الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصر حجاج وتكريس الفوضى بالتفويض

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2013 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أشكر الأستاذ والأخ نصر حجاج على تعليقه فى مقالى حكمة الفوضى والتفويض، حيث ذكر فى بداية تعليقه" يا سيدى أنت فى أنتظار جودو، لكنى أجيبه وأقول أننى لست فى أنتظار " جودو" كما تقول أستاذ نصر حجاج فى تعليقك، لأن جودو صامويل بيكيت هو نفسه المهدى المنتظر أو المسيح أو المخلص المنتظر، وهى كلها مسميات لأساطير وأوهام يتعلق بأهدابها معتنقى الأديان والآلهة الغيبية، وأنا لست واحداً منهم لأن لغة الأنتظار الأبدى لهذا المخلص هى لغة من يجلس لا يفكر فى حلول أو أفكار يمكن بها إيجاد عمل أو وسيلة لكسر الجمود وحالة الفوضى والإرهاب مهما كان مصدرهم، فالتفويض ليس تفويض خاص لشخص الفريق السيسى بل هو تفويض لقادة الدولة وكل مسئول فى مكانه أن يقوم بتفعيل قوانين الدولة وإرادة شعبها فى أستعادة هيبة الدولة وكرامتها التى فقدتها منذ حكم مبارك السابق وحكم مرسى وإخوانه السابق، هو تفويض لكل مؤسسات الدولة كما ذكرت فى مقالتى السابقة نابع من دعوة وزير الدفاع المصرى الذى يقود قواتنا المسلحة الواقعة تحت ضغوط عالمية كبيرة تردد إتهامات الإخوان الإسلاميين بأن الجيش قام بإنقلاب عسكرى عزل فيه مرسى.

الدولة المصرية بأكملها ومؤسساتها الأمنية المدنية والحربية واقعة تحت تكريس الفوضى بالأقوال والأفعال بدعوات التهديدات التى يقوم دعاة وفقهاء الإخوان الإسلاميين والجماعات الإسلامية الأخرى بإطلاقها عبر منصة رابعة العدوية والفضائيات الإسلامية الموالية، حيث أعلنوا أستعدادهم لحرق مصر والدماء ستغرقها وأنهم لن يتركوا السلطة إلا على جثثهم وغيرها من تهديد ووعيد للقوات المسلحة والقوات الأمنية المدنية وفتاوى الإرهاب للشعب نفسه، فهل فى إمكان رئيس مصر الأنتقالى المؤقت ومعه وزير الدفاع أن يغامروا بالدخول فى صراعات مع جماعات يعرفها الجميع وأستعدادها لقتل أنفسهم ليقتلوا معهم أكبر عدد من المواطنين الأبرياء فى سبيل فتاوى التكفير والقتل التى ينفذونها دون وعى أو تفكير أو تدبر فى خطورة ما يرتكبونه من جرائم ضد الإنسانية جرائم تكرس لإلغاء إنسانيتهم وتفعيل عقولهم الآلية، حيث أعتبروا أن بقية المصريين كفار لأنهم يعارضون سلطتهم الإسلامية وأنهم الفرقة الناجية الوحيدة على أرض مصر، وكأن المصرى بذلك يعارض الإله ويكفر بحكمه لذلك يستحق سفك دمه لأنه أصبح كافراً وعدواً لله ولإخوان مرسى الإسلاميين.

إن شباب مصر خاصةً عندما تمرد ونجح فى ثورته 30 يونيو أثبت إن هذه هى إرادة الشباب والشعب كله، وليس كما تقول وتسأل: لماذا تكريس الفوضى بالتفويض؟، إن التفويض هو إرادة جماعية تريد تقديم الأفراد والسياسيين والحزبيين ورجال الأعمال إلى القضاء والقبض ومحاسبة كل من قام بتكريس الفوضى الأمنية فى المجتمع المصرى، تلك الفوضى التى كرسها نظام إخوان مرسى الإسلامى والتى تركوها دون حل بل وألقوا القبض على الشباب النشطاء السياسيين ووضعوهم فى السجون حتى لا يتكلموا عن فضائح تنظيم الإخوان وما يرتكبونه فى حق شباب مصر، هؤلاء الشباب الذين لم يهدئوا لحظة بل كانوا يخرجون بسلمية يواجهون بطش قوات وميلشيات الإخوان مطالبين بإيقاف تلك الفوضى والإنفلات الأمنى المسئول الوحيد عنه مرسى الدمية المتحركة وإخوانه الحكام الحقيقيين فى تنظيم الإرشاد، ثوارنا الشباب وبقية الشعب من خلفهم يثقون فى النوايا الحسنة للفريق السيسى لأن أعماله حتى الآن فى صالح الشعب، وكما يقولون فالمتهم برئ حتى تثبت إدانته، فالبعض لا يثق فيه ويعتبره أمتداد للثورة المضادة، لكننى حتى الآن لا أستطيع إتهامه بأى شئ بل كل الشواهد والأعمال تؤكد على أنه يعمل بضمير وطنى من أجل مصر وشعبها، وعلينا أن لا نسبق الأحداث ونطلق الأحكام دون وجود أدلة دامغة تدين السيسى أو غيره.

إن الهجوم الوحشى الذى يقوم به الإخوان بأستماتة حيث سمعنا الدكتور محمد البلتاجى القيادى الإخوانى فى حزب الحرية والعدالة يطالب المجتمع الدولى بالتدخل لحماية المتظاهرين السلميين فى رابعة العدوية، وهو كلام كله نفاق وكذب يقوله فقط على قناة الجزيرة الأمريكية الصهيونية المبادئ والأنتماء، وهو أول من يعلم بأنهم يمارسون العنف والإرهاب وإلقاء الصبية من أسطح المنازل وممارسات التعذيب المستمرة لمن يفكر من الرجوع إلى منزله ويتمر مجبراً على البقاء فى أعتصام رابعة العدولة، إن البلتاجى يتكلم بلغة العنف التى يعرفونها ليثير به الرأى العام العالمى ضد الملايين من شعب مصر المؤيدة لتطبيق القانون على الخارجين عليه من بلطجية ومرتزقة ينفق عليهم تنظيم الإخوان من الثمانية مليارات التى أخذها خيرت الشاطر نائب تنظيم الإرشاد من أمريكا لبيع أرض سيناء لهم، وهذا التآمر الإخوانى الإسلامى الأمريكى مدون فى وثيقة إخوانية حصل الجيش المصرى عليها، تفضح تجار الدين الإسلامى وشعاراتهم الخادعة لملايين المصريين المسلمين.

إن أستمرار دعاة العنف والكراهية والتلويح بسفك دماء أخوتهم المصرين بدعواتهم الصادرة من منصة رابعة العدوية والقنوات الفضائية العنصرية التى فتحت لهم أحضانها المنسة بفتاوى القتل والإرهاب للنفوس البريئة من المواطنين وأبناء الشرطة المصرية، هو أكبر دليل على أن هؤلاء خانوا وطنهم المصرى وتاجروا وباعوا وتكسبوا من رابطة الأخوة المصرية، وتنازلوا عنها مقابل الصعود إلى كراسى الحكم فى مصر بعد أن أقنعوا الأمريكيين بأنهم إسلاميين معتدلين سيكونون رجالهم الذين سيثقون فيهم وسيكون ذلك برؤية أعمالهم المضادة لإرادة الشعب المصرى والمؤيدة لدولة إسرائيل وأمريكا، عملاً بحكمة فوضوية تقول: "لتذهب مصر والمصريين للجحيم"، أو بعبارتهم العنصرية المشهورة" طز فى مصر وشعب مصر".!!!

من أجل كل هذا يا أستاذ نصر حجاج يحتاج التفويض الشعبى فى غياب دستور مصرى وطنى يحق المواطنة والديموقراطية لكل مواطن، وشكراً لك على تعليقك الذى يخدم قضيتنا الوحيدة وهى كما ذكرت فى نهاية تعليقك: صناعة دولة مدنية ديموقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة