الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبيا كمدخل لأمزغة المغرب العربي الكبير

فاضل عزيز

2013 / 7 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


قفز المشروع الأمازيغي المتطرف بشكل مفاجئ إلى سطح الأحداث في ليبيا بعد تفجر أحداث انتفاضة 17 فبراير 2011 بمدة اي بعد أن تأكد لمنظري هذا المشروع والقائمين عليه أن قرار اجتثاث نظام القذافي -الذي كان يجمد هذا المشروع عمليا ويؤججه نظريا في نفوس أهله- أصبح قرارا دوليا لا رجعة عنه بصدور قرار مجلس الامن رقم 1973 في مارس من نفس العام.. قبل هذا التاريخ كان المشروع الأمازيغي في ليبيا اسير الأحلام لا يجرؤ إلا نفر محدود منهم ممن خبروا التعامل مع النظام ومع مؤسسات المجتمع المدني العالمية على إثارته وفي مناسبات محدودة وبصوت محتشم ومنافق للنظام ومراع لشراسته في التعامل مع المشاريع التي يعتقد أنها يمكن ان تضر بسلطته وهيبته..
هذا القفز المفاجئ للمشروع الأمازيغي وتصدره للمشهد الاعلامي وبقوة لافتة خلال فعاليات الانتفاضة والتجرؤ على ابراز شعاراته ورايته وأدبياته بشكل مكثف عبر كل وسائل الاعلام والنشاط الملحوظ في إثارة هذه القضية وقتها رغم انشغال الليبيين بمواجهة النظام وكتائبه، كل هذا لم يكن مصادفة ولا عفويا، بل هو في واقع الأمر جاء نتيجة دراسة معمقة للأحداث قام بها رعاة هذا المشروع واضعين في اعتبارهم ما يمكن أن تؤول اليه الأمور بعد نجاح الانتفاضة، وما يمكن أن يحققه بعث هذا المشروع في ساحة مثل ليبيا التي لا تزيد نسبة الأمازيغ فيها عن 5% على بقية الساحات التي يستهدفها المشروع الانعزالي الأمازيغي الذي وضعت تفاصيله في باريس وعبر ما يعرف بالكونغرس الأمازيغي العالمي ..
يدرك منظرو المشروع الأمازيغي الانفصالي عن بقية مكونات بلدان المغرب العربي بعد تجاربهم المتقدمة في الجزائر والمغرب استحالة اختراقهم للغلاف المرن للحكومتين والدولتين الجزائرية والمغربية اللتين استطاعتا استعاب هجمات هذا التيار ومحاولاته ترسيم الأمازيغية كلغة رسمية في دستور البلدين، وهي الخطوة الاساسية والضرورية لانطلاق مشروعهم الانفصالي الهادف لإقامة دولة عرقية للأمازيغ على نمط المانيا النازية، وأمام هذا الفشل كان لا بد لهذا التيار من إيجاد ثغرة في هذا الحائط يضعف الموقف الرسمي الجزائري والمغربي من اعتماد المدماك الأمازيغي ممثلا في اللغة الامازيغية كلغة رسمية .. وبدت لهم ليبيا بعد تراخي قبضة القذافي عنها إذا ما اعتمدت فيها الأمازيغية كلغة رسمية، كأقوى مطرقة يمكن ان تزعزع الموقفين الجزائري والمغربي وتفتح الطريق لترسيم هذه اللغة كلغة رسمية ومن ثم الانطلاق في المرحلة الأهم وهي مرحلة إعلان دولة الأمازيغ المعلن عنها في وثائق الكونغرس العالمي الأمازيغي..
ليبيا بعد انهيار نظامها السابق وفشل مجلسها الانتقالي والوطني الحالي في تعبئة الفراغ السياسي الذي تركه رحيل النظام السابق، تعد الساحة المناسبة والبيئة الأفضل لانتاج المادة القادرة على اختراق الممانعة الرسمية الجزائرية والمغربية للمشروع الأمازيغي، وذلك لتفكك ولاء الليبيين الوطني وتشرذمهم وتقوقعهم حول قبائلهم وجهاتهم وتخليهم عن ولاءاتهم الوطنية والقومية العربية، وهذا ما سيوفر للأقلية الأمازيغية البيئة المناسبة لفرض لغتها كلغة رسمية دستوريا وهو ما يناضل المتطرفون الأمازيغ هذه الأيام لتمريره بكل الوسائل بما فيها اسلوب العنف والترهيب مستغلين تفرق الأغلبية العربية وانشغالها في صراعات حول أوهام السيطرة واحتكار السلطة. فإذا ما نجحت الأقلية الأمازيغية في ليبيا بنسبتها البسيطة في ترسم لغتها كلغة رسمية دستوريا ستوضع الدولتان الجزائرية والمغربية في ورطة وحرج لا يعالجه إلا الرضوخ لمطالب طيفهم الأمازيغي الذي يشكل نسبة عالية من السكان تتراوح بين 22% في الجزائر 34% في المغرب بترسيم لغتهم كلغة رسمية في البلاد رغم مجافاة هذا الطلب للعقل والمنطق إن لجهة نسبة السكان أو لجهة عدم احتواء هذه اللغة للمعطيات الضرورية لتكون لغة تعامل ومعرفة وهو ما سيفرضه الدستور.
تشكل النسبة المتدنية للأمازيغ في ليبيا إذا ما نجحوا في تمرير مشروع دسترة لغتهم عامل قوة غير متوقعة لأمازيغ الجزائر والمغرب، يرغمون به حكومتيهما على الرضوخ لمطالبهم اسوة بنظرائهم في ليبيا الذين لا تزيد نسبتهم عن 5% من عدد السكان وحصلوا على حق دسترة هذه اللغة، وهو ما سيضع الدولتان أمام خيارين أحلاهما مر؛ إما الرضوخ والموافقة على الدسترة وهو ما سيفتح الباب مشرعا أمام المشروع الأمازيغي الكبير الذي سيقضي على هذه الدول مجتمعة ويدخل المنطقة في نفق مظلم قد يعيدها تحت الاستعمار المباشر مرة أخرى لوجودها على الضفة المقابلة لأوروبا؛ وإما الدخول في مواجهة صاخبة ومكلفة مع هذه الطيف من السكان وتحمل ما سيسفر عنه من ضغوط غربية وابتزاز للحكومتين بحكم ان دول الغرب هي الممول والراعي الرسمي لمشروع أمزغة الشمال الأفريقي واستخدامه ككابح يمنع هذه المنطقة من الانطلاق وتحقيق التقدم والتنمية والاستقرار والذي يعني قيام قوة منافسة لأوروبا على الضفة الجنوبية للمتوسط تحرمها من سوق استهلاكي كبير ومخزن هائل للمواد الخام يمتد في العمق الافريقي.
ولهذا السبب أي لاختراق الساحتين الجزائرية والمغربية وفرض الأمازيغية فيهما كلغة رسمية ، نرصد وباندهاش الاصرار والاندفاع غير المسبوق للتيار الأمازيغي المتطرف في ليبيا لفرض الأمازيغية كلغة رسمية رغم معرفتهم المسبقة بتدني نسبتهم في تعداد السكان لكنهم مدفوعون بقوة وضغط الكونغرس الأمازيغي العالمي الذي ينفخ في وجدانهم بأوهام التضحية والفداء من أجل قضية خاسرة بكل المعايير لكنها تحقق لواضعي المشروع ورعاته ومموليه من دوائر الاستخبارات الغربية مكاسب بدون اي خسائر تذكر سوى استضافة عدد من قادة هذا التيار وتنظيم ملتقيات لهم وفتح قاعات في جامعات معينة لتدريس ثقافتهم وتضخيمها وتسخير وسائل إعلام محددة للدعاية لهذا المشروع لا تتجاوز تكلفتها تكلفة خسائر شركة واحدة من شركات النفط والغاز التي تستنزف طاقات المنطقة فيما لو قامت حكومات وطنية حقيقية في هذه الدول ووضعت حدا لهذا الاستنزاف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فاقد الشيء لا يعطيع
ميس اومازيغ ( 2013 / 7 / 28 - 20:31 )
قبل ان تحشر انفك بالكتابة في موضوع تجهل عنه كل شيء عليك ان تبحث في تاريخ بلدك ليس الذي درسه لك واضعي البرامج التعليمية العنصرية باسم المردوم الغير ماسوف عليه والذي سبق وادعى انقراض الأمازيغ.
يا بني ان فاقد الشيء لا يعطيه واعلم ان الأمازيغية ورائها اهلها لا يهتمون بما يتعرضون له من تخوين لأنهم يدركون مدى وطنيتهم وليسوا في حاجة لدروس ممن حاول ويحاول ابادتهم.
ثمازيغث قادمة لتفرض وجودها على ارضها من جزر الكناريا الى صحراء سيوا وان وقف من يزعم انه عربيا بهذه الأقطار ضد رغبة ابناء الأرض فا ن هؤلاء لن يكونوا مسؤولين عن الفتنة
اذن على حكماء هذه الأقطار ان ينصتوا الى صوت العقل قبل فوات الأوان
ان مضمن مقالك يا بني يعطى الصورة الواظحة للنظام الليبي المقبل والذي سيكون اشد ديكتاتورية من نظام المردوم: اين الديموقراطية وحقوق الأنسان فيما اوردت؟
ام ليبيا العربية ولترمى الديموقراطية وحقوق الأنسان الى الجحيم؟ ان الأمازيغ لا تخفى عليهم حمولة منظموة الفكر العربي.


2 - لا اظن انك تستحق الرد
Jugurtha bedjaoui ( 2013 / 7 / 29 - 00:00 )
لا اظن انك تستحق الرد وانت على هاده الوقاحة ولكن دمي امازيغي لا يستطيع السكوت والرد على الغازي العروبي الدي لايستحي ويكدب على نفسه بان هاده الاوطان الامازيغية هي وطنه العروبي وكان يظن ان بطش سيده المقبور المندوب سيبقى ابد الدهر ونسى بان اهل الزنتان والجبل لحمر والزاوية والتوارق وتاجورة وو الدين قبروا المقبور بانهم سيسكتون ابد الدهر اما عن اسيادك في الجزاءر فهم جميعا امازيغ من عاصمة الموحدين غربا الى الصنهاجيين شرقا والتوارق ومزاب جنوبا كلهم امازيغ اما عن الغرب الدي تتكلم عنه فهم من عربونا في مؤتمر يالطا سنة 1919 حتى نبقى في زمرة التخلف والجهل المجني علينا من غزوكم المشؤم لقد جاء يومكم وستعودون الى صحراءكم مدلولين خاءبين ولو بعد حين


3 - انفعال لا تفاعل
فاضل عزيز ( 2013 / 7 / 29 - 13:14 )
السيدان.. ميس وا جاغورتا.. السب والشتم والخروج بالنقاش عن مساره لايحقق لقضيتكم اي مكسب، كان بامكانكما نقد الفكرة وطرح رؤية اخرى تدحضها ليكون لتدخلكما معنى.. ولكن كما يبدوا ان كشف الحقيقة قد صدم مشاعركما ولم تجدا إلا السباب والشتائ
م والتخندق حول نظريتكم التي تهتز امام واقع الحال الذي يدحضها ويضعها في مكانها الصحيح كمشروع للفتنة والفرقة سيدفع اهلكم ثمنا بهضا له.. نتمنى ان يرتقي الحوار وان تدفعوا بالحجج وتبتعدوا عن العواطف والانفعال الذي لا يؤسس للحقائق بقدر ما ينفس عن العقد..


4 - الى تطوير الذات
فاضل عزيز ( 2013 / 8 / 19 - 12:15 )
تطوير الذات
الواقع انك مصدوم بالحقيقة وتحاول تضليل القراء.. الامازيغية مدسترة في المغرب كلغة وطنية
وليس كلغة رسمية وهناك فرق كبير بين المصطلحين.. ومشروع الانفصال وإقامة دولة تمازغا على الرقعة من واحة سيوه غرب مصر الى جزر الكناري هو شعار الكونغرس المعلن ومن العبط ان تحاول إخفاءه والإحاء بأن المشروع ثقافي صرف.. انا لا انكر حق الامازيغ في بعث ثقافتهم ولغتهم كجزء اصيل من ثقافة المجتمعات في المغرب العربي بل ادعو وبقوة للمساعدة في تحقيق هذا الهدف الذي يثري المشهد الحضاري والثقافي للمنطقة ويعطي هذا الطيف من مجتمعنا فرصة لإظهار ثقافته التي نعتز بها.. بقية الهرف والهذيان الوارد في رسالتك أربأ بنفسي عن الخوض فيه . وستجد على الهواء الافتراضي العديد ممن يتبنون نفس لغتك الهابطة


5 - الى ميس
فاضل عزيز ( 2013 / 8 / 20 - 23:53 )
انا لا ادعي فتحا مبينا ولا مستترا، واترك للقراء تقييم ما اسطره، ولا احتاج لتقييمك ولا يعني عندي شيئ، فقط لأنك مفارق للعقل وتعليقك لا يزيد عن كونه انفعال ناتج عن صدمة الحجة.. اما ما تذكره عن مقال مرفوع وتعقيب مختفي، نؤكد لك ان لا علاقة لي بهما على الإطلاق ولا نؤمن بالحجب او الرفع طالما كان النص ملتزما بأدب الحوار، ولكن تعقيبك الأخير الذي خرج عن أدب الحوار المتمدن فقد ارسلت شكوى بحجبه وانا مسؤول عن ذلك لأنك يا سيد ميس خرجت عن ادب الحوار وكشفت عن مشاعر عنصرية لا تليق بمؤمن بالحوار كاسلوب لبناء القناعات.. وللحديث بقية إن كنت ستحترم ادب الحوار وتؤمن به كؤسلوب للاقناع..


6 - الأخ فاضل عزيز افتح خانة التعليقات
عبد الله اغونان ( 2013 / 12 / 14 - 19:57 )
أقدر ماتكتبه وأشاركك الاحساس بما تطرحه
لكن لايكفي كتابة مقال ومنع التعليقات
لايضايقك أبدا أصوات متطرفة فهي لاتتقبل الحوار ولكن يجب تقدير من هم في حاجة الى توجيه وتحذير من العنصريين المتعصبين يجب مواجهتهم فكريا ودحض أفكارهم
وهذا ما أناضل من أجله كأمازيغي يسعى الى وفاق ومواطنة في ظل الثوابت راجع الحوار والمواجهة مع الكاتب ميس أو مازيغ في هذا الموقع
راجع مقالاته وتعليقاتي عليها حيث افحمهم ولايجدون الا الهجاء والتطاول
أرجو أن تتفهم ضرورة الحوار وتقبل التعليقات مهما كانت اذ الرد والحجة هو
الغالب فقد يبدوالأمر وكأنه خوف من مواجهتهم
شكرا والى اللقاء


7 - تعقيب الى ع. ئيغنان
ميس اومازيغ ( 2013 / 12 / 15 - 10:05 )
يا ع.ئيغنان هل تذكر صاحبك باحتجاجي موضوع المقال المنشور تحت الرابط التالي؟http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=389828
ان الجبان لا يرشق بالحجارة وان وضعت له في الكف.وليس حيا جثة اوقفت باعمدة.
نحن ابناء ثامزغا حفدة ثيهيا واكسل مزودون بقوة الحجة دفاعا عن الهوية الأمازيغية لأقطارنا بينما من يشعر بانه دخيل ليس له غير اخراج راسه من جحره راميا ابن الأرض بما يشفي غليله من سب وقذف ثم ينزوي الى ركنه المظلم خائفا مرتعشا صابا اللعنات على اسلافه الغزاة الذين ورطوه فيما لا قدرة له على تفاديه من مواقف مذلة..
ان اندفاع تسونامي النهظة الأمازيغية سيكسح كل الطفيليات من على ارض ثامزغا ويرمي بالمستلبين والمغيبين الدينيين الى مزبلة التاريخ.
ليست لصاحبك ومن يسير في ركبه جرئة الحوار لأنه مهزوم كما هو امرك الا انك لأعتيادك على تلقي الصفعات من طرف العقلاء فظلت التواجد بهذا الموقع بينما هو ومن ذكر اقتصروا على الصراخ من وراء الجدران محذرين من ابناء الأرض لخوفهم من اداء ثمن التنكر لجميل احفاد مازغ الحكيم..

اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح