الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وارفعوا شعار ( شكرا !! ) للريس مبارك

ناصر المعروف

2005 / 5 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كما أنني لم أضع في حياتي البيض كله في سلّة واحدة ، فأنني والله لن أضع جميع رؤساء وحكام العرب في مستوى ومقام واحد ومتشابه !!
فالظلم هنا مرفوض، والعدل في هذا المسألة الشائكة مطلوب ومحمود ومأمون !!
نعم ، قد لا يكون جميع حكامنا على المستوى المأمول لآمال وأحلام وتطلعات شعوب المنطقة ، بل أنهم بالفعل كذلك !!

ولكن ( بالله عليكم ) كيف يمكننا أن نضع حاكما عاث بمقدرات الأمة وأرواح الآلاف المؤلفة من ساكني هذه المنطقة كما هو الطاغية صدام حسين بحاكم بمثل خصال وصفات وطيبة المرحوم ( زايد بن النهيان ) ؟!ا حاكم الأمارات الراحل رحمه الله . ( وذلك كمثال فقط )

وكيف باستطاعتنا أن نشبه شيطانا ( كامل الدسم !! ) بالملاك الطاهر ؟!
أوحتى بشيطان من نفس فصيلته وجنسه ولكن لم تصل لديه حالة السمّ إلى حالة الكمال الدسم ( الشيطاني !) ، بل وصلت إلى منتصفها ؟!

فإذن ، مقولة : ( البلاء في حكامنا ! ) عبارة غير دقيقة تماما ، وتحتاج إلى الدقة في الصياغة ، وكذلك إلى العدل والإنصاف عند من يتحراهما ، بكل صدق وأمانة ، ولهذا يفضل أن يقال ( أنّ البلاء من بعض حكامنا ) ولزيادة في تحصين العبارة وتوضحها على الوجه الأكمل وإجلاء الشك عنها تماما يستحسن أن يأتي مباشرة لها مقولة ( وليس كلهم ! ) لتصبح العبارة الدقيـقة وبشكلها النهائي المطلوب : ( البلاء في بعض حكامنا وليس كلهم ) !

وهذا التدقيق الشديد في الطرح ليس مردّه شيء بحدّ ذاته نرمي إليه ونسعى إلى تعزيزه ، ولكنّه جاء فقط لإعطاء لكلّ ذي حقّ حقّه ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، هناك أمرا هاما وضروريّا يغفل الكثيرون مع الأسف الشديد عنه ( وذلك جراء التسرع في التعميم في إطلاق الأحكام !! ) ويمكننا أن نعبر عنه تماما بالصيغة ( التحذيرية ! ) التالية :
فما هي الضمانة الأكيدة لنا جميعا إذا ما تم الأخذ بمبدأ التعميم هذا ، أن يدفع هذا الأمر بالحاكم ( ذو نصف الدسم ) بأن يصبح في يوم أغبر وأسود كامل الدسم ؟! وخاصة أن الأمر أصبح لديه سيان !! بناء على تلك النظرة التعميمية التي صدرت بعهده وشخصه دون وجه حق !! فنراه بقدرة قادر بدلا أن يمسك العصا بمنتصفها ( كعادته دائمة ! ) وخاصة عند تعامله النصف الحضاري والنصف الإنساني مع شعبه نراه بعدها يمسكها بأحد أطرافها !! لتنهال على رؤوس الجميع دون تميز أو حتى مجرد استثناء !!

فنحن يا أخوتي الأعزاء ( رضينا أو أبينا ! ) نتكلم هنا عن منطقة متخلفة ورجعية تنتمي دون منازع أو حتى منافس للعالم الثالث ، حيث يكون الحكم فيها للفرد عن طريق الوراثة أو لجماعة قليلة من العسكر انقضت واستولت على الحكم في غفلة من الزمن فوق ظهر ( دبابة ) !! حيث يفترض بأنّ تلك الدبابة ( هي دبابة وطنية ! ) يراد منها الدفاع عن حدود الحمى ( أي الوطن ) من الأعداء الخارجيين المتربصين بالوطن ،وليس وسيلة مواصلات سريعة وسهلة ورخيصة للوصول لدفة الحكم والتحكم بمصائر البلاد والعباد داخل حدود الوطن دون سند شرعي ، اللهم سند لغة الحديد والنار والاستسلام لأمر الواقع والرضوخ له !!

ولهذا قيل ( ومن القدم ! ) أنّ لكل مقام مقال ، فكما لا يصح أن يقدم التعازي في المناسبات المفرحة والسعيدة !! فأنّه بكل التأكيد لا يقدم التهاني في المآتم ودور العزاء !!
ولا يصح بتاتا بناء على ما سبق ذكره ، أن نطالب الحاكم وخاصة الذي جاء بهذه الصورة المؤسفة والمؤلمة !! وفي هذه المنطقة بالتحديد !! أن يكون ديمقراطي حدّ النخاع !! ( كأن يكون مثلا من مؤيدي التداول السلمي للسلطة ! ) أو يكون حامل مشعل الحرية في بلاده !!

ولهذا كلّه نخاطب بكل توازن عقلي وعاطفي وبكل الحب الوفير ، الأخوة الأعزاء من مصر الحبيبة بأن ينصفوا رئيسهم ( المبارك ) بكل أمانة وإخلاص وصدق ، وأن ينصفوا عهده بنظرة واسعة و شاملة وعادلة لما كانت عليه مصر منذ أن أستلم الرجل زمام الحكم فيها وكيف وصل الحال بها الآن !

ولنطرح بعض الأسئلة وذلك للتوضيح والمناقشة معهم ( ليس إلا ) وخاصة الأخوة الخيريين من رفعوا شعار كلمة ( لا ) لعدم التجديد ( للريس ) وعهده !! وذلك عن نيّات طيبة وصادقة لديهم اتجاه وطنهم ونتساءل :-
- هل سعى ( الريس ) مثلا لإدخال بلاده (مصر ) وشعبها الأبي الطيب في حروب أقل ما يقال عنها أنها حروب عبثية لا طائل منها غير الخراب والدمار وإهلاك الزرع والضرع ؟!
- هل يوجد في أرض مصر المباركة ما يعرف باللغة ( الصدامية ) بالمقابر الجماعية أو حتى الانفرادية ؟!
- هل سعى الرجل في لحظة طيش وحقد أسود ( لا سمح الله ) إلى ضرب إحدى المحافظات المصرية بسلاح قذر كالسلاح الكيماوي أباد فيها ما يقارب الثلاثون ألف مصري ؟!
- هل سعى الرجل بحكمه لشعبه بأن يستخدم لغة الحديد والنار لدرجة أن يفرّ منه ومن حكمه الجائر( أهله وأنسابه !! ) قبل أن يفرّ منه السواد الأعظم من خيرة شعبه طالبين اللجوء في أصقاع الأرض المختلفة ؟!
( ومن جلس منهم مجبرا لا حول له ولا قوة في سجن الوطن الكبير !! جلس بكل رعب وخوف ووجل يعدّ الثواني والدقائق والساعات والأيام والسنوات مخافة أن يضرب بابه في يوم أسود ، أحد ( ملائكة الرحمة ! ) وفي وضح النهار !! ليعلن له بكل وقاحة تذكر أن لحظة موته قد أزلفت ودنت وحان وقتها ، فلتتفضل معنا لتلاقي حذفك معنا وتكون لنا أيضا من الشاكرين ) !!
ويمنع كذلك مراسم جنازته أو حتى قارئة الفاتحة على روحه !! بل ويجبر أهل المقتول على دفع كامل ثمن الرصاصة القاتلة التي بها !!
هل سعى مصرى منكم أن يختبأ تحت الأرض مجبرا في حفرة وضيعة هي أشبه بالقبر طيلة حكم ( الريس ! ) مخافة أن تلمحه ولو للحظة واحدة أعين رجال الأمن بأنّه حي يرزق فيعدم في الحال ؟ هل خاف وأرتعب منكم يوما جراء نتائج حديث سلبي قاله في لحظة طيش وغضب عن الريس ونظامه أمام أنجاله وعائلته ؟! والذي قد يصل ( بطريقة أو بأخرى! ) إلى مسامع زوار وضح النهار!! فتذهب أنت ولسابع جدّ لك فيما يعرف بالعقوبة الجماعية ، دون أن يعلم بأمر هذه الفاجعة أحدا !! هل كشف أسراركم ؟! أو عمل على الاعتداء الآثم على أعراضكم وبناتكم ؟! هل هدم جوامعكم وأماكن ودور عبادتكم على رؤوسكم ؟!
هل00 وهل00 وهل 00 !!

ولكن ماذا بوسع المرء أن يقول غير المثل المصري الشهير والقائل :-
الذي اختشوا ( أي استحوا ) ماتوا ! فهاهم جماعات المتأسلمين ينكشف معدنهم الرخيص من جديد ويظهروا على حقيقتهم الأصلية كمجرمين حقيقيين وسافي الدماء الأبرياء في ( خان الخليلي ) وغيره من أرض الكنانة ، ويتضح للجميع كذلك ألاعيبهم وأكاذيبهم وافتراءاتهم من أنهم أصبحوا تائبين و للعنف والإجرام نابذين ومنددين !! وهم ليسوا كذلك بكل تأكيد !! فبعد أن عملوا على القضاء المبرم لوحدتكم الوطنية والتي تجمع مابين المسلم المصري والقبطي المصري ، أصبحوا الآن يندسوا ما بين الجماهير المصرية لبث سمومهم ضد ( الريس ) أو التقليل أو حتى التكفير بالإنجازات العظيمة والكبيرة التي تحققت في عهده متناسين إنجازاتهم السوداوية وأعمالهم الإرهابية المتنوعة التي حدثت ومازالت تحدث في المنطقة ومنها مصر المحروسة !!
ولكن ، هل يعني ذلك كله السكوت والرضوخ عن المطالب العادلة للخيرين من الشعب المصري نحو المزيد من الديمقراطية ( ومنها بالتأكيد التداول السلمي للسلطة ) والمزيد من الحريات وإلغاء قانون الطوارئ والقضاء على الفساد المستشري وكفّ الأيادي وخاصة أيادي سراق المال العام وغيره الكثير الكثير؟!
وهنا نقول لكم و بالفم المليان بالطبع ( لا وألف لا ) !!
ولكن كما رفعتم شعارا باليد العالية لكلمة ( لا ) لعدم للتجديد للريس !! ، ارفعوا بيدكم الأخرى كلمة ( شكرا ) حتى ولو كانت منخفضة ( وهذا أضعف الإيمان ! ) وكذلك هي من باب العرفان والتقدير والذوق المصري المعروف ، فالرئيس التاريخي ( حسني مبارك ) يستحقها وعن كلّ جدارة ، فقط لا غير !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا


.. أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ أحمد




.. قوات النيتو تتدرب على الانتشار بالمظلات فوق إستونيا


.. مظاهرات في العاصمة الإيطالية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعي




.. جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تتعهد بقطع شراكاتها مع إسرائيل م