الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس تخوض حربا ضد الجيشين السوري والمصري!

خليل خوري

2013 / 7 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ضد الجيشين السوري والمصري

خليل خوري

في سيل البيانات والتصريحات والادبيات التي تصدر عن قيادة حركة حماس ، تؤكد هذه القيادة بان الهدف الرئيسي للجناحين السياسي والعسكري كتائب عز الدين القسام ، هو الجهاد تارة من اجل من اجل تحرير فلسطين من البحر الى النهر من الاحتلال الصهيوني الصهيوني الغاشم ، وتارة من اجل تحرير الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد الرابع من حزيران سنة 1967 ، تمشيا على ما يبدو من تصريحات خالد مشعل وغيره من قادة حماس ، مع مواقف الانظمة الخليجية وتحديدا مع موقف قطر التي اخذت على عاتقها منذ سنتين تقريبا ، ان تكون مصدر التمويل الاساسي للحركة لقاء انهاء تحالفها مع النظامين السوري والايراني ، وايضا لقاء الاعتراف بحق اسرائيل بالوجود ضمن حدودها القائمة قبل الرابع من حزيران سنة 67 ، مع وقف عملياتها العسكرية الموجهة ضد جيش العدو الصهيوني والمستوطنات الاسرائيلية . وفي سيل هذه البيانات ما زال قادة حماس يؤكدون ان من اهداف الحركة الرئيسية هو الدفاع عن الشعب الفلسطينية ضد العدوان الصهيوني المتمثل باحتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية، واقامة المستوطنات عليها ،وتجريف الاراضي الزراعية والاعتداء على السكان الفلسطينيين وتقييد حرية تحركهم ،الى غيرها من اشكال القمع والتنكيل التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني ضد التجمعات السكانية الفلسطينية في المناطق المحتلة . ويمكن ان نصدق هذه الاداعاءات الحمساوية لولا ان ممارساتها سواء في المناطق المحتلة او في ساحاتها الجهادية الاخرى كساحات سيناء وارض الكنانة وبلاد الشام كما يسمونها في بلاغاتهم الجهادية ، وكأ ن التاريخ قد توقف عند الفتوحات الاسلامية لهذه الاقطار ولم تتغير هويتها ولا ثقافتها ولا تطورها الحضاري ، لولا ان ممارسات حماس وخاصة الجهادية منها تدل ان مقارعة العدو الصهيوني وتحرير فلسطين هو هدف ثانوي انيط بها من جانب التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمين الذي لا تنكر الحركة في ادبياتها ولا في بيانها التاسيسي بانها فرع من فروعة وملتزمة باهدافه ، من اجل كسب شعبية تمكنها من الانتشار تنظيميا وعسكريا على الساحة الفلسطينية ، ولكي توظف قاعدتها الشعبية، المضلّله والخدوعة بخطابها الديني والجهادي، في مراحل لاحقة في تنفيذ اجندة التنظيم الدولى المتعلقة بالساحة الفلسطينية : الا وهى الانقضاض على الفصائل الفلسطينية المنضوية ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية، وتحديدا حركة فتح الفصيل الاساسي في المنظمة ، وتصفيتها ومن ثم اقامة امارة اسلامية في المناطق المحتلة تكون نواة لدولة الخلافة الاسلامية التي يتوهم التنظيم الدولى انه قادر على اعادة انتاجها في القرن الحالي، لتكون ندا مكافئا لدول عظمى مثل الولايات المتحدة الاميركية والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا ، مع فارق ان الدول العظمى لم تصل الى هذا المستوى الحضاري، ولا الى هذه الدرجة من القوة العسكرية والاقتصادية باستلهام الكتب الدينية المقدسة كالانجيل والتوراة وغير ها من المراجع الدينية لشعوب الدول العظمى، كما لم تجعل شرلمان وريشارد قلب الاسد ولا كل قادتها العظام في القرون البائدة قدوة ومرجعية وملهما لها ،، وانما تطورت وتقدمت اعتمادا على توظيف قونين الطبيعة ، لا على الخرافات و الاساطير الغيبية التي لا تاثير لها في تغيير وفي تبديل الواقع الملموس الى المستوى الذي يلبي الحاجات الانسانية ، بينما دولة الخلافة الاسلامية بالمقابل وكما يريدها ان تتشكل جماعة الاخوان المسلمين كنسخة طبق الاصل عن دولة الخلافة الاسلامية لا حل بنظرهم لمشاكلها الاقتصاديةوالاجتماعية كما لا يرى خليفتهم وحاشيته وسيلة لتقدمها ومنعتها وتطورها الحضاري الا الحل الاسلامي المرتكز على الحشد ورباط الخيل ، وعلى خوض حروب جهادية ضد دول الكفر من اجل الحصول على الغنائم من الدول الكافرة بديلا للزراعة والصناعة والتعدين. قيادة حركة حماس كانت ترفض هذا الطرح وترد علية قائلة :: ولكننا خضنا معارك طاحنة مع العدو الصهيوني ، ونفذنا عددا كبيرا من العمليات الانتحارية واسرنا جنديا اسرائليا وقتلنا المئات من الاسرائليين وجرحنا الالاف منهم ، فكيف يكون مقارعتنا للاحتلال هدف ثانوي؟ وهذا الرد يبدو للوهلة الاولى وكأنه ينطوي على قدر من المصداقية ، ولكنه سرعان ما يفقد مصداقيته عندما ندقق في نتائج هذه الحروب الجهادية حيث لن نجد اي تغيير ملموس على ارض الواقع بل سنجد عكس ذلك تماما : فبدلا من ان يلوذ اليهود بالفرار من فلسطين، ويعودون الى الدول التي جاؤا منها الى فلسطين هربا من صواريخ القسام الدخانية ، وتحاشيا لتعرضهم لعمليات حماس الانتحارية ، اقاموا الجدار الفاصل في الضفة الغربية، وصادروا عشرات الالوف من دونمات الاراضي الفلسطينية المحاذية لها ، وردا على قذائف القسام الدخانية دمروا قطاع غزة عن بكرة ابية وقتلوا الالاف من سكانه الابرياء، و فرضوا حصارا اقتصاديا وعسكريا على قطاع غزة ما زل اكثر من مليون ونصف المليون من سكان القطاع يعانون من اثاره ، اللهم الا حفنة من سكانه هم قادة حماس الذين هيّأ الحصار لهم فرصة ذهبية لاقامة الانفاق ، فاستغلوها من اجل المتاجرة بالبضائع المهربة من الجانب المصري، ولبيعها للمواطنين المحاصرين باضعاف سعرها .
وبذلك تمكنوا من جني ارباح خيالية جعلت من بعض الشحاذين منهم مليونيرية امثال الفيلدمارشال اسماعيل هنية الذي لم يكن يملك قبل انضمامه لحركة حماس حمارا ، واصبح في مرحلة النغنغة من تجارة الانفاق لا يتنقّل الا راكبا سيارة فارهة لا تقل قيمتها عن ربع مليون دولار

نعود فنقول ان شعارات حماس الداعية لتحرير فلسطين من النهر الى البحر، او من النهر حتى حدود الرابع من حزيران سنة 67، لم تشكل هدفا رئيسيا للتنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمين الذي يتولى عمليا ومن وراء الستار قيادة حماس ويحدد لها اهدافها وخططها مثلها مثل بقية التنظيمات الاخوانية المنتشرة في الدول العربية والاسلامية ، بل هو هدف فرعي انيط بحامس كما قلنا من اجل كسب شعبية تشكل حاضنة لها ، تمدها بالاعضاء والمجاهدين والتبرعات ، ولتوظف هذه القاعدة في مرحلة لاحقة من اجل تنفيذ اجندتها الاخوانية : لا ضمن اطار المناطق المحتلة ، بل لتتعداها بحيث تكون ذراعها الضارب في اكثر من ساحة عربية . وتنفيذا للاجندة الاخوانية ، او لنقل المخطط الاخواني الدولى ، فقد قامت كتائب القسام بتنفيذ انقلاب عسكري دموي ضد حركة فتح في قطاع غزة مارست خلاله ابشع الجرائم ضد كوادر حيث اجهزت على العشرات منهم، اما رميا بالرصاص، او بطرق بشعة اخرى كالالقاء بهم من اسطح العمارات . وفي ظل هذا الارهاب الاخواني بسطت سيطرتها على مقاليد السلطة في القطاع فحلت محل السلطة الفلسطينية ، ثم اقامت لاحقا امارة اخوانية شبيهة بامارة طالبان في افغانستان ! وما ان احكمت حماس سيطرتها على جزء من الوقف الاسلامي في فلسطين، اي في قطاع غزة ، وعززت وجودها في ام الفحم عبرتقديم الدعم المالي للحركة الاسلامية هناك التي يتزعمها المجاهد رائد صلاح ، حتى اوكل لها التظيم الدولى للاخوان مهاما جهادية طلب منها تنفيذها خارج امارتها الاسلامية كتشكيل تنظيمات سلفية مسلحة واقامة قواعد لها في سيناء ، وبالفعل نجحت حماس في انجاز هذه المهمات الجهادية على احسن وجه ، وبدورها لم تتاخر هذه التنظيمات السلفية من شن سلسلة من العمليات المسلحة ضد اهداف مدنية وعسكرية مصرية ، لم تخف في بلاغاتها العسكرية بانها استهدفت مخافر للجيش والامن المصري ، و بانها ادت الى ازهاق ارواح عدد كبير من الجنود والضباط المصريين ، كما تفاخرت بمسئوليتها عن تفجير الخط الناقل للغاز للاردن اكثر من مرة ، والذي لم يكن يتعرض للتفجير الا عندما كانت تتأزّم العلاقة بين النظام الملكي الاردني وبين اخونجية الاردن ، او عندما كان يرفع اخونجية الاردن من سقف مطالبهم اللى حد المطالبة بتقليص صلاحيات الملك عبدالله الثاني، وبتشكيل حكومة اخوانية برئاسة المراقب العام للاخون المسلمين الشيخ همام سعيد رغم افتقاره لاية مؤهلات تمكنه من ادارة دولة ، وكل ما يتمتع به من مؤهلات ومواهب هو عبارة عن حنجرة لا تلعلع الا للشحن والتحريض ضد النظام ، ولزرع الفتن بين ابناء
الوطن الواحد : ثم كيف له ان يدير دولة وهو لا يؤمن بمبدا المواطنة ويميز بين المواطنين ويفرق بينهم على اساس العقيدة والدين كما رايناه يطالب بالتعامل مع المسيحيين كاهل ذمة ؟؟ ولم تلبث حركة حماس ان وسعت من نطاق حملاتها الجهادية خارج القطاع ،ودائما بتوجيه قيادة التنظيم الدولي للاخونجية : فكثّفت من نشاطاتها غير المشروعة داخل الساحة المصرية وخاصة اثناء اثورة 24 يناير سنة 2011 التي اطاحت بنظام حسني مبارك ولم يكن لجماعة الاخوان المسلمين والسلفيين اي دور في اشعالها بل اذكى شعلتها شباب مصر الثوريين والاحزاب القومية والوطنية والليبرالية والنقابات العمالية والنخب الثقافية ، فقامت عناصر من كتائب القسام بالتسلل الى مصر باسلحتهم عبر الانفاق ، وهناك قاموا باقتحام السجون المصرية التي كان يحتجز فيها عدد من قادة الاخوان المسلمين و من ضمنهم مرسي العياط ، الذي اصبح رئيسا لمصر اثر انتخابات فاز بها بفضل تنكات الزيت وشوالات الرز والسكر التي كان يوزعها الاخونجية على سكان العشوائيات وبيوت الصفيح ، ومئات اخرى من ارهابيي الجماعة الاسلامية المحكومين بتهم ارتكاب اعمال اجرامية اودت بحياة العشرات من السياح والمثقفين المصريين وبعض الساسة المخالفين لهم في الراي، فاطلقوا سراحهم بعد تصفيتهم للجنود والضباط الذين كانوا يتولون حراستها ، وبذلك ساهمت حماس في دعم وحتى تمرير مخطط التنظيم الاخواني في سرقة ثورة 24 يناير وتجييرها لصالح اخونجية مصر ! وبتوجيه ايضا من التنظيم الدولي للاخونجية واصلت حركة حماس نشاطاتها الموجهة ضد النظام الجديد في مصر ، حيث قامت بتهريب كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر من مخازنها التي كثيرا ما ادّعت انها تخزنها من اجل مقاومة الاحتلال الاسرائيلي والدفاع عن الشعب الفلسطيني ، الى التنظيمات الاسلامية المسلحة في سيناء ،كما ارسلت مجموعات من عناصرها ، ومن تنظيم الجهاد الاسلامي كي يخوضوا حرب عصابات ضد الجيش المصري، وكان هدفهم من وراء ذلك هو الضغط على النظام المصري من اجل الافراج عن الرئيس الاخواني المعزول مرسي العياط واعادته الى سدة الحكم . ومثلما لم تسلم مصر من شرور وارهاب حماس فقد مارست ارهابا مماثلا على الساحة السورية حيث اوعزت لخلاياها النائمة للمشاركة في عمليات الكر والفر التي تخوضها العصابات الاخوانية السورية المسلحة ضد الجيش العربي السوري وخاصة في مخيم الذي وقع تحت سيطرة جبهة النصرة ولم يكن بوسعها السيطرة علية لولا مشاركة عناصر حماس ، وبذلك وجهت حماس طعنة الى ظهر نظام ا طالما احتضنها ورعاها وتعامل معها لشدة غبائة كحركة تحرر وطني لا كحركة اخوانية هدفها الرئيسى اقامة امارات اخوانية في سورية ومصر وغيرها من الدول العربية وصولا الى دولة الخلافة الاسلامية . على ضوء هذه الحقائق يمكن القول ان مصر لن تنعم بالامن والاستقرار ، كما لن تحقق ثورة 30 يناير اهدافها ، الا بتعامل الجيش المصري مع حركة حماس كما يتعامل مع تنظيم اخونجية مصر الارهابي . فهل سيقوم الجيش المصري بتضييق الخناق على حركة حماس وتحجيمها وهو قادر على ذلك سواء بتصفية قواعدها وعناصرة المنتشرة في سيناء التي سهّل لها الرئيس المصري المعزول امتلاك الاف الدونمات في سيناء توسيعا لامارتهم الطالبانية ، مع هدم الانفاق ، او بتقديم الدعم العسكري لفتح وللفصائل الفلسطينية الاخرى التي ضاقت ذرعا باستبداد حماس وبمشروعها الاخواني وتتحين الفرصة لاستعادة سيطرة منظمة التحرير على القطاع وتنظيفه من الجماعات الاخوانية والتكفيرية المسلحة ، ام سيظل الجيش المصري يتعامل مع حماس كحركة مقاومة فلسطينية رغم انكارها لهويتها الفلسطينية ورغم تاكيدها انها مقاومة اسلامية ؟













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة