الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر والعراق..مقارنات حضارية لسلوك الثورات

ميثم مرتضى لكناني

2013 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


مئة وعشرون عاما هي الفجوة الحضارية بيننا نحن العراقيون وبين المصريين, لااقصد بذلك عقد مقارنات من قبيل المقارنة بين سومر واشور واكد مقابل تاريخ مدن مصر القديمة طيبة ومنف واواريس فهي ازمنة سحيقة لاقوام لانستحق الادعاء بالعائدية لتراثهم العظيم والذي بعناه على الارصفة مع علب الاسبرين الخارجة عن الصلاحية, والتي انقذها من همجيتنا الابيض الاوربي وانما اقصد بالفجوة الحضارية تلك النافذة التي فتحت مع الغرب المتقدم علينا علميا وثقافيا,لقد غزا نابليون مصر عام 1798 ليبدا مع هذا التاريخ عهد جديد لمصر الحديثة والتي اثرت وتاثرت وتلاقحت مع محيطها كبؤرة للثقافة والعصرنة , في حين كان العراق في غيبوبة الحكم اللاهوتي العثماني المتحجر حتى جاء الفرج على يد الانكليز الذين ادخلونا عنوة في عصر الحداثة عام 1918 , دخل البريطاني مود لبغداد الرشيد فاتحا او محررا ليشطب من تاريخنا خمس قرون من التراجع والتفسخ والجدب العقلي , ورغم محاولات وجهود الرواد الاوائل للحكم الملكي العراقي في وضع اسس الدولة الحديثة والتي عجلت من خطاها فرصة خروج العراق من سلطة الانتداب البريطاني وانتهاء الحرب العالمية الثانية وتراكم عائدات النفط الا ان عنصر الزمن وهو اهم عنصر في عملية التمثيل الحضاري والاجتماعي حالت دون اتمام مشروع تمدين المجتمع العراقي وصهر مكوناته المختلفة وظلت هذه المكونات ناتئة بقوالبها القديمة وقيمها البدوية العنيدة تدخل على استحياء وتردد في عصر الدولة , لم تكتمل هذه الخطوات حتى اختنقت الديمقراطية العراقية الناشئة ليفتح الساسة بنفعيتهم وقصر نظرهم المجال مشرعا امام العسكر ليدخلوا المعترك السياسي عام 1958 ويقطعوا سلسلة التفاعلات الاجتماعية ويكسروا قشرة الحضارة الخديجة ليخرج الصوص معاقا لاهوية له ,بعكس المصريين الذين مضغوا التمدن بفاصل يربو على المئة والخمسين عاما كانت كافية لتعديل سلوكهم وتنمية مشاعر المواطنة لديهم, في عام 1952 عندما انقلب الضباط على الملك فاروق لم يرشقوه بالرصاص وهو يلوذ بالقران ولم يسبوا خالاته واخواته بل ودعوه ودعاء الملوك بالموسيقى العسكرية واطلقوا لاجله 21 اطلاقة مدفع , ولم يعدم السادات من تامر عليه في قضية مراكز القوى عام 1971 بل جردهم من مناصبهم وحجزهم وسرعان ماعفى عنهم لاحقا بعكس صدام الذي اباد رفاقه واصدقائه ومن حملوه للسلطة بتهمة التامر ضد الحزب والثورة , وفي اوج الخلاف بين نظام مبارك مع جماعة الاخوان المسلمين لم تمنع الحركة من ان تعمل بل وان تشارك في الانتخابات ويكون لها نواب بالبرلمان بخلاف ماكان يفعل بمثقفي العراق وعلماءه ومفكريه والذين لم تحميهم حتى المنافي من قمع وقسوة السلطة , ولناتي الان على مشهد الثورة حيث لم تشهد مصربعد سقوط نظام مبارك تهميشا او اقصاءا لاي حركة سياسية ولم تمارس كما فعلنا سياسة الانتقام والثار التي مابرحت تنتج ثارات وخصومات صار مسرحها الحاضر والمستقبل , ان تشرب المصريين بالسلوك الحضاري هو الذي مثل لهم ضمانة لحفظ كيان الدولة من خلال التحلي بامرين لم يتسنى للعراقيين التحلي بهما الاول هو روح المشاركة الجماهيرية الواعية بالشان العام والثاني هو روح التسامح مع الخصوم عند انقلاب ميزان القوة وكلاهما يعكس اثر المدنية البعيد المدى في تغيير تعاطي الشعوب مع نفس الاحداث والمواقف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم