات المرحلة السابقة . إلاّ ان ما يجب تأشيره ، هو ان المرحلة الحالية هي مرحلة فوضى وغياب النظام . وهذا يتطلب منا رؤية جديدة وفطنة لقراءة المرحلة وتداعياتها الحاصلة والمحتملة . وهذه القراءة تستدعي من ذوي القرار الوقوف بجدية وحرص من اجل التوصل إلى اقصر وأفضل السبل الممكنة في التشخيص والمعالجة . ولعل أهم المعضلات التي تواجهنا الآن هي إعادة الهيبة إلى الدولة وإجبار العابثين بأمن المواطن على إحترام القانون . بمعنى تطوير اجهزة السلطة التنفيذية . والعمل على تحقيق إستقلاليتها . وخضوع جميع مراكز النفوذ الأخرى إلى سلطة القانون . وعدم وضع العراقيل أمام آليات تنفيذ القانون . ان ما يجري الآن هو الإحساس بالخوف والريبة من هيمنة فئة معينة على السلطة . مما يشكل تغييبا لفئات أخر . بمعنى آخر علينا تجاوز مرحلة الإحتراب أو التخندق السياسي . وإشاعة فسح الحوار العقلاني المفضي إلى بناء العراق والى كل ما يمنع أسباب الخراب فيه . لقد كان القانون العراقي قبل التغيير يضع العراقيل أمام تقدم الإنسان وعلى كل الأصعدة . وبعد التغيير وبسبب الكبت المتعدد المناحي للشعب العراقي . وبسبب تداعيات الخراب الشامل . تحول البعض وللاسف الشديد إلى أدوات منفذة لزرع العراقيل أمام تقدم البلد . وراح أغلب النس يتصور بأن مشاعره ومفاهيمه غير العلمية والعملية يجب أن تجد لها طريقا في الشيوع والتطبيق في الشارع والدولة معا . وأن رأيه الأحادي الجانب ( المأخوذ من حس الشارع المخدوع ) هو الذي يجب ان يسود على الكل . دون مراعاة إلى مشاعر وأفكار وحريات الآخرين . ودون أن ينتبه إلى أنّه بهذه المحاولة يمارس دورا قمعيا ويفرض فكرا شموليا على الآخرين . وهو يفهم الديمقراطية على أنّها تعبير عن حرية رأيه هو لا حرية الرأي الآخر . ظنّا منه بأن رأيه يمثّل الأكثرية . ومن يقف بالضد منه ويحاوره شخص معاد له . ويجب ان يكيل له كل الإتّهامات . وأن يحاربه بقوة . وأن يقتص منه إذا لزم الحقد ذلك . ان التعصب الأعمى للولاءات . وهيمنة ( أيديولوجيا الحمق ) القامعة للآخر والتي تغذّيها دكاكين الإحتراب والتحزّب ذي الفكر الشمولي . يمثل أخطر العراقيل التي تحول دون تسريع عملية البناء والتقدم المنشودة . كما أن تفشي الخطاب النفعي في ثقافة الشارع وسهولة انقياده لمشاعر وأحاسيس طائفية وقبلية . وتبني أغلب الأحزاب أساليب كسب غير سياسية وذلك بالعزف على نفس أوتار النظام السابق وعلى أساس معايير غير علمية وإزدواجية من خلال الترغيب والترهيب ، أدى ويؤدي إلى هيمنة النفعيين ( ذوي الأقنعة ) على مؤسسات الدولة . مما يكرس ظاهرة الفساد الإداري . ويخلق ظروفا غير محفزة للطاقات العلمية والعملية للإنطلاق بكغاءة عالية .
كما ان هذه المرحلة حركت نهم الطارئين والطفيليين للإفادة من ضبابية المرحلة في إنتهاز الفرص بسرعة وبقلة تهذيب انطلاقا من المبدأ النفعي الفرص تؤخذ ولا تعطى .
وبثعلبية يجيدون أداءها تمكنوا من التغلغل في صفوف الأحزاب أويتسللون إلى الدولة . أو يشكلون تجمعات مفتعلة ضمن منظمات المجتمع المدني ( التي تحولت إلى يافطات وهمية ) للحصول على منافع شخصية للوجاهة أو للكسب المادي من الأموال القادمة من وراء الحدود وبلا حدود . كيما تتحول فيما بعد إلى دهاليز ومفازات للفرقة والإحتراب . وإضافة عراقيل جديدة أمام عجلة التقدم والتمدن للعراق الجديد . ان تشتت العراقيين وتباعدهم في خنادق أو متاريس ولاءات غير عراقية . يؤدي إلى هيمنة أبناء اللعنة من الظلاميين والشموليين ومناوئي الحرية والتقدم . ويفسح المجال أمامهم للتفنن في ابتكار أساليب متنوعة للأبادة الجماعية . واستيراد احدث الجرائم المفضية إلى الإكثار من ناطحات الخراب التي تؤسس لإنتاج المزيد من العراقيل والمصدات المناوئة لأماني وتطلعات المثقفين من الشعب العراقي المتمثلة بإشاعة روح الحوار الديمقراطي القائم على احترام الآخر لبناء عراق تقدمي ومتمدن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت