الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجد للشعب المصري

مصطفى مجدي الجمال

2013 / 7 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لم أعتد أن أكتب مقالات حماسية.. ولكن الحماس أطغى من أن يقاوَم!!!

فقد شاهدت واشتركت اليوم في معجزة من الحراك الجماهيري لم يسبق للعالم- فيما أظن- أن شهد لها مثيلاً.. والمثير أن هذا الشعب يخرج بهذه القوة للمرة الثالثة في أقل من شهر.. ما يعني أننا أمام مخزون واندفاع ثوريين لا يمكن مقاومتهما أو مجاراتهما..

طوفان البشر كان من كل الطبقات والأعمار والأحياء والمدن.. مع تواجد قوي جدًا للشباب والإناث والمسيحيين.. وهي فئات طال استضعافها، لكن ثورة يناير أدمجتها في الآتون الثوري.. وكان زعماء الموجة الإخوانية على مدى العامين الماضيين قد تصوروا أن بالإمكان إعادتهم إلى مربع السلبية بعد إحباط تلا إحباط.

أهم ما استخلصته من هذا اليوم العظيم أن الهيمنة الأيديولوجية الإخوانية والسلفية على قطاعات واسعة في المجتمع قد تعرضت لكسر واضح.. وإن لم تنته تمامًا بالطبع وستظل تقاوم بقوة العادة وخطاب المظلومية والمصالح الطبقية التي تمثلها..

كنا نتصور أن تحقيق هذا الانكسار سيتطلب زمنًا، رغم أننا كنا في سباق مع الزمن قبل مضي المشروع الفاشي في طريق اللاعودة.. ولكن ممارسات الإخوان الإقصائية والاستعلائية، وافتضاح تبعيتهم للخارج الأمريكي والإقليمي، والتواطؤ السافر مع قوى الإرهاب في سيناء، وتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية، والهوان الدولي للدولة المصرية.. كل هذه العوامل كسرت المشروع الإخواني في الصميم في زمن قياسي..

الملاحظة المهمة اليوم تتعلق بذلك التأييد الجارف الذي لا يمكن إنكاره لوزير الدفاع، واتضاح أنه أصبح الشخصية الأقوى في البلاد، ورأى فيه الكثيرون البطل المنقذ، وهو أمر مفهوم على مستوى اللحظة، ولكنه ينطوي على مخاطر عدم الإعلان عن مشروع اجتماعي/ مدني/ وطني واضح لهذه الزعامة أو للمؤسسة العسكرية.. الأمر الذي يتطلب التمسك بأعلى درجات اليقظة.. لقد تقدمت الكاريزما الفردية لتحل محل غياب حزب طليعي قوي يقود الجمهور.. ومن المؤكد أن هناك علاقة جدلية بين الكاريزما والجماهير، قابلة للتطور، وقابلة أيضًا للنكوص..

كذلك لا يجوز تصور أن الإدارة الأمريكية ستفرط بسهولة في وضعيتها داخل مصر، وبالصورة والشروط التي تريدها، ومن المفهوم أن تقدم على محاولات متنوعة للاستيعاب والاستقطاب، وأيضًا للتآمر والتخريب.. قد تخفض الورقة الإخوانية قليلاً، لكن من المؤكد أنها تعتبرها أثمن ورقة حصلت عليها في السنوات الأخيرة ليس فيما يتعلق بمصر فحسب، وإنما للإقليم بأكمله.

كما لا يجوز الوقوع في وهم أن الانكسار النسبي للهيمنة الأيديولوجية لليمين الديني يعني أن هذا التيار لا يمتلك أساليب أخرى لإعادة بناء الذات، وللتفاوض، وللإيذاء أيضًا.. وهو قد يضطر للتراجع بعض الشيء منتظرًا الفشل الذي يرجحه لأي حكومة مقبلة فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والأمنية..

وعلينا أيضًا مسئولية تاريخية كبرى وشاقة للعمل على استيعاب الانشقاقات والإحباطات التي ينتظر أن تتعرض لها تيارات اليمين الديني.. وقد يدفع اليأس بعضها إلى هوة الإرهاب.. وهو ما يتطلب حكمة سياسية وجهدًا تنويريًا كبيرًا.. خاصة مع الصفوف القاعدية من الشباب والمنتمين للطبقات الفقيرة والمهمشة..

لا بد من الاعتراف بأن الشعب المصري لا يكف عن مفاجأة من يدعون أنهم طلائعه بطاقات وإبداعات مذهلة.. ولكن البعض من هذه الطلائع استنكفت أن تخرج مع الجمهور في غضبته.. بسبب توجيه الدعوة إلى الخروج من المؤسسة العسكرية.. فعزلوا أنفسهم أكثر.. فأنت لا يمكن أن تفرض شروطك على الجمهور كي تخرج معه.. وإنما عليك أن تعمل على تعديل وتصحيح المواقف والشعارات من خلال الاشتباك الحميم معه، وليس عن طريق مناجاته أو تقريعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي..

الدرس العاجل والمهم الذي يجب ان تستوعبه القوى التقدمية هو أنها ستظل عاجزة عن لعب الدور المنتظر منها ما لم تتوحد على مستوى التنظيم والبرامج والشعارات.. وبغير هذا سيكون الإقرار الفعلي بتسليم الحركة الجماهيرية للعشوائية ولسيطرة الإعلام البرجوازي بشقيه المدني والديني..

أخيرًا.. أفتخر بكل هؤلاء البسطاء الذين خرجوا في طوفان بشري جامعين بين التظاهر السياسي والاحتفال الاجتماعي مبتهجين بوحدتهم ووعيهم واكتشافهم لقوتهم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سياده الرفيق اركان حرب
احمد مجدي ( 2013 / 7 / 27 - 15:52 )
نقترح علي السيسي ان ينعم علي بعض قدامي الشيوعيين الذين يناصروه بلقب
الرفيق اركان حرب
والامر ليس بالغريب فهذ الجيل من الشيوعيين جلس علي حجر جيل الستينات الشيوعي الذي
بدوره جلس علي حجر العسكر
فكانوا جميعا من اركان وكسه المجتمع والسياسه في مصر لاكثر من نصف قرن
ومن اركان الحرب علي كل ماهو واعد ومشرق بالمجتمع ومعهم الاخوان والناصريون والليبراليون المزيفون
فاستحقوا اللقب بكل جداره


2 - نعم
نيسان سمو الهوزي ( 2013 / 7 / 27 - 16:46 )
نعم سيدي الكريم فلا نستطيع ان نقول او نضيف غير المجد لهذا الشعب البسيط والذي اذهلنا ( قبل الجميع ) واذهل العالم وضرب ضربة معلم فرعوني اصيل .. تحية لك ولشعب مصر

اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق