الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقفنا.. أين يجب أن نقف الآن؟

حسن شعبان

2013 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


كما أبهرت ثورة 25 يناير 2011 العالم كله وأطاحت بحكم مبارك البوليسى الاستبدادى، كانت 30 يونيو 2013 اكثر إبهارا، وتحدث العالم كله عن أكبر حشد فى تاريخ البشرية، أطاح بحكم مرسى والأخوان الفاشى الإرهابى.
إن سقوط مرسى وحكم الاخوان الفاشى المتخلف، لا يعنى سقوط النظام بأكملة، فما زالت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ماثلة، وبالتالى فإن المرحلة الانتقالية الحالية، مرحلة بالغة الصعوبة والتعقيد والتركيب، من هنا فإن اجتيازها بنجاح يتطلب درجة عالية من الوضوح وتحتاج بإلحاح لقرارات ثورية قاطعة لا تترك فرصه لتكرار ما حدث فى 2011 وإلا فسوف يكون الثمن غاليا جدا والخسائر فادحة للغاية.
 
* جاء الاعلان الدستورى مخيبا لامال وطموحات الثورة والثوار ولم يتشاور مع أى قوى سياسة قبل كتابة هذا الاعلان.
* الوزارة التى تعثرت وتأخرت كثيرا فى لحظة تحتاج الى الحسم وتعكس إضطراب فى مؤسسة الرئاسة فى محاولاتها لارضاء كل الأطراف حتى الذين يعتصمون فى رابعة العدوية ويحلمون بالفردوس المفقود.
* فكرة المصالحة الوطنية المطروحة الآن لا تقف على أرضية واضحة ولا تعكس الهدف منها... جماعة فى مواجهة الشعب والجيش والشرطة والقضاء والاعلام.
كيف يمكن المصالحة مع قتله شعارهم النصر أو الشهادة ؟!
انهم يريدون كل شيء أو لا شيء، مطالبهم: عودة مرسى ومجلسى الشعب والشورى وعزل السيسى.
 
الموقف الدولى:
* الموقف الأمريكى يترنح بين وصف ما يحدث فى مصر الآن "إنقلاب" وبالتالى فإن أمريكا مضطرة لقطع المعونة الأمريكية لمصر، فى الوقت الذى يرى فيه البيت الأبيض أن قطع المعونات عن مصر ليس فى مصلحة أميركا، وبين الاعتراف بأن ما حدث ثورة وعلى أمريكا التعامل مع الإدراة الجديدة فى مصر.
آن باتروسون مازالت تحاول إقحام الإخوان المسلمين فى المشهد السياسى الراهن، وتجرى الاتصالات مع حزب النور للمناورة والبقاء فى المشهد لتعطيل أو تأخير تشكيل الحكومة لإعطاء الفرصة لأمريكا فى محاولة لاحتواء المشهد ولجم المسار الثورى الذى يجرنا مرة أخرى لطريق ما بعد 25 يناير وحتى سقوط مرسى.
 
إن الموقف الأمريكى، حفاظا على مصالحة وحماية لإسرائيل، مازال يحاول البحث عن طريقة لإبقاء الاخوان المسلمين فى قلب المشهد السياسى، وتجرى اتصالات مكثفة مع حزب النور ليكون بديلا للإخوان المسلمين.
 
* الاتحاد الأوربى مازال متلعثما، ويرفض القول بأن ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى، ولكنه لم يعترف صراحة بشرعية السلطة التى قامت فى مصر، وأن ما حدث ثورة شعبية فى طريق بناء مؤسساتها الثورية الجديدة.
 
* المانيا تطالب بالإفراج عن مرسى وتبكى على الديمقراطية فى مصر.. نقول لهم ولكل أوربا إن مرسى لم يحترم الدستور والقانون وحاصر المحكمة الدستورية، وحاصر مدينة الإنتاج الإعلامى، وإصدر إعلان دستورى يحصن به قراراته السابق منها واللاحق..
هل هذه الديمقراطية التى تطالب بها أوربا ؟!
 
* فى اسرائيل مظاهرات إسلامية تأييدا لمرسى، وشارك فيها مازن غنايم رئيس بلدية سخنين وعضو الكنيست مسعود غنايم من القائمة العربية الموحدة.
* فى إيران قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية إن ديمقراطية الشارع ليست ديمقراطية جيدة وأن التطورات الأخيرة فى مصر التى أدت الى عزل محمد مرسى لا تدل على فشل الانتفاضة الإسلامية.
* وتركيا، التى نغازل الاتحاد الأوربى، تحلم بترسيخ وقيادة مشروع إسلامى فى المنطقة والعالم، وقدمت الدعم الكثير لنظام مرسى.  وزوال نظامه يعنى فشل مشروعها، بل إن فشل المشروع الإسلامى فى مصر قد يكون له أثره البالغ على المشروع الإسلامى فى العالم.
 
على المستوى العربى:
* سارعت العربية السعودية والكويت والإمارات لدعم النظام الجديد المؤقت فى مصر. قدمت السعودية 5 مليارات والإمارات 5 مليارات والكويت 4 مليارات.
* فى تونس والمغرب فالحركات الاسلامية أبدت انزعاجها لما يحدث فى مصر، وتقف الى جانب مرسى، موقف قطر وقناة الجزيرة يفضح مآربها.
 
وعلى المستوى الداخلى فى مصر:
* الإخوان المسلمون يحاربون آخر معاركهم من أجل الاحتفاظ بالسلطة ومن أجل مشروعهم الإسلامى. ويعلنون الجهاد والإرهاب لتخويف الشعب والجيش والداخلية من أجل عودة مرسى ويعتبرون ما جرى انقلابا عسكريا دمويا على الشرعية والشريعة والإسلام ولا بديل إلا عودة مرسى مهما كلفهم ذلك ويعلن قادتهم من على منصة رابعة العدوية استعدادهم لتقديم آلاف الشهداء.
وحزب النور السلفى يفتح خطا ساخنا مع الإدارة الأمريكية على أمل أن يحل محل جماعة الإخوان فى مقدمة المشهد السياسى، ويناور من أجل كسب الوقت لإعطاء أمريكا الفرصة للتأثير وممارسة الضغوط بكافة أشكالها للاحتفاظ بتصدر الإسلاميين المشهد السياسى ولجم الثورة ويبدو الأمر كما لو أنه إذا كانت أمريكا قد دعمت وصول الاخوان إلى السلطة وثبت فشلهم فلتجرب أمريكا دعم السلفيين ليحلوا محل الإخوان إذا كانوا يريدون الحفاظ على مصالحهم وأمن إسرائيل.
* جاء الاعلان الدستورى ظلا باهتا لدستور 2012، وإرضاء للتيار الاسلامى السلفى .
فهل هذا الاعلان فى إطار حملة علاقات عامة لسحب الأرض من تحت أقدام التعنت والصلف الذى يعلنة الإخوان، وتحييد حزب النور أملا فى تغيير هذا الاتجاه عند التعديلات الدستورية مستقبلا، أم أنه يعنى لجم الثورة الشعبية مره أخرى وتكرار ما حدث فى 2011؟!
 
* إن الحكومة المطلوبة فى هذه اللحظة هى حكومة إنقاذ وطنى.. الهدف الأول منها تثبيت مطالب الثورة من ناحية ومن ناحية آخرى محاولة جادة فى السيطرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المحتدمة والخروج من أزمة انهيار الدولة والحفاظ عليها. ثم ولادة دستور مصرى يعبر عن كل المصريين واستكمال بناء مؤسسات الدولة.
 
* جبهة الإنقاذ الوطنى انتهى دورها موضوعيا فى 30 يونيو لأنها قامت فى مواجهة الإعلان الدستورى الاستبدادى الذى أعلنه مرسى. ونجاح الثورة فى الإطاحة بمرسى ووجودهم فى خلفية المشهد السياسى.. لعل البعض الذى اسكرته اللحظة الثورية والإطاحة بمرسى يفكرون فى موطئ قدم فيما هو آت.
 
*اليسار بشكل عام مازال فى خلفية المشهد السياسى يحاول التأثير ولن يكون لهم ذلك إلا إذا إدرك أن اللحظة تتطلب وحدة اليسار وتدعيم علاقاته الجماهيرية وتطويرها وأن بيحث عن لسان حال يعبر عنه ويكون همزة الوصل مع جماهير الشعب المصرى.
* إن اللحظة الراهنة تتطلب تحالفات من نوع جديد قوامها الأساسى شباب الثورة الذى يجب أن يظل فى مقدمة المشهد السياسى ويكسب أرضا جديدة فى اتجاه تدعيم وتصليب الموقف الثورى والتشديد على إستمرار الثورة لتحقيق مطالبها وأمانى الشعب المصرى فى الاستقرار والتقدم.
إن اللحظة الراهنة والحرجة والدقيقة والملغومة يجب أن يكون شعارها الأساسى "إنقاذ الوطن"... الإخوان المسلمون الذين طاش صوابهم سوف يعملون على تفجير الأوضاع وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار فى سيناء بالأساس وفى الداخل وطلب التدخل الدولى واستدعاء الخارج لدعمهم لاسترداد العرش الذى ولى وعلى الجانب الآخر تماسك الثورة والسير إلى الأمام لإنقاذ الوطن وفضح الدور الأمريكى والمؤمرات الإخوانية والاستقواء بالخارج.
 
هذه اللحظة تتطلب بشكل حازم:
آولا: تطهير سيناء من البؤر الإجرامية التكفيرية والارهابية.
ثانيا: الحفاظ على الزخم الثورى فى الشارع المصرى.
ثالثا: حكومة إنقاذ وطنى قوية تضع برنامج عاجل للمشاكل المتراكمة والمتفاقمة يكون محسوسا لدى الشعب المصرى ويشارك فى دعمه وتأييده ومساندته:
1- إعادة النظر فى الموازنة العامة للدولة وإعادة هيكلتها.
2- ضغط المصروفات الترفية فى مؤسسة الرئاسة والوزارات والمصالح الحكومة (السيارات- المكافآت – الاستشاريون...)
3- وضع حد لفوضى الشارع المصرى وإعادة الأمن فى المدن والقرى (الشرطة المدنية) وإعادة هيكلة وزارة الداخلية.
4- التطبيق القورى للحد الأدنى والحد الأقصى للأجور (15 ضعفا على الأكثر).
5- وضع نظام ضريبى عادل والتطبيق الفورى للضريبة التصاعدية.
6- دراسة أوضاع الشركات والمصانع المتوقفة وإعادة تشغيلها.
7- وقف التعدى على الأراضى الزراعية.
8- الغاء القانون 96/1992 وإعادة الحيازة الزراعية للمستأجر الذى يزرع الأرض.
9- الغاء بنوك القرية وعودة بنك التسليف التعاونى والجمعيات التعاونية الزراعية لممارسة دورها فى توفير مستلزمات الانتاج الزراعى للفلاح والتسويق التعاونى للمحاصيل الزراعية لتحقيق مصلحة الفلاح.
10- الغاء مديونات صغار الفلاحين والمزارعين.
هذه المرحلة الانتقالية الصعبة والمعقدة تستلزم الوضوح والشفافية ومصارحة الشعب المصرى وتطبيق العدالة الانتقالية، وتبدأ بخريطة طريق محددة واضحة المعالم بدءا بالغاء الدستور المعطل، وتشكيل جمعية تأسيسية لكتابة الدستور المصرى ليضمن:
1- مصر دولة ديمقراطية مدنية حديثة تقوم على إحترام الدستور والقانون.
2- الشعب مصدر السلطات.
3- مبدأ تداول السلطة بالطرق الديمقراطية.
4- مبدأ فصل السلطات.
5- مبدأ المواطنة وتجريم كافة أشكال التمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس.
6- إحترام حقوق الإنسان المنصوص عليها فى الإعلان العالمى لحقوق الانسان.
7- حق تكوين الأحزاب والنقابات والروابط والجمعيات بمجرد الإخطار وبدون أى شروط.
8- حظر تكوين أحزاب دينية وتجريم التشكيلات العسكرية والمليشيات.
9- حرية الرأى والاعتقاد والتعبير والإبداع الفكرى والفنى والأدبى.
10- حق التعليم والعمل والصحة والسكن والرعاية الاجتماعية والإضراب والتظاهر وكافة أشكال الاحتجاج السلمى.
يلى ذلك إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية باشراف قضائى كامل فى كافة مراحلها.
بهذه الخطوط الواضحة يمكن اجتياز المرحلة الانتقالية والانطلاق لبناء المستقبل الذى يجب أن يكون على اساس إقامة علاقات متوازنة مع كل دول العالم أساسها المصالحة الوطنية والقومية لكى تسترد مصر مكانتها فى المنطقة والأقليم وتسترد موقعها الريادى فى الوطن العربى وتقود حركة التقدم والتحرر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حادث مفاجئ جعله رئيساً مؤقتاً لإيران.. من هو محمد مخبر؟ | ال


.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني في تبريز| الأخبار




.. نتانياهو -يرفض باشمئزاز- طلب مدعي الجنائية الدولية إصدار مذك


.. مقتل الرئيس الإيراني: هل تتغيّر علاقات طهران بدول الخليج وال




.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس -إبادة جماعية- نحن نرفض ذلك