الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيدر وعشق العراق

رشيد كرمه

2005 / 5 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كلنا يٍسأل عن مكان ولادته ومتى وُلد ؟ وماذا كان يعمل لحظة وُلد ؟ وكيف كان ألأهل؟ وهل كانوا حاضرون حينها ؟ هل صرخَ بعد أن رأى النور مبتهجاً أم جائعا ًأم شاكياً ؟ وماذا فعل الأهل لحظتها ؟ هل كانوا فرحيين حقا ً ؟وهل أقاموا الولائم والأفراح ؟ وهل وزعوا الحلوى ؟ وهل بعثوا الى الصحف تهنئة بعيد المولد؟ وما هي لعبته المفضلة في سسنينه الأولى ؟ أسئلة كثيرة تراودنا , نسأل أهلينا عنها مذ تمكنا من النطق وتظل الأسئلة لصيقة الذاكرة حتى الكبر , وعندها يسألنا صغارنا عند دورة الحياة وكأنما يعود بنا التأريخ من نقطة الصفر حيث نفس الأسئلة مقارنين بين ألأزمنة وهكذا دواليك وهذه هي سنة الحياة .
ولكون الأجوبة ستختلف من شخص الى آخر ألا أنها تتشابه في أحايين كثيرة تشابه النمط الإجتماعي والإقتصادي ( والمعيشي ) الأ أن هناك الغريب من الإجابات ولعل _ حيدر _ هذا الشاب الواقف أمامي إنموذجا ً وشاهدا ً دامغا على ( سفالة ) النظام العفلقي في العراق . فلقد عاشت عائلته في العراق منذ أقدم السنين ولا أحد يعرف على وجه الدقة متى نزحت هذه الآقوام الى أرض الرافدين شأنها شأن بقية القوميات وهل ان _ الكرد الفيلية _جزاً من الأقوام الميدية ؟ أم الفارسية ؟ وكيف تم بناء لغتها ؟ وأين ؟ ولكن لماذا الأسترسال ؟ فمن أكون أنا ؟ أنا العربي القح والحامل لشهادة الجنسية العراقية ( العثمانية ) وقد تعرض العراق على مدى تأريخه لغزوات وحروب وهجرات وكوارث طبيعية تداخلت فيه االجبال والوديان والسهول وإختلطت فيها القوميات بالمزاوجة والإنصهار حتى كادت الأرض واحدة وشاع فيها كل شئ .طبقا ً للتفسير المادي للتأريخ , لذا عندما ولد ( حيدر ) في بغداد ولا يعرف أهله لغة غير لغة أهلها ولا وطنا غير العراق , ولا أهلا ً غير أهله المتفانين في العمل من أجل العراق وحب العراق فلقد منحته القوانين الطبيعية والوضعية جنسية العراق . ولا شئ يبدو خلاف ذلك فأبوه معلم في أحد مدارس العراق وله علاقات طيبة مع الجميع . إذن لماذا وجد نفسه وعائلته في أجواء غير عراقية ؟ وأين ذهب الآخرون أعمامه , وأقربائه ؟ وماذا فعلوا حتى يُعاقبوا مثل هذه العقوبة ؟ ولم هم في إيران تحديدا ً؟ وكثرت الأسئلة ولم تُقتع الأجوبة !!!!!!!!
لذا عندما سأل أمه باصرار عن عيد ميلاده أنقلبت ألإجابة الى نشيج وبكاء فلقد آن اوآن الصريح من الكلام المباح بعد أن تبين أن الأعمام والأخوال أُودعوا ألأرض العراقية متعانقين مع أخوتهم من كل القوميات في مقابر جماعية ستكون شاهدا على همجية النظام البعثي الذي لم يشأ أو يسمح بولادة حيدر ألا في أحد السجون المعدة لكل ما هو طيب ونظيف . ولقد _ حَنَ_ الصخر على ولادة حيدر ولم يرف للنظام _ شعرة _كما يقول المثل الشعبي ولقد سألت أم حيدر عن شعورها بعد هذه السنين العجاف , فأجابتني بأن السجن الذي إحتواهم كان مكانا ً غير لائقاً للبشر والحيوان على حد سواءإضافة كونه مكانا ً لحجز ( بنات الهوى ) ممن يلقى القبض عليهن لسبب من الأسباب ومع هذا فقد تطوعن للمساعدة وذرفن الدموع للموقف الا إنساني ومن هنا جاء إستغرابي لما قاله قبل أيام قليلة في مؤتمر صحفي -ـــــــــ مام جلال -ـــــــــ رئيس الجمهورية العراقية بأن جناحا ً آخر من حزب البعث ويقصد ( البعث السوري )يعتبره تقدميا ً وإنسانيا ً وكأنما هناك عفلقان أحدهما شر والآخر خير !!
ان كل الأحزاب ( الأفكار ) القومية تنتهي حيث انتهى البعث في العراق ووصل الى الفاشية فلا غرابة ان تتحول الجماعات والتنظيمات القومية من الأيدلوجيات التي تتبناها الى عسكرتاريا تشيع القتل والقمع للجميع سواء كانت اشتراكية كما يدعي البعثيون وكما إدعى تيتو في يوغسلافيا أو شاوشيسكو في رومانيا, أو دينية كما يدعي منظروها في إيران , أو كما يروج لها متخلفوا القرن الواحد والعشرون من السلفيين وخذ مثالا ً الأرهاب الذي يلف المنطقة العربية التي بنيت أنظمتها على أساس قومي ديني . وما عصابات وأحزاب الجماعات ألإسلامية التكفيرية بكل مذاهبها إلا نتاجاً طبيعيا ً...... ومع أن حيدر عرف انه ولد في أحد السجون ألأ انه مشدود برغبة عارمة للتعرف على العراق هذا الوطن الأم ولديه الأمل في أن يبنى المكان الذي ولد فيه مشفى ً أو روضة أو مدرسة للأ طفال تصدح فيه حناجرهم النقية بكلمات وأناشيد تمجد حب الإنسان وحب الحياة وإحترام ألآخر حيث ستتحد كل الطاقات من أجل كتابة نشيد :موطني..موطني .. بعيداً عن الإستعلاء والمبالغة والتلاعب با لألفاظ والغطرسة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة