الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى باسم يوسف: كلمة هادئة

داود روفائيل خشبة

2013 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


كتب باسم يوسف مقالا هاما فى عدد "الشروق" الصادر يوم الثلاثاء 30 يولية 2013. المقال فيه الكثير جدا مما يجب أن نستمع إليه فى هدوء ونراجع على ضوئه مواقفنا، فكلنا معرضون لأن ننجرف وأن نندفع، والمؤلم أن أكثر الناس عرضة للانجراف والاندفاع هم الصادقون المخلصون الذين يحركهم التزامهم بمبادئهم لا أى مقاصد ذاتية نفعية. وهذا بالضبط ينطبق على باسم يوسف وأمثاله ممن يدفعهم التزامهم المطلق بمبادئهم إلى الدخول فى منطقة غائمة ينمحى فيها الخط الفاصل بين الحق والباطل.
إننى أتفق مع باسم يوسف فى معظم ما قال بل وأتحمس لمعظم ما قال، لكنى أتوقف عند نقطتين.
النقطة الأولى تخص الدعوة للجلوس إلى مائدة المفاوضات، ونحن نعلم أن الكثير من الصراعات والحروب وخاصة الحروب الأهلية تنتهى بالجلوس إلى مائدة مفاوضات وما كان يمكن لها أن تنتهى على أى نحو آخر. لكن تلك الصراعات والحروب تدور حول مصالح مادية محددة، إذا لم يمكن لأحد طرفى الصراع أن يبيد أو أن يقمع الطرف الآخر فلا يكون أمام الطرفين إلا الوصول إلى حل وسط لا يحقق لأى الطرفين كل مطلبه لكنه يحقق لكل من الطرفين بعضا من مطلبه. ولكن كيف يمكن الجلوس إلى مائدة مفاوضات حيث يؤمن أحد الطرفين أو أحد الأطراف بأنه يملك تفويضا إلهيا ليس له أن يتنازل عن شىء منه أو أن يعدّل فى شىء منه؟ قد يكون ذلك الطرف من الانتهازية وقد يبلغ به إدراك ضعف موقفه الواقعى بحيث يتظاهر بقبول حل يبدو أن فيه بعض التنازل، لكنه بحكم إيمانه بتفويضه الإلهى لا بد أن يضمر نقض الاتفاق فى أول فرصة تتاح له. ويزداد الأمر استفحالا حين يتضمن التفويض الإلهى لذلك الطرف إباحة بل ضرورة اللجوء للعنف والقتال. وهذا بالضبط ما يغيب عن الجهات الدولية الداعية للتفاوض والتوافق "بين كل الأطراف".
وأسمح لنفسى هنا بالخروج قليلا عن إطار موضوعى لأقول بأنى أرى أن إفساح المجال لأى من فصائل "الإسلام السياسى" بالعمل فى المجال السياسى يهدم الديمقراطية والدولة المدنية من أساسها. لقد كان السماح بقيام الأحزاب الدينية هو ما أوصلنا لما نحن فيه، وإذا لم نغلق هذا الباب نهائيا فسنصل حتما إلى دولة ثيوقراطية تضيع فيها أحلام الحرية وأحلام التقدم الحضارى.
أصل الآن إلى النقطة الثانية. يستنكر باسم يوسف إطلاق دعاوى التخوين على من يعارضوننا أو يخالفوننا فى الرأى. ومرة أخرى أقول إنى أتفق مع باسم يوسف فى معظم ما يقول فى هذا الشأن. ولكن حين يرمى بعضنا الإخوان المسلمين بأنهم خونة قد يكون الاعتراض تقنيّا لغويّا لا أكثر، متوقفا على تعريفنا لمفهوم الخيانة. المعروف أن جماعة الإخوان المسلمين تنظيم عالمى أو أممى تنمحى فيه حدود الدولة. وأعتقد أنه من الواضح لأى مشاهد موضوعى أن الإخوان المسلمين فى مصر وفى غيرها من البلاد العربية والإسلامية قد أثبتوا بالفعل وبالقول أن انتماءهم ليس للوطن وأن عملهم كله ليس موجها لمصلحة الوطن بل لمصلحة النظام العالمى الإسلامى الذى يعملون لتأسيسه. أن نسمى هذا خيانة أو لا نسميه خيانة لا يغيّر من الأمر شيئا.
ختاما أكرر، مشكلتنا مع الإخوان وغيرهم من جماعات الإسلام السياسى أننا لا نواجه أحزابا سياسية لها برامج نختلف عليها بل نواجه تيّارا يؤمن بأنه مكلف من السماء بأن يقاتل ويقتل ويحرق ويدمر ليقيم دولة الخلافة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألمفاوضات هى ألحل - 1
هانى شاكر ( 2013 / 7 / 30 - 19:44 )

ألمفاوضات هى ألحل - 1
_______________


فى خضم ألحيرة بين ألعقل وألقلب .. قرر محتار - أسمه ألحركى وليس ألفعلى - أن يقبل عرض ألفيروس للحوار .. ضارباً عرض ألحائط بتوصية زوجته - مظلومه - ... ومُحاميه - عبد ألمترافع - برفض عرض ألفيروس للحوار ...

فاستخار قلبه وقَبِلَ ألعرض .. ذهب فى ألمعاد ألمحدد ، وجلس عل ألطاولة مقابل ألفيروس ..

ف - أهلاً وسهلاً .. شكراَ لمجيئك وقبولك ألتفاوض
م - قبلت عرضك .. آملاً فى ألسلام وفض ألأشتباك

ف - بادئ ذى بدء أنت تعلم أنى مجرد فيروس .. محدود ألحرية فى ألخروج على قانون ألفيروسات ...
م - قيل لى ذلك .. وعشمى كبير أن أصل معكم إلى حل .. طبعاً بشروطكم !

ف - طلباتك
م - ألرحيل ألفورى من جسمى .. وعدم ألتدمير .. أو ترك خلايا كامنة منكم ..

ف - هذا يتطلب موافقة ألجماعة .. ونحن عددنا ألآن مليون

ثانية تمر .. وياتى ألرد

ف - ألجماعة تطلب هدنة 3 دقائق

بعد 3 دقائق

ف - ألمليون ألأولى تبحث فى ألأمر
م - ماذا عن ألأمتناع عن نشر ألسموم ؟

...


2 - ألمفاوضات هى ألحل - 2
هانى شاكر ( 2013 / 7 / 30 - 19:45 )


ألمفاوضات هى ألحل - 2
_______________

ف - ألمليون ألأولى تبحث فى ألأمر
م - ماذا عن ألأمتناع عن نشر ألسموم ؟


ثانية تمر .. وياتى ألرد

ف - ألجماعة تطلب هدنة 3 دقائق

بعد 3 دقائق

ف - ألبليون ألأولى تبحث فى ألأمر
م - ماذا عن ألأمتناع عن ألهجوم على أعضائى ألداخلية ؟ ألمخ وألطحال وألكليتين ؟


ثانية تمر .. وياتى ألرد

ف - ألجماعة تطلب هدنة 3 دقائق

بعد 3 دقائق

ف - ألترليون ألأولى تبحث فى ألأمر

---

بعد ساعة تدخل مظلومة وعبد ألمترافع .. معهم ألدكتور بلبوعة يصرخ فيهم على جُثة محتار ..

ده فيروس ياناس ... ياقاتل يا مقتول .. ،... ياقاتل يا مقتول .. !

ألله يرحمك يا محتار

...

اخر الافلام

.. فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج


.. مصر تحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية بغزة | #راد




.. نتنياهو يزيد عزلة إسرائيل.. فكيف ردت الإمارات على مقترحه؟


.. محاكمة حماس في غزة.. هل هم مجرمون أم جهلة؟ | #حديث_العرب




.. نشرة إيجاز - أبو عبيدة: وفاة أسير إثر قصف إسرائيلي