الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق

محسن صابط الجيلاوي

2005 / 5 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


خبران هامان قرأتهما اليوم، وبقدر ما جاء فيهما قد يبدو عاديا وسط زحمة من الأخبار التي تتميز بها دوما منطقتنا العربية ولكن شيء من التأمل البسيط تعطي مؤشرا على أهمية المحتوى من حيث الفكر أو العقلية السياسية...أول خبر كان مفاده تحول الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي بزعامة رياض الترك إلى حزب ليبرالي وتنحي قائد هذا الحزب وهو بلا منازع رجل تحترمه سائر الحركة الوطنية السورية كمناضل صلب قضى أكثر من عقدين في السجون السورية فاسحا المجال أمام زعيم جديد للحزب عبر عملية ديمقراطية شفافة...وبهذا قدم هذا الرجل السجين والمتجرد من أي مصلحة ومكاسب كزعيم سياسي شيء مماثل مما فعله الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا..أما الحركة الشيوعية الأخرى سواء في سوريا أو البلدان العربية لم تقدم نموذجا جديرا بالاحترام على هذا الصعيد، وببساطة شديدة لقد تكلست هذه الأحزاب عبر هيمنة بيروقراطيات همها الزعامة وتحويل ذلك إلى مكاسب شخصية بحته ومعها نما أيضا ذلك الجمود الفكري الذي لا يقرأ العالم بشكله الجديد وخصوصا الأسئلة الكبرى المثارة أمام الحركة الشيوعية وضرورة تحولها إلى شكل يساري جديد منفتح ومندمج مع العالم...ميزة رياض الترك انه عاش سجينا وبهذا لم يتحول مثل الكثير من القادة في منطقتنا العربية وفي أحزاب تحمل نفس الأيدولوجيا إلى قائد يتكسب من المسؤولية ويضع ضميره كسلعة للبيع والشراء في كنف أنظمة مستبدة كما فعل تيار خالد بكداش ويوسف فيصل في سوريا أو الحزب الشيوعي في العراق..فقد بقت هذه الأحزاب في مكانها وبالتالي خسرت كل شيء ومعها خسر الناس ضرورة وجود قوى يسارية متجددة تحترم الإنسان وتطلعاته عبر برامج وطنية تستجيب لطموحات الناس نحو الحرية والعدالة...
نقول تحية لرياض الترك ولحزبه المتجدد بما يخدم قضية الإنسان، قضية الوطن السوري بمجتمع عادل وديمقراطي....!
الخبر الثاني - اعتذار هاشم عبد الرحمن الشبلي عن منصب وزير حقوق الإنسان وقد علل رفضه للمنصب كالتالي ( ان "الحزب الذي انتمي اليه يعتبر خيمة يستظل تحتها كل مكونات المجتمع العراقي وأطيافه وحيث ان التركيز علي هذه الهويات الطائفية يؤدي إلي انقسام وتشرذم المجتمع والدولة لذا أعلن اعتذاري عن قبول هذا المنصب". وهذا الرفض يعبر عن روح الوطنية العراقية الحقة التي قتلتها المحاصصات الطائفية التي جاءت بها ديمقراطية ( طائفية )، لقد تلبس الكثير ان الوطنية العراقية تبدو في إجازة طويلة لكن رفض الأستاذ هاشم الشبلي تعطي صفعة قوية لكل من أراد ويريد تحطيم ثوابت الأمة العراقية، وهذا الموقف النبيل يحتاج إلى دعم ومساندة من كل القوى التي تؤمن بالوطن العراقي ومن قبل النخب المثقفة وكل من يهمه مستقبل العراق القائم على احترام المواطن والمواطنة بغض النظر عن الدين أو القومية أو المذهب أو الفكر السياسي..عراق قائم على احترام المساواة والكفاءة في تسلم المسؤوليات بعيدا عن ما نراه من تقسيم وتسميات تتعارض مع وحدة الوطن والتي عززتها القوى الفائزة تماشيا مع طموحات الهيمنة وحب الزعامة وشهوة السلطة...نحيي موقف الشبلي وهذا الموقف جدير بالتقدير لأنه قادم من حزب كان رمزا للنضال من أجل الديمقراطية...!
بدون تفعيل الروح العراقية يعني ذلك سيتجزأ المجزأ كما في الأزمة القائمة بين البارزاني والطالباني...وسيضيع العراق بين ...وبين ....!!!

العراق يحتاج إلى قوى عنوانها عراقي شكلا ومضمونا...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الذكرى الـ17 لسيطرتها على غزة.ماذا قدمت حماس؟|#غرفة_الأخب


.. معارك متواصلة بين الجيش السوداني والدعم السريع في الفاشر عاص




.. البيان الختامي لقمة مجموعة السبع يدعو حماس إلى قبول اتفاق وق


.. مراسل الجزيرة: 9 شهداء ومصابون جراء استهداف الاحتلال منزلين




.. بدء الحملات الانتخابية لسباق الرئاسة في موريتانيا