الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطوط البرتقالية

حيدر طالب الاحمر

2013 / 7 / 31
أوراق كتبت في وعن السجن


يرن الجرس بصوت، يصحوا عليه أغلب النيام في غرف الرجال والتي تشبه الى حد كبير علب السردين، والجميع يرتدي اللون البرتقالي، فيخيّل للناظر إنهم قد قاموا من الاجداث، تراهم ينهضون بسرعة من أسرتهم العليا والسفلى وتحت السفلى، فيتصدى لمن لم ينهض بعد من نومه شخص يترآئى أنه سيد الغرفة ! لينهض بصوته من لم ينهض على صوت الجرس، يهرع الجميع الى البهو الخارجي للقاعة، لينتظم أصحاب اللون الواحد بخطوط كونتها جلسة أجسادهم على الأرض.
يطوق هذا اللون بمجموعة من الرجال الذين يرتدون الوان مرقّطة مختلفة يتوحدون بما بأيديهم من هراوات وقيود يهددون بها الخالية أيديهم، فيشبهون بها الراعي الذي يقود القطيع !.
الرعاة ينتظرون كبيرهم ... يَقدم بمشيته المختالة التي لاتسعها ارض المكان، فيقدم بخطوات بطيئة وواثقة لمن يراها، واضعاً يديه خلف ظهره، يعطي الأوامر تارة بتحريك رأسه وتارة بكلام موجز آمر، فيصل الى الخطوط البرتقالية ليدور حولها دورة تشبه حومة النسر فوق الفريسة !!!.
الجميع يترقب ما سيكون؟
أي أوامر ؟
أي تعليمات؟
أي عقوبات؟
يتقدم كأنه يبحث عن شخص لم يجده بعد !!! ليصب جام غضبه به .
المرقّطون ينتظرون أشارة اصبع زعيمهم ليعاقبوا احد هؤلاء البرتقاليين ، إما بـ... أو بـ... أو بـ... بأي نوع من انواع العقوبات التي تريح الأعصاب !!!.
لايجد شيئاً هذا المرقط الكبير مما تمنى في نفسه من شخص ساهي أو خارج نشاز عن خطه أو مخالف، ليجعل من إجتهاد حدسه هو الأهم، فتراه يأمر بحلاقة الجميع بنمرة واحدة ليريحهم مما على رؤوسهم من شعر، مع تهديد ووعيد، ليعيد حركته الى قاعتهم ليتفحصها، ويخرج منها بما يتمنى!!! .
يصيح بصوت عالي... مراقب !!!.
- أين المراقب؟.
يهرع إليه سيد الألوان البرتقالية وهو يرتجف، نعم سيدي.
- كيف تسمح لهذه الأسِرّة أن لا ترتب؟ كيف تسمح بوجود خرطوم مياه في الحمام؟ كيف؟ كيف؟ كيف؟
فيجيبه المرتجف على كل سؤال ولا زال يرتجف، فيصيح به ويسكته.
- خلاص لا أريد شييء مما قلت هنا مرة أخرى حتى إذا كان ذلك سابقاً مسموح، وإذا كان ذلك سوف تعاقب أنت أولاً وباقي القاعة بالإنفرادي!!!.
- حاضر سيدي .
يخرج النسر بتبختر بعد أن شبع من فريسته يداه لا تزال خلف ظهره، مخاطباً الخطوط البرتقالية بصوت يُسمع الجميع :
- لافرق لديّ بينكم كلكم سواسية عندي ، الكل سيعاقب إذا أخطأ ، وإذا اخطأ أحـدكم كذلك !!!
- لم تأتوا هنا تكريم لكم بل كلكم مذنبون تذكروا ذلك لاتنسوا ذلك أبداً ... لافرق بين كبيركم وصغيركم، عبدكم وسيدكم، لا فرق عندي أبداً ...أبداً .
يسال أحد جماعته المرقطين:
- هل تم تعدادهم ؟
- نعم سيدي عددهم مكتمل.
- هيا الجميع يعود الى قاعته خط يلي الآخر.
يتجه بصوته الذي خفت نبرته وتغيرت لأحد البرتقاليين:
- إبق انت. كيف حالك؟
- الحمد لله سيدي.
- إبق معي للفطور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا


.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس




.. أمهات الأسرى الإسرائيليين تنظم احتجاجات ضد حكومة نتنياهو في


.. الفيضانات تغرق خيام اللاجئين في بنجلاديش إثر الأمطار الغزيرة




.. كارثة وبائية تهدد النازحين وسط قطاع غزة