الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوات المصالحة الوطنية.. لماذا الآن!!

وديع العبيدي

2013 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



(إرادة إلهية.. ثورة اسلامية.. خلافة نبوية!)..
هذا الشعار ارتفع في ساحة (رابعة العدوية) عشية انطلاق المسيرات الشعبية في المدن المصرية لتأييد دعوة عبد الفتاح السيسي للحصول على تفويض شعبي لمحاربة الارهاب والعنف الداخلي. ان رفع هذا الشعار إلى جانب استمرار سيل الخطب والتصريحات المجانية الرخيصة على مسرح رابعة العدوية كان جزء من استمرار موجة التصعيد الاعلامي والعنف اللفظي، ناهيك عن العنف المادي والبشري المحتدمة من وراء ذلك.
خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة ترددت تساؤلات عديدة ومختلفة حول مدى ظهور تيار معتدل في صفوف الأخوان، أو حتى جماعات السلفية (حزب النور) الذي شارك في إزاحة مرسي من السلطة ثم انقلب نصف دورة كاملة ليتصدر المحتجين -المؤيدين لعودة مرسي للسلطة- (!!). ورغم أن حشود جديدة ومتزايدة كانت تنضمّ إلى مسيرات التأييد الشعبي لجماعة (تمرد) وقيادة ثورة (الثلاثين من يونيو).. فلم تظهر من جانب جماعات الاسلام السياسي فكرة للمراجعة أو المشاركة في التداول السياسي حول الوضع، بينما ظهرت تصريحات عنفية عنيفة، تستنكر أي محاولة للتقارب من الحكومة الجديدة أو الحوار مع العسكر.
وعلى مدى الأيام والأسابيع المنصرمة تعاملت السلطة العسكرية بصبر واحتمال عجيب، إزاء مواقف جماعات الاسلام السياسي وكل محاولات وممارسات العنف الأهلي، لجرّ البلاد إلى حالة من الفوضى وضياع القانون [محاولة تطبيق السيناريو السوري!]. خلال ذلك ترتفعت مطالبات شعبية وتساؤلات حول معنى عدم قيام السلطات بتوقيف المروجين للعنف والمستعينين بالتدخل الخارجي. وكان من أبعاد الصبر وحكمة السلطات، إتاحة فرصة للآخر لمراجعة النفس، أو البحث المشترك عن مخارج للأزمة، بدل تهييج العنف والتفريط بالمصلحة الوطنية والشعبية.
لا شك أن القيادة العسكرية كانت قادرة على التصرف، وفي إطار القانون، ضدّ كل محاولات العنف والجريمة، ومَنْ وراءَها، ودون السماح بتمادي الأوضاع ومنح جماعة مرسي فرصة التعبئة والتحشيد الاعلامي والسياسي، إلى درجة يجعلها تتوهم.. أن مليونيات مؤيدة لمرسي، سوف تندلع في الأيام التالية.. لكن القيادة لم تتدخل واكتفت باجراءات الحماية والدفاع عن المؤسسات الحيوية للدولة..
وعندما اطلق السياسي خطابه، مطالبا بتفويض شعبي لاتخاذ اللازم، كان معنى ذلك، أن الأمور بلغت أقصى حدّ لها، وأنه ليس من المصلحة الوطنية الستراتيجية البقاء مكتوفي الأيدي أمام جهات وشراذم غير مسؤولة، تعرض مصلحة البلاد للخطر، خدمة لأجندات رخيصة اقليمية ودولية، وبحسب المقولة المصرية المعروفة: (للصبر حدود!)
حصلت القيادة العسكرية العامة وقائدها عبد الفتاح السيسي على أكثر من التفويض الشعبي وفي كل أرجاء مصر[مسيرات التأييد والتفويض ليومي 26- 27 يوليو 2013].. ورغم ذلك، لم تحن نقطة الصفر في تحرك قوات الأمن والجيش المصري، لفض اعتصام (رابعة العدوية) وتفكيك عناصر الأزمة السياسية.. ولكن.. من جانب آخر.. تظهر في بعض وسائل الاعلام، دعوات للمصالحة الوطنية، والمشاركة السياسية، والحوار والتداول، بينما ترتفع لغة الرفض والوعيد والانتقام من أنصار مرسي!..
المصالحة والحوار والمصارحة.. أوراق سياسية.. ولكن من يلعبها الآن؟.. وما الغرض منها؟!..
أن أول المعاني السياسية لدعوات المصالحة والحوار، بعد فوات الأوان، هو تمييع الاجراءات، وتفريغ الارادة الوطنية من مضمونها الاجرائي الحقيقي، واستمرار وتطبيع حالة الأزمة والفوضى في البلاد.
فسيناريوهات مرحلة الدمقراطية العربية أنجزت – خلال عهدها الوجيز- تراثا سياسيا غنيا وغبيا، من الفوضى والدمار وتمييع الأمور، وتبقى فوضي الدمقراطية العراقية وتلوّناتها، مثالا يستحق الدراسة.
ان الوعي الشعبي المصري الذي أنجز ثورة الارادة والحرية، وأعاد للعسكرية المصرية الثقة والاعتداد الوطني بعمق انتمائه الوطني، لهو قادر على تفويت الفرصة على المحاولات الرخيصة للنيل من وطنه ومستقبله، وردع مبارزات (الفهلوة) الاخوانية والسلفية..
وتبقى.. الحرية لمصر- شعبا وقيادة.. وعيا وإرادة!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مثلث -حماس- الأحمر المقلوب.. التصويت على قانون يحظره في البر


.. الجيش الإسرائيلي: عناصر من حركتي حماس والجهاد يستخدمون مقرا




.. زعيم الحوثيين يهدد باستهداف منشآت سعودية | #ملف_اليوم


.. حماس.. لماذا تراجعت الحركة عن بعض شروطها؟ | #رادار




.. قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على مواقع عدة جنوبي لبنان | #الظهيرة