الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف قائدا ام مطلبيا آنيا بغياب الاهداف الكبرى

هيثم محسن الجاسم

2013 / 7 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مثلما يسرني مشاركة المثقفين في التظاهرات الخدمية او المطلبية يؤلمني في نفس الوقت انشغال المثقف عن رسالته الاستراتيجية في التغير.
وزيادة بالا سف عندما رأيت تدافعهم لأخذ الصور التذكارية بغية نشرها على صفحات الفيس بوك بل اقرا عن مثقفين هرعوا من بغداد للمشاركة او الاصح لاخذ الصور التذكارية .
ولما تاملت مطالب المتظاهرين وعلمت ان احداها تتعلق بإلغاء تقاعد البرلمانيين وردا على ذلك اقر البرلمان ميزانية بالمليارات كسوة صيفية وشتوية وكلينكس وجوارب وعيدان تنظيف للأذان واعواد نبش الاسنان بعد افتراس اللحوم الحمراء في المنطقة الخضراء الوحيدة في العراق بعد هزال الزراعة وفشلها .
ومن الاهداف اقالة مدير الشرطة وطبعا تم نقله الى منصب اخر وليس اقالة وهذا وارد في تنقلات العسكر.وليس قصاص او عقوبة .
اما الكهرباء فقضيتها واضحة تستقر بعد المشمش وكل ماجناه المتظاهرون تراوح ساعات القطع بين ساعتين وساعتين وربع.واذا افلح مسؤول بربع ساعة زيادة اشبعنا بصاق تصريحاته للفضائيات .
وهذه الاهداف لاتعني شيئا امام الحقوق الكبرى المهضومة للشعب العراقي . ولكن استأنس مثقفينا وانطلت عليهم اللعبة الاعلامية بل لاقت سرورا ورضا المسؤولين . ووجدت بعض القوى السياسية المحلية فرصة للتسويق الاعلامي عن طريق زج عناصر اعلامية لها في صفوف المتظاهرين مما اجبر مشاركين من حلقات اخرى على منع او طرد هؤلاء للحفاظ على اهداف التظاهر واستقلاليتها .
و ماحدا بي للكتابة هو اقبال المثقفيين على المشاركة والتقاط الصور ونشرها على صفحات الفيس بوك بانتشاء تام وكأنهم حققوا للشعب مايصبوا له من اهداف سامية تقع على مسؤولية المثقف وليس الانسان العراقي البسيط الذي يطلب حاجاته الحياتية فقط ولاينظر الى الافق البعيد بصبر وجلد لتحقيق اهداف سامية طويلة الاجل .

واتساءل بتمني على المثقفين ان يدركوا ان تركهم تخوتهم في المقاهي او بروكهم عليها لايختلف وهرولتهم لالتقاط الصور التذكارية بل اشكرهم على اجابتهم الموحية على سؤال يهرش قلبي و كل غيور! بان افراطكم باتخاذ المقاهي مجالسا ليس كما كان روضة للأدب والفكر كما في مقهى عزران بل لتزجية الوقت واستعراض المارات وانا اخجل من سرد تفاصيل مايجود به المقهى من غيبة ونميمة وعلس .
وجعلتم حزني اكبر من حزني لما تركتم اهدافكم السامية التي عشقتموها في شبابكم وسعيتم للتسلية اسوة بالمواطن البسيط الذي كان يتأمل فيكم القيادة الفكرية والعقائدية وليس مزاحمته على الارصفة والطرقات في تجمعات رمضانية لتحقيق هدف لا يتحقق بالثرثرة الليلية بل بالعمل المؤسساتي الفاعل اذا لم يكن الثوري .
وهذا الراي المؤلم المتكون من متابعتي لتطورات التظاهر الليلي يوميا . لااهنىء نفسي عليه بل يحز في نفسي ان ارى اشخاصا تحولوا الى ارقام بالتظاهر كنت اتامل فيهم الريادة والقيادة للشارع المضطرب من خلال مشروع التغيير والصحوة من الغفلة التي وضعهم فيها الاسلام السياسي .
واتمنى عليهم ان يدركوا ان القائد ليس فرضا عليهم التواجد بالشارع للتصوير والذكرى بل العمل المثابر على صنع الافكار والمبادىء التي تشد من عضد الشارع لادامة زخم التظاهر البناء وليس تزجية الوقت واشباع النزوات التي تتبخر بعد حين مثل متعة طفل باللعب . واعتقد ان خطوة الالف ميل تبدا بخطوة صحيحة وواضحة . وليس الانخراط بشخوصكم الكبيرة التي ننتظر منها الكثير في شعارات مطلبية عابرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتداء واعتقالات لطلاب متظاهرين في جامعة نيو مكسيكو


.. مواجهات بين الشرطة الأميركية وطلاب متظاهرين تضامناً مع غزة ب




.. Colonialist Myths - To Your Left: Palestine | أوهام الاستعما


.. تفريق متظاهرين في تل أبيب بالمياه واعتقال عدد منهم




.. حشد من المتظاهرين يسيرون في شوارع مدينة نيو هيفن بولاية كوني