الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللحظة الراهنه ودكتاتورية السيسى

جمال عبد الفتاح

2013 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية




لقد تصاعد مخزون الغضب الشعبى الواسع لدى الجماهير المصرية نتيجة لتردى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية اكثر مما سبق , ونتيجة لحكم الاخوان القمعى باسم الدين مما جعل نصل الموجة الثورية الراهنة موجة منذ البداية ضد التار الدينى الرجعى الفاشى الطابع وحلفائة من السلفيين والجماعات الارهابية . بهدف الاطاحة بهم من السلطة واجهزة الدولة والحياة السياسية , والتخلص من احد اهم دعائم الاستراتيجية الاستعمارية فى المنطقة , واضعاف باقى قوى الثورة المضادة المحلية من عسكر ورجال دولة مبارك. ولكن تعقيدات الوقائع على الارض , وضعف تنظيم قوى الثورة ووعيها , برغم قوة وعفوية هذة الموجة , مكن العسكر من التحكم فى المسارات حتى الان ضمن حدود واهداف صراعهم على الحكم مع الاخوان , دون استبعاد امكانات المصالحة ثانية معهم , شرط قبول الاخوان الاوضاع الجديدة والعودة لقواعد اللعبة كما كانت عليها قبل 25 يناير, مع الاخذ فى حساباتهم امكانيات المناورة مع الامريكان باستخدام الجماهير المنتفضة فى مواجهة استراتيجيتهم الجديدة المبنية على توظيف صعود التيار اليمينى الدينى بعد الثورات العربية لاستمرار السيطرة الاستعمارية على البلدان العربية بديلا عن الانظمة العربية الاستبدادية الهرمة فى المنطقة مما زاد من تعقيد واستطالة هذا الصراع .
ومع ما ابداة تنظيم الاخوان من التماسك والاستمرار فى الصراع حتى الان , وانتقالة لممارسة الارهاب على حياة وممتلكات السكان , وبعض رموز الدولة خاصة فى سيناء وغيرها من المدن لتخويف الشعب , وفصم العلاقة بين العسكر ومحيطة الشعبى المؤقت الناجم عن الخلط بين الثورة وصراعها مع اعدائها من اخوان وعسكر ورجال دولة مبارك , وصراع الاعداء فيما بينهم على السلطة والثروة . ولقد ترك الجيش والشرطة فى هذة الظروف الصعبة الشعب ـ باستثناء المواجهات المباشرة فى سيناء ـ يواجههم بصدور عارية وبعض التسليح البدائى , وكانت النتائج العملية هزيمة المجموعات الارهابية فى اغلب المعارك ولكن بخسائر كبيرة فى الارواح والجرحى دون مساعدة تذكر من الجيش والشرطة باستثناء موقعة الحرس الجمهورى بملابثاتها المعروفة.
واذاكانت قضية الثورة الرئيسة الان هى حسم معركة الاطاحة بالاخوان بشكل نهائى ,وقد انجز منها الشوط الاكبر , الا ان العسكر الممسكين بزمام الامور منذ 30 /6 ناجحون حتى الان فى استخدام الجماهيركوقود لهذة المعركة وتحديد الوقت ومهمة الاحتشاد فى الميادين , بل وتفويض قائد العسكر لنفسة للمهام التى يريد , باسم الجماهير بعد ان نصب من نفسة قائدا للثورة إإ وتحديد اهدافها وفقا لمصالحة ؟ ؟
ومن المثير للعجب ان يتقدم السيسى اليوم للشعب بطلب الاحتشاد فى الميادين لتفويضة لمحاربة ارهاب الاخوان وحلفائهم الممتد لاسابيع , فهل هو يحتاج فعلا لاذن من الشعب قبل مواجهة الارهاب ؟ ان هذا يفضح حقيقة مرامية قبل اى شئ اخر . . فهو بيدة كل اجهزة العنف فى الدولة من جيش وشرطة ومخابرات . اقال بها مبارك , اعتقل بها رئيس الجمهورية , مرسى , واستعملها فى معركة الحرس الجمهورى وفى سيناء وغيرها الكثير ضد قوى الثورة من قبل , ولدية الكثير والكثير من القوانين القمعية , وتحت امرة قضاء لا يرد لة طلب طوال الوقت , فما معنى مثل هذا التفويض المطوب لة احتشاد الملايين فى الميادين ؟ من الواضح ان السيسى منذ تعيين نفسة نائبا اول لرئيس الوزراء ـ كما اشرت فى مقالة سابقة ـ هو رئيس الوزراء الفعلى والرجل الاول فى الحكم , والطريقة التى اعلن بها عن التفويض اليوم تؤكد ذلك , وانة يرسم هذا الدور بعناية حتى تنطلى على الشعب والثورة خدعة انة والجيش لا يسعى الى الحكم ثانية , كى ينجح فى صرف الموجة الثورية الراهنة بهدوء , بعد انهاء صراعة مع جماعة الاخوان على الحكم . وان يتقدم بهذة الخطوة على طريق صناعة بطل قومى , حرر الشعب من اخطبوط الاخوان والتيار الدينى , وحال انتصارة يسهل تقديم ديكتاتور جديد للشعب والثورة . فهل يدخل ذلك على وعى قوى الثورة الحقيقية ؟ بالطبع لا , ولكنة يدخل فقط فى وعى البسطاءالمخدوعين بالاعلام المضلل , وقوى الثورة المضادة من عسكر وقوى التيار الدينى الرجعى ورجال دولة مبارك , وخدم العسكر فى اللحظة الراهنة من اللبراليين والقوميين واليساريين المدافعين والمنخرطين فى مسارهم الشرعى المزعوم باعلانة الدستورى وتعديلاتهم الدستورية وانتخاباتهم المختلفة .
ان استمرار الثورة وتقدم وعيها الثورى وبنائها لتظيمها الجماهيرى ضرورة لفضح مثل هذة المنعرجات الخطرة باوسع شكل , ولوضع استراتيجية ثورية وضمانة للتاثيرالفعال فى العملية الثورية حتى تحقيق الانتصار النهائى على قوى الثورة المضادة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس