الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شفرات 26 يوليو 2013 !!

محمد مجدي

2013 / 7 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية





ضربة معلم، و لا شك، لأكثر من سبب، إختيار يوم 26 يوليو، ليكون يوم إعطاء الشعب تفويضه للجيش و الشرطة بالتعامل مع الإرهاب.

دور المقال ده، مش إنه يشرح لماذا طلب السيسي التفويض، ده وضحته في مقال سابق اسمه : " قال الارهابيين.. زعلانين ليه يا إخوان ؟! ". دور المقال ده، إنه يتكلم عن موضوعين، أولهما : رمزية يوم 26 يوليو، و ثانيهما حقولها في آخر المقال.

تعرف، يوم 26 يوليو وافق 17 رمضان ( يوم موقعة بدر الكبري في التاريخ الإسلامي) و بلا شك، لها اثر معنوي كبير عند المصريين، خاصة المسلمين منهم، و موقعة بدر من المنظور الإسلامي- هي موقعة فاصلة في إنتصار أهل الحق و الإيمان علي أهل الباطل و الضلال، و كدة حيكون أثر تسمية الإخوان لخروجهم في هذا اليوم، و سموها " مليونية الفرقان" ملوش لازمة.. يعني فرغ دعايتهم من مضمونها و إيحاءها الروحاني. بلغة أخري، مش إنتوا بس يا حلوين إللي يومكم يوم فرقان.. لأ إحنا يومنا يوم بدر الكبري،يوم إنتصار عظيم.

و 26 يوليو 1952 يوافق ثورة يوليو، و 26 يوليو 1956 يوافق إعلان تاميم شركة قناة السويس، و هو عيد الإستقلال الوطني من الإحتلال البريطاني. كإنه عاوز يقولك حاجتين: أولاً : 26 يوليو 2013 هو يوم إستقلال مصر من(أعوان)(أذناب)(صنائع)(عملاء) الإستعمار الغربي، اللي بقا له أشكال جديدة أكثر خُبثاً..و ثانياً هو عاوز يحسم قصة القطيعة مع ثورة 1952 أو الوصل معها بإن كلهم ثورات من أجل هدف واحد هو الإستقلال الوطني..و إن 30 يونيو 2013 هي إمتداد ل 23 يوليو 1952. عاوز يقولك ثالثاً: أن العامل المشترك في إنجاح ثورات مصر و إستقلالها الوطني هو: الجيش. عمود الدولة اللي لو سقط، يبقي إنسي يا عمرو! و ده في الحقيقة بيتسق مع حقيقة دور الجيش في التاريخ المصري القديم و الحديث. الجيش دائماً له دور محوري في تحقيق النهضة و التقدم لمصر. و لا يُنكر هذا إلا جاهل أو جاحد أو عميل أو سٌرسجي ..!

الموضوع التاني، هو ملاحظة، خدت بالي منها اثناء مشاركتي في مظاهرات تفويض الجيش، أنا شاركت في سيسي جابر( سيدي جابر سابقاً ) – لقيت عند مدخل البحر قبل المنطقة الشمالية العسكرية ، بانر ذا مغزي و دلالة. البانر عبارة عن صورة كبيرة مساحة حوالي 3 متر X 3 متر .. (أو أكبر قليلاً ) مقسوم إلي نصفين.. نصف به صورة كبيرة للسيسي تدل علي الشموخ و القوة و الكبرياء.. أما النصف الآخر عبارة عن صورة قديمة بالأبيض و الأسود .. للرئيس جمال عبد الناصر و رؤساء دول حركة عدم الإنحياز !

الصورة قد تكون موضوعة بالصدفة. لكن بطبعي لا اؤمن بالصدفة كثيراً في عالم السياسة، فتفاصيل تبدو غير مهمة زي دي، ممكن تكون في الحقيقة لها قيمة كبيرة في توقع السلوك السياسي! آه و الله .. آه و الله..

فكر معايا كدة في الملاحظات دي:

1- الجيش يري أن أمريكا عن طريق ادواتها في مصر و هم: الإخوان و بعض النُشطاء الممولين و قادة أحزاب موالية للإخوان..حاولت تهدم الدولة و تفكك جيشها، الجيش يري هذا حتي لو لم يُصرح به رسمياً..الجيش أجهض مخطط الشرق الأوسط الكبير، اللي أمريكا صرفت عليه دم قلبها و بتدبرله بقالها سنين طويلة،طبيعي يحصل توتر في العلاقات صح و لأ؟ هي فعلاً، متوترة، بل إن في تقرير أمريكي بيتوقع أن العلاقات المصرية الأمريكية لن تعود كما كانت عليه لفترة طويلة!

2- الحاج فلاديمير بوتين، ساند معانا بشكل كويس أوي، بوتين، بحكم إنه زعيم دولة كبري، و رجل مخابرات إستثنائي،يعرف خطورة مخطط الشرق الأوسط الكبير علي روسيا مُستقبلاً، خاصة إنه بيقرب منه جداً، في سوريا..بوتين دخل ع الخط في مصر: ( أمثال مرسي لا يعمرون كثيراً في الحكم – و بعد سقوط مرسي: قمح و سلاح و آخر دلع ).. و حرك بوارج روسية لأول مرة منذ الحرب الباردة في البحر المتوسط.. اللي مبقاش حِكر علي أمريكا و الناتو و بس.

3- الصين رامية بياضها هي كمان. إستثمارات و تسليح.

4- الدول العربية الخليجية الغنية جداً، في أشد الإحتياج إلي مصر، و يكفي أن معوناتها المالية اللي وصلت حتي كتابة هذا المقال إلي حوالي 12 مليار دولار، لأن مصر حاشت عنهم جزء كبير من الأخطار المحيطة بهم من محاولات إسقاط أنظمة حكمهم عن طريق الأدوات الأمريكية و علي رأسها جماعة الإخوان.
بل و حتي الجزائر بثروتها النفطية و المعدنية إقتربت من مصر، أيضاً، لإنها عاجلاً أو آجلاً في مرمي مشروع تفتيت المنطقة الامريكي.

5- تركيا، تُعاني من عدم إستقرار سياسي، و أردوغان بطموحاته العثمالية التوسعية، في خطر، من تحركات شعبية تتكاثر ضده كل يوم، و مؤخراً من تحركات اكراد تركيا، لمحاولة الحكم الذاتي، مُجدداً. و ها هو السحر ينقلب علي الساحر، و يقترب أكبر حليف لأمريكا، و المروج لنموذج الاخوان في الحكم، من السقوط!

مش كل ده يوضح أن في خريطة جديدة لتوازنات القوي في العالم، و أن مصر مرشحة بقوة للعب دور قيادي كبير في المنطقة.

* هل مصر، ستتحرر من العلاقات التي فرضتها عليها معاهدة السلام مع إسرائيل، بامريكا، و تتحطم نظرية السادات المبنية علي فكرة أن 99% من أوراق اللعبة السياسية في يد أمريكا؟

* هل مصر ستستغل ضعف السيطرة الأمريكية، و المعطيات الجديدة، و تتوجه إلي التعاون مباشرة مع دول كروسيا و الصين بديلاً عن أمريكا ؟

* أم تُنشئ مصر تحالفات جديدة علي شاكلة دول عدم الإنحياز؟


تمعن في الإشارات، و الشفرات، و الدلالات.. و أنت تعرف..

يستقر في يقيني، أن مصر جديدة قد ولدت، و أن مصر ستُجعل أمريكا تندم علي محاولة تفتيهتا و هدم جيشها.. لأن اللي في القلب في القلب..!

باي باي خرفان .. باي باي يا ولة يا أوباما !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم