الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق يسير بإتجاه المجهول

حمزة الكرعاوي

2013 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لكل مشهد أو حدث أو فعل أطراف تصنعه أو تساهم في صناعته ، لكنه في النهاية يفلت من كل الاطراف التي ساهمت في صناعته ، ويعود الى آلياته الخاصة به ، وهذه الاليات هي اكبر من الاطراف التي صنعت او ساهمت في صناعة الحدث او المشهد .
العراق في ظل الاحتلالين الامريكي والايراني لايوجد طرف مؤثر قادر على حسم المشهد فيه ، لان المشهد اكبر من كل الاطراف التي ساهمت وشاركت في صناعته ، والاليات التي تحرك المشهد هي ايضا اكبر من كل الاطراف .
المشهد اكبر واثقل من كل الغلمان في ( دولة المنطقة الخضراء ) ويسير بآلياته الخاصة به ، وكثير من القيم والمفاهيم سقطت وستسقط اكثر ، بسبب آلية المشهد العراقي التي لاتحتكم لاخلاقيات معينة ، ولا لمنطق الصواب والخطأ أو الخير والشر .
الالية التي نتحدث عنها لايفهما العملاء والخونة في العراق ، ولايفهمون حركة الشعوب ولا حركة التاريخ ، الذي يفهمونه مفاهيم مضى عليها اكثر 1400 عام ، ويطرقون ابواب الناس ليزوجوهم اطفال قصر ، تحت ذريعة ان قبل 1400 عام كانوا يتزوجون من هي في السادسة من العمر ، ولايختلف سنيهم عن شيعيهم .
الذين قدمهم المحتل في صدارة المشهد ، عندما نسألهم : هل تقبلون بهذا المشهد الكارثي في العراق .... فيكون الجواب لا .
من صنع المشهد العراقي الحالي ؟.
صنعته مجموعة آليات ، واحتلال العراق عندما يتأمله الانسان أو يتفحصه جيدا ، لمعرفة عائديته ، فإنه لا يعثر على عائدية له ، ربما يعثر على أدوات دفعت بهذا الاتجاه ، فعائدية الاحتلال ليست عائدة لفرد من الافراد ( الادوات ) بقدر ماتعود الى آلية خاصة .
آلية المشهد العراقي لايوجد اي طرف من اطراف المشهد يستطيع التحكم بها ، او له القدرة على حسم المشهد ، والمشهد هو الذي يحسم نفسه ، وآليته هي التي تسير بإتجاهات لاتعرف لصالح من او ضد من .
في لحظة احتلال العراق ومع المشهد الموجود فيه ، كل الاطراف لاقيمة لها ، ( الاحزاب ) لا وجودها لها ، ومايسمى الكتل السياسية التي شكلها المحتل تفككت ، والكل بدون رؤية واضحة ، والكل في حالة خوف الى حد اللعنة ، ولا يفكرون الا بحلول شخصية لا على مستوى احزاب او بلد ، او عقيدة او فكرة ، وجميعهم بدون عقل ، ولايوجد فيهم من يتوفر على شيء ، والكل طبل أجوف .
الصوت الوحيد الرنان هو صوت المشهد من دون اطرافه ، يتحرك بآلياته الخاصة ، والعراق يسير بإتجاه مجهول ، والسبب يعود لعدم وجود طرف يستطيع ان يحسم .
مليشيات تستعرض وتذرع الشارع بحضور من هم في اعلى الهرم ، وشعار ( دولة القانون ) مرفوع ، وهذا التصرف بحد ذاته إهانة لمن يدعي أنه ( رئيس حكومة ) ، ولو كان لديه ذرة من الكرامة والاحساس لما قبل على هكذا وضع ، لان إستعراض مليشيات طائفية في الشارع إهانه له ، ولانستغرب أن تقوم القيامة في المنطقة الخضراء ، وتضحي بهم جميعا سيدتهم امريكا كما ضحت بمن قبلهم ، وتنتهي اللعبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما خفي كان اعظم واصعب واهدم للعراق المسروق
زيد ( 2013 / 11 / 15 - 20:31 )
ما نشره الاخ حمزه الكرعاوي حقيقه ناصعه لاتحتاج الى بحث بمعنى كلمة بحث يكفيك بعراق الديمقراطيه فقط ان تقول شكو ماكو ساعتها ستعرف اسرارا لاتصدق ولايمكنك تجاهلها وبنفس الوقت لاتجد محطه اومكان لطرح افكارك واهتماماتك ببلدك ومستقبله لانك ستكون ساعتها اما بالترحيل او من ضحايا الكواتم او تكون بعثيا
كان الله بعون بلدي
كان الله بعون فقراء بلدي
تحياتي لكم

اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد