الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة للقراءة : حراس الجحيم وفتنة الحكاية

عبد الحفيظ العدل

2013 / 7 / 30
الادب والفن


دعوة للقراءة :حراس الجحيم وفتنة الحكاية

عبد الحفيظ العدل
برغم ترحاله شرقا وغربا..قسرا او طواعية ..يحمل الشاعر والقاص عمر الكدي بين جنبيه نقاء بدوي لم تغره بهرجات المدن ولا أضواء الموانيء.نقاء تراه جليا في تشبته بالحكاية في كتابته لقصص المجموعة التي تخمل اسم "حراس الجحيم" والتي صدرت مؤخرا عن وزارة الثقافة والمجتمع المدني بليبيا.وللحكاية فتنة لاتضاهى ..وإن ظل الكثيرون في دروبها حتى قذفت بهم إلى شواطيء تجريب مجاني اتكأ عليه بعضهم سترا لعورة هزالهم الادبي .فليس كل من ركب زورق التجريب قادر على التحكم في مجاذيفه.
عمر الكدي في هذه المجموعة يأسرك ليس بتنوع شخصياته فقط ..أو بأسلوبه السلس ..وإنما لأنه يقدم من خلالها سيرة وطن..ووجع شعب ..وأحلام مثقف لاتنتهي إلا لتبدأ من جديد..دوت أن يقع لحظة واحدة في فخ المباشرة..أو ينأى بعيدا عن جماليات القصة .ولايمكنك وأنت تتجول بين خمائل سطوره..إلا أن تدرك أنك تقرأ لشاعر ..حتى ولو كنت لم تقرأ له نصا واحدا من نصوصه الكثيرة التي ضمها كتابه الشعري" بلاد تحبها وتزدريك".
ولا ازعم في هذه العجالة انني بصدد كتابة نقدية لمجموعته القصصية الاولى "حراس الجحيم " وإنما هو نثيث متعة احببت ان يشارني الاخرون في التلذذ بها ..فقليلة هي الكتب التي تجبرك على ان لاتغادر مكانك ما ان تستنشق عطر سطورها الأولى ..حتى تنتهي من قطف ثمرة آخر سطر منها.ولعلي لا اشتط في الكلام إذا ماقلت ان حراس الجخيم هي من بين هذه الكتب ..والرهان بيني وبينكم عندما تقرؤونها.
هذه المجموعة تحتوي على عدد من القصص التي يجمع بينها رباط واحد وهو الحديث عن الوجع..وجع التف كالانشوطة حول وطن يريد ان يكبر ..فترك بصمته الموجعة على كل تفاصيل الحياة فيه ..ففي القصة الاولى والتي جات تحت عنوان " اقدم موقوف في العالم يفاجئنا الكدي منذ البدءيسرده لتلك المصادفة الموغلة في السخرية حد الفجيعة ..فصالح الشائبي الجندي الذي تعقب في احد ايام 1972 سيدة في حي الاندلس ترتدي فراشية بيضاء..لمعاكستها كما يفعل كل الشباب ..لم يكن يدري ان هذا النزق سيقوده منذ الآن إلى غياهب السجون ..فقد اوقعه سوء الحظ بين براثن زبانية وزير الداخلية التي استعدتهم الفتاة عليه متهمة اياه بتعقبها ومعاكستها ..فما كان من الوزير الذي خرج على اثر الجلبة التي حدتث بين صالح وهؤلاء الزبانية إلا أن أمر برميه في السجن لتبدأ معاناة طويلة يرسم المؤلف تفاصيلها من خلال مشاهدمؤلمة كلها وليدة الصدفة الجارحة أو سوء الحظ ..فمن يزج به الوزير في السجن لايستطيع احدا اخراجه منه حتى ولو تأكدت براءته الا بأمر من الوزير نفسه ..وقبل ان يتذكر هذا الوزير مافعله بصالح كان صالح قد تحول في ملفات اجهزة الامن إلى أخطر سجين ..وكل ذلك منطقلقه طيبة صالح كما تفهمه عندما تقرأ القصة ..ولأن في تلخيص القصة قتل لها فإنني اكتفي باقتباس ماقاله لي المسرحي نوري عبد الدائم ذات حوار أن الكدي في هذه الشخصية قد اختزل كل فئات الشعب الليبي المقهورة طلعا ..وهو قولا لايترك مجالا لمستزيد .
وجع ليبي اخر يستنطقه لنا عمر الكدي..في قصة " احلام ابد" من خلال حكاية شاب ليبي زج به في حرب لاناقة له فيها ولاجمل ليجد نفسه شريدا تتقاذفه مجاهل افريقيا قبل ان يتمكن من العودة ليجد ان شقيقه قد تزوج الفتاة التي احب ..بعد أن ظنوه قد مات ..أما في القصة التي تحمل اسم " الحياة القصيرة العجيبة للكلب سبتيموس سيفيروس " فهي قصة المواطن الليبي الذي صار في نظر الاخرين اهون واقل شانا من الكلاب ..وهذه الحالة التي وصل اليها المواطن الليبي وآل اليها حال الوطن نجدها مجسدة ايضا في الكثير من القصص الاخرى التي بقدر ما تؤلمك بوضعها اليد على الجرح ..بقدر ما تمتعك من خلال قدرة الكدي على سبك حكايته حولها .
ولأننا كما اسلفنا لا تننوي كتابة قراءة نقدية حول المجموعة ..وإنما هي اشارة ودعوة للقراءة فاننا نكتفي بجملة من الملاحظات:
اولا : ا ن كل هذه القصص هي اشبه ماتكون بالقصص السينمائية وما نأمله هو ان تلتفت الجهات المختصة في ليبيا الى اهمية معالجتها دراميا وتوفير الامكانيات اللازمة لتحويلها الى اعمال تلفزيونية او سينمائية فهي اكثر قيمة واهمية بعشرات السنوات الضوئية من هذا اللث والعجن الذي دأبت قنواتنا على قذفه في وجوهنا ..كما انها قادرة عل ان تترك للدراما الليبية بصمة مميزة في خارطة الدراما العربية.
ثانيا : أضرت الطباعة بالشكل الفني لبعض القصص.. بحيث حولت العناوين الفرعية إلى عناوين رئيسة فأضحت القصة الواحدة كما يبدو للوهلة الاولى وكانها مجموعة من القصص .. وهو خطأ نثق انه سيتم تلافيه في الطبعات القادمة
ثالثا:يكتب الكدي قصته بحرفية عالية ..دون ان يتخلى لحظة واحدة ع ليبيته ..وهذا مايحسب له في ظل التقليد الممجوج الذي طالما رايناه في قصص كتبت باقلام ليبية وليس فيها ولو اثر واحد من رائحة ليبيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة