الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكمة أولاً.

أيمن الدقر

2005 / 5 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إن تجميد مذكرة الاعتقال بحق العماد ميشيل عون وإرجاء النظر في التهمة الموجهة إليه (الإساءة إلى علاقات لبنان بدولة صديقة) إضافة إلى إسقاط التهم الثلاث الأخرى(اغتصاب السلطة وسرقة الأموال العامة والقيام بنشاطات سياسية محظورة) يعتبر شأناً داخليا لبنانياً بامتياز، وبالتالي لا علاقة لأي دولة أيا كان موقعها من الخريطة الجغرافية أو السياسية بالنسبة للبنان بهذا الشأن الداخلي.
ولكن التسارع الملحوظ في إصدار القرارات القضائية في لبنان، تلك القرارات المتضمنة إسقاط تهم لا يمكن إسقاطها بتلك البساطة في أي دولة من دول العالم دون تقديم مبررات ودفوعات ومحاكمات تطول أو تقصر.. نجد فيه مؤشراً على غياب القانون وسيادة الخلل وربما الفوضى التي يعيشها لبنان في الفترة الراهنة، ولعل التبرير الذي قدمه وزير العدل اللبناني (خالد قباني) والذي بين من خلاله أسباب (طي ملف العماد ميشيل عون) بقوله: (إن القرار قضائي بامتياز، وأن لا تدخل سياسي في ملف عون القضائي!!) يشرح لنا طبيعة الخلل الذي تمر به مؤسسات الدولة اللبنانية، حيث ظهر واضحاً أن هذه المؤسسات تتأرجح بين الشرعية وبين والمعارضة (المدعومة من القوى الخارجية) تلك القوى التي تعاملت مع الدولة اللبنانية (كمعارضة، وتجاهلت وجود الشرعية) حيث راينا كيف هبط الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مطار بيروت وكأنه يهبط في إحدى المدن (الفرنسية) ليشارك في تشييع الشهيد (رفيق الحريري) كما أنه لم يلتقِ إلا بزعماء المعارضة ولم يستمع إلا إليهم، تماماً كما فعلت (اللجنة الدولية والولايات المتحدة وغيرها ممن يدعمون المعارضة من الخارج).
كل هذا يجعلنا نستنتج أن إقفال الملف القضائي (للعماد عون) جاء إقفالاً سياسياً وليس قضائياً.
نعود للقول إن ماتم إقراره إنما هو شأن لبناني ولا يحق لأحد التدخل فيه، ولكن من وجهة نظرنا كصحافة سورية مستقلة تابعت الشأن اللبناني عن قرب نرى أن ما حدث يخص لبنان وحده سواء فيما يتعلق بإشعال العماد عون (للحرب المسيحية المسيحية) أو في قصفه للمناطق الشرقية والغربية بالقنابل، وإهانته أهم المرجعيات الدينية المسيحية عندما كان مستولياً على السلطة عندما (أجبر البطريرك صفير) على الركوع أمامه على ركبتيه..
بالمقابل ومن نفس المنطق (منطق المتابع الإعلامي المستقل) نرى أن ما يخصنا كسوريين إنما يتعلق بعزم العماد عون (ترشيح نفسه للرئاسة اللبنانية) حيث نرى أنه من حقنا أن نتوقف عند ذلك، ليس تدخلاً بموضوع الرئاسة اللبنانية، بل من موقع قراءة مدى تأثير (هكذا رئيس) على العلاقات السورية اللبنانية، فيما لو أصبح رئيساً للبنان فعلاً!
فالعماد عون سبق أن تآمر مع (صدام حسين) على إيذاء سوريا داخل لبنان، وفوق الأراضي السورية وساهم في أعمال التخريب التي حصلت في المحافظات السورية، واتفق معه على تأمين صواريخ من نوع (فروغ) لقصف دمشق.
هنا صار الشأن سورياً بامتياز كما أن القضايا السابقة شأن لبناني بامتياز أيضاً..
ولنا أن نتساءل: هل يرغب البعض في لبنان ومن ورائهم الدعم الخارجي بتنصيب من هدد بقصف دمشق وساهم بأعمال التخريب في المحافظات السورية رئيساً للبنان..
هل هذا يعني إعلان حالة عداء ضد سوريا، إيذاناً ربما بالمواجهة؟
وهل يسمح شعب لبنان بذلك؟.. الموضوع يحتاج إلى الحكمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إسرائيل؟| المسائ


.. الأردن.. مخاوف من امتداد نفوذ إيران للمملكة الهاشمية؟




.. الأمريكية نيكي هايلي تكتب عبارة -أقضوا عليهم- على قذائف إسرا


.. اليمن.. غضب في عدن بسبب ارتفاع أسعار الخبز • فرانس 24 / FRAN




.. بدء فعاليات اليوم الثالث من -منتدى الإعلام العربي- في دبي| #