الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلوى + سعاد = الرجاء اصمتا..!

شوقية عروق منصور

2013 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



قالوا الكثير عن المرأة التي تتكلم وعن حديثها ، وغالباً ما حاول الرجل إحاطة كلام المرأة بسياج من السخافة والسذاجة وعدم الاهتمام برأيها, فهي "ناقصة عقل ودين", وهي لا تعرف التفكير وعدم تقدير الأمور. عدا عن الخوف والذعر والرقة المتناهية التي لا تتحمل الصعوبات, وأي خدش يصعقها ويحولها إلى انهار من الدموع والعويل والصراخ. ومع ان الحركات النسوية أكدت على قول الفيلسوفة الوجودية سيمون دي بوفوار: "لا تولد المرأة امرأة انما تصبح هكذا فيما بعد", لأن المجتمع هو الذي يضعها في سجن الأنوثة, ويدفعها لسلوكيات الضعف والانجرار وراء الرجل الذي يحيطها بأسلاك موصولة بعقلها وأحاسيسها, تؤكد كل لحظة انها لا شيء بدونه وانه هو الذي يعرف إدارة شؤون حياتها.
ومع رفضي لكل هذا الكلام الذي ينم عن حقد تاريخي اجتماعي ضد المرأة، واعتبر ان قوة الرجل مستمدة من ضعف المرأة وان هناك مئات الصور الحياتية والسياسية والتاريخية تمسح وجهة نظر الرجل السلبية لتضع مكانها المرأة القائدة والزعيمة والواعية والمثقفة والمحاورة, والتي "تهز العالم بيسارها" - على رأي نابليون. لن أدافع عن حق وحرية المرأة لأن هذا الموضوع قد دخل في عالم الاهتراء والترهل من كثرة الشد والتمزيق, وأيضاً أصبح جزءاً من الماضي المتخلف. ولكن بما ان حق التعبير والكلام من المقومات الرئيسية للقوة سواء للرجل والمرأة، والرجل قد استطاع السيطرة على مجد الكلمة والتعبير, وبفضلهما وصل إلى ما وصل إليه من نفوذ وطغيان وقسوة وسيطرة، بقيت المرأة في قمقم السكوت والصمت وكلامها يحاط بأحزمة ناسفة. حتى تحولت المرأة الصامتة إلى حلم من أحلام الرجل الحديث الذي يسعى لزوجة - "لها ثم يوكل لا ثم يحكي". ومن يتابع النشرات التي تنشرها الحركات الاجتماعية أو الحركات النسوية, حول أوضاع النساء في العالم العربي, يجد ان الصراع بين المرأة والرجل على الكلام والتعبير تحول إلى مشكلة اجتماعية. فالرجل لا يتحمل كلام المرأة - ليس الكلام العادي بل النقاش السياسي الاجتماعي - مما خلق أزمة عنوسة لدى النساء المثقفات اللواتي يفتخرن برأيهن. ومهما ناصرت المرأة ودافعت عن حقها في الكلام والتعبير, الا هناك لحظات أحاول فيها القول أن هذه المرأة يجب أن تسكت وتصمت إلى الأبد, وأكرهها لأنها تهين باقي النساء. فحين تتكلم نشعر أنها تخذل وتضيف إلى العجز عجزاً وتشوه الرؤية النسوية. والا ماذا نسمي كلام سلوى وسعاد وغيرهما من النساء اللواتي حين يتكلمن نبدأ بالبحث عن حفرة ندفن فيها أنفسنا..؟! لماذا لا أطلب من امرأة كويتية, تدعى دائماً انها ناشطة كويتية تدافع عن حق النساء الكويتيات واسمها سلوى المطيري, ان تصمت وتختفي حين تقول عبر احدى الفضائيات أنها - أي سلوى المطيري - تسيطر على قائد الجن، وتحت قيادة هذا الجن جيش قوي, وسبق لها أن جربته في بعض الأمور، وهي الآن سترسل هذا القائد الجني لقتل بشار الأسد, بالطبع بمساعدة "الجيش الحر"؟! وأضافت انها بعد جلسة مع قائد الجن اتضح لها انه سوف يقتل بشار الأسد بمسدس..!!
وامرأة ثانية تدعى سعاد الشمري, وهي رئيسة "الشبكة الليبرالية السعودية الحرة" - كلمة حرة في السعودية عجب العجاب!! هذه المرأة السعودية تحاور عبر التويتر المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي, وتتغزل بالديمقراطية الإسرائيلية التي تحمي وتحب مواطنيها. وتقول: 60 عاماً استغلتنا الحكومات العربية بالقومية المزيفة وعداء إسرائيل، وهل فعلت إسرائيل ما يفعله حكام العرب بشعوبهم، ما فعله بشار بسوريا، والمالكي في العراق, وما فعله صدام والقذافي؟! وتسأل: هل قتلت إسرائيل شعبها؟!! لم تعرف هذه السعودية ان إسرائيل قتلت شعباً آخر, وما زالت يومياً تقتله, وان شعبها يعيش ويحيا على حساب الشعب الفلسطيني المشرد في الشتات؟!!
سلوى وسعاد وغيرها يحاولن التكلم, وإذا حاولن جعل كلامهن من فضة فنقول لهن ان سكوتهن من ذهب. لكن الذي يحز في الروح والنفس انه في الوقت الذي يتكلمن فيه باستخفاف وذل ويضعن النساء في المرايا المواجهة للرجل، هناك امرأة من أصل عربي - ابنة أحد المهاجرين اللبنانيين تدعى هيلين توماس, ولدت في أمريكا وعاشت حياتها الصحفية في "البيت الأبيض", وفي الصف الأول في قاعة المؤتمرات الصحفية. هذه المرأة عينت أيضاً رئيسة قسم الصحافة في البيت الأبيض, وقامت بتغطية أخبار عشر رؤساء في أمريكا, من جون كنيدي حتى الرئيس اوباما, وكانت عضوا في نادي الصحافة القومي, وحملت لقب "عميدة صحافيي البيت الأبيض", وكان لها عامود يومي في أكبر الصحف الأمريكية. لم تتحمل هذه المرأة الاعوجاج في السياسة الأمريكية, وقالت على الملأ في احتفال في إحدى المناسبات اليهودية عام 2010 في البيت الأبيض: "على اليهود ان يعودوا إلى بلادهم, وانه لا يجوز أن يأخذوا أرض فلسطين". وأضافت: "لا تنسوا ان هؤلاء الناس الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال والأرض أرضهم". مضيفة: "بإمكان اليهود العودة إلى ديارهم في بولندا وألمانيا والولايات المتحدة أو أي مكان آخر"..! وقامت القيامة عليها وحوصرت, وحاولوا نبذها، ولكن قاومت وقامت بتأليف كتاب عن "كلاب حراسة الديمقراطية" و"كيف خذل الشعب", حيث أعلنت أن أسوأ رئيس أمريكي هو بوش الابن..!!
هيلين توماس ماتت عن عمر 92 عاماً، امرأة عرفت الحقيقة وسراديب المؤامرات, وفضلت ان تنهي حياتها بشموخ وقول كلمتها العارية من الذل. أما سلوى وسعاد فيبدأن حياتهن بكلمات الذل الذي يثرثر ويرتكب الحماقات التعبيرية بشكل مؤسف. نعرف ان هناك قبائل من النسوة على شاكلة سعاد وسلوى، لكن هذا النموذج النسوي أغاظني لان الزمن والوقت والعصر الذي نعيش فيه يعاني من العهر والترويع والانهيار والكوابيس وشعاره "بلوغ الأرب في طأطأة العرب", وكأننا لا ينقصنا الا سعاد وسلوى..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات