الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات اوجاع مصرية

نها سليمان

2013 / 7 / 30
الادب والفن


أنت ما بين وطن مُمزق ؛ انتصاراته هزائم ، وهزائمه انتصارات ، ومشاعر مختلطة ،ورؤية مشوشه
، وسجون تختلف باختلاف اماكنها ونوعها وحجمها ودرجة تميز الخدمة بها ولكنها تبقى سجون .
أنت ما بين الحلال والحرام ، الصحيح والخطأ ، العيب والاصول ،الحرية والانكسار ، افكارك وقناعاتك
او انحنائك للمجتمع لتصبح نسخة مكررة من ملايين كى يرونك طبيعى . أنت فى مصر التى ينقسم
ابنائها بين منتمى مذبوح ينزف أخر بصيص أمل ، ولا منتمى لانه يكفر بالأمل الذى لم يبتسم له ،وأدرك ان
القادم كما السابق سئ ، وانه مجرد رقم فى عداد البائسين المعذبين بوجودهم . ويريدون منك ان تمضى تفتح ذراعيك
للحياة تبتسم ايا كان عائد ابتسامتك كصدقة او خداع للذات لكن ابتسم !! يطلبون منك ان تصير طبيعيا بعد كل هذا
التشوه والجلد النفسى !! لم يدركوا اننا جيمعا هنا مرضى بأمراض تكفى العالم ولا يحق لاحدنا ان يشير ببوصلته
الفكرية ولا الاخلاقية ولا الدينية ليرشد الاخرين لان كل منا مصاب بشكل او بأخر . ربما الخلاص الفردى حل ،ربما
الرحيل ؛ فكلنا تقريبا رحلنا داخليا وما تبقى منا جسد مفصول عن رغباتنا احلامنا و نفوسنا .. ما هى الحكمة لا أدرى
لا أرى اية حكمة فيما يحدث فقط حكمة البقاء للاقوى هى التى تُطل علينا لتصفعنا كل مرة بأننا صغار فى منتهى الضعف
بين فكى القوى الطاحنة فندرك كم هو صغر حجمنا وقدراتنا ثم نستلقى فى احضان اصدقاء او كتب او قصة حب لنخفف
من وجع خيباتنا ، ولكن لن يدوم المُخدر لاننا جميعا نتألم . حتى الكتب تتألم ممن يقرؤنها ولا ينفذون شيئا واحدا مفيدا لبنى
الانسانيه ،او ممن يهملونها ولا يقدسوا وجودها العظيم . حتى الحب تلك الواحة الخضراء نحولها لساحة حرب لاسقاط
عقدنا وبكاءنا وعزاءنا فى احلامنا المفقدوة والمؤجلة . حتى الاصدقاء كل منهم يحتاج حُضن لا يمكنه ان يجنيه فى ظل
ثقافة مجتمع قاس لا يعرف قيمة ان تحنو وتحتضن موجوع . ونصبح جميعا نُريد ولا نُعطى لاننا اخيراً نريد ان نبدو
طبيعيين كما يرد كل منا ان يرى الاخر من وجهة نظره هو فى ظروف واجواء واحداث غير طبيعية . لسنا ضحايا لكننا
نحتمل الكثير مقارنة بغيرنا من شعوب العالم المتقدم الانسانى الحُر . لسنا مجرمين لكننا لسنا أبرياء . فليجلس الكبار
فى صمت يعدو خططهم لاغتصاب نفسياتنا فى تلذذ فليمنحهم من يمنحهم مزيد من المقبلات والمشهيات كى يغتصبوها
بنعومة ورقة اكثر. لا داعى للعُجلة نحن مستسلمون ، مدركون تماما أننا نُنتهك منذ القدم فقط دعوا لنا حق الصُراخ والتألم .
فقط مارسوا فُجوركم مساءا ونحن نيام حتى لا تستفزونا فنشعر بحجم عجزنا اكثر .. مؤقتا وسنعود للحياة اذا أدرنا العودة
او لنحمل نعوشكم عندما تفقدوا صلاحيتكم فى البطش والفجور ليأتى غيركم بزى اخر مزرقش بنايشين القهر .
أو نُصبح كما نُريد ولا حل سواه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق