الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرمد الطائي والبديهيات القاتلة

احمد الجوراني

2013 / 7 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أثار استغرابي ماجاء في عمود الأستاذ سرمد الطائي من على منبر المدى العدد(2848 )تحت عنوان (التيار الصدري والبديهيات القاتلة),والأستاذ سرمد من المحسوبين على التيار المدني الديمقراطي,وانا من المعجبين بكتاباته ,ولمن لم يطلع على المقال أوجزه له بأن الكاتب ذكر في مقاله بأن( هناك صراع بين طرفين كل طرف منهما يتبنى بديهيات وسما هذه البديهيات"بألقاتلة"وبالتالي لابد من اللجوء الى الحوار وتقديم تنازلات من هذا الطرف اوذاك لأجل الوصول الى حلول وسطية يعيش من خلالها الجميع,وأن هناك تصور لدى امين عام كتلة الأحرار حول ملف الحريات المدنية في بغداد وانه يعمل على تأسيس هيئة استشارية تعمل مع محافظ بغداد في هذا الملف).واعتقد ان المقصود بالطرفين هما التيار المدني الديمقراطي وهو ماسماه السيد الكاتب"بالعلماني"و الطرف الأخر التيار الأسلامي.
ألأستغراب ليس من الدعوة الى الحوار فهو قيمة حضارية ولا بديل عنه منهجاً, والتسامح والتعايش غاية يجب ان يسعى اليها الجميع, واحترام الأديان والمعتقدات والمقدسات والثقافات والحريات مسؤولية جميع الأطراف, ولكن مبعث الأستغراب عندما ساوى الكاتب بين الجاني والمجني عليه(التيار المدني) الذي تعرض ويتعرض الأن لضربات عديدة وموجعة على يد التيار الأسلامي المتطرف من قمع للحريات وصلت حد التصفية الجسدية, ولم تسجل حادثة واحدة على التيار المدني ترتقي الى مستوى التضييق على ممارسة شعائر الأخرين من مختلف الطوائف والأديان حيث لم يحدث ان قام احد المحسوبين على التيار المدني بمنع دخول المصلين الى المساجد والحسينيات والكنائس اومداهمتها واخراج من فيها, وفي ظل هذا المناخ المشحون من الصعب وجود ارضية صالحة للحوار,لأن الحياة السياسية الصحيحة هي وحدها الكفيلة بتوفير افضل الضمانات التي تمكن المجتمع من التصدي لمختلف التجاوزات والأنحرافات التي تهدده, وأن ترسيخ قواعد الديمقراطية والتزام الجميع بقيمها ومبادئها هي السور الحقيقي الذي يحمي المجتمع ويصون استقراره, ويؤمن تقدمه.
احترام الحريات المدنية ليست تصورات يتبناها امين عام كتلة الأحرار, او هيئة استشارية يعمل على تأسيسها , او شعارات كلامية يطلقها محافظ بغداد, انها سلوك وممارسة عملية, حيث لم نلمس منهما سابقاً ما يعزز القول بالفعل, ولم نشهد لأي منهما اوغيرهما من السياسيين المحسوبين على التيار الأسلامي نشاطات داعمة للحريات المدنية, اومشاركة في التظاهرات التي خرجت قبل اكثر من عامين, انها تمثل بعبع بالنسبة لهم فتراهم يتحاشون الأقتراب منها.
ربما سوف يصنفني الكاتب من معتنقي "البديهيات القاتلة" في عصر الشك الفلسفي العميق, ولكنني أؤمن بأن الحريات المدنية ليست بديهيات وانما مسلمات, وحقوق انسانية ودستورية, واتفق معه بأنها " قاتلة " فألناس تقتل( تستشهد ) من اجل نيلها والمحافظة عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا