الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الخامسة عشر من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 7 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


نتائج السياسات المذكورة مجتمعياً

يمكن ملاحظة سمتين متناقضتين نتجت عن السياسات السابقة للنظام الملكي : وفرة الأراضي غير المطورة القابلة للزراعة , من ناحية , وهجر أعداد كبيرة من الفلاحين للريف من ناحية آخرى . ومن الطبيعي أنه لا يمكن القول بأن هذا التناقض كان يعود فقط إلى أفعال المشيخة . فمن ناحية استمر التحرك باتجاه المدن حتى بعد ثورة 14 تموز 1958 . ومن ناحية ثانية , لم تكن علاقة عدد كبير من الفلاحين بالأرض علاقة قوية وثابتة نظراً لأصولهم البدوية . وقد ساهم تكرار وتتابع الفيضانات ,وحالات الجفاف , وملوحة التربة , وجفاف فروع الأنهر في بعض المناطق , في عدم ثبات الزراعة . و إضافة إلى هذا , وكما في مجتمعات أخرى , فإن حياة المدن لم تكن بلا جاذبية بالنسبة لأهل الريف . ومع ذلك , فإن تفسيراً أساسياً لحجم وسرعة هذا التحرك في العقدين الأخيرين من النصف الاول للقرن الماضي هو أن علاقات انتاج الأرض والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المرافقة لها كانت تقوم بإفقار الزراعة , وفي المناطق الأكثر تأثراً لم تعد تؤدي إلى حياة محتملة للفلاح , وهو ما يحصل اليوم في العراق بعد الغزو الانجلو – امريكي للعراق , حيث أن المشروع الجديد يقوم على أساس رفع الدعم الحكومي عن كل مفاصل حياة الفرد العراقي , وهو ماأدى إلى ارتفاع تكاليف الانتاج بالشكل الذي دفع العديد من العائلات الفلاحية للهجرة إلى المدن بحثاً عن فرص للعيش الكريم .
وكان هذا التحرك من الريف إلى المدينة يعتبر مشكلة جدية منذ وقت مبكر يعود إلى سنة 1933 , من المحاولة الأولى التي جرت في تلك السنة لربط الفلاحين بالأرض , و التي وجدت تعبيرها في قانون (( حقوق وواجبات الزراع )) ذي الرقم 28 . و المادة الأساسية لهذا النص التشريعي ضمنت تجميد اليد العاملة في الزراعة والتي كانت مدينة لصاحب الأرض . ولكن حسب ما ورد في تقرير رسمي بريطاني يعود إلى سنة 1931 , فإنه :
(( لم يكن في العراق إلا فلاحون قلائل غير مدينين , ويكمن أصل الدين في حقيقة أن الفلاح عندما كان يبدأ العمل للمرة الأولى كان يحتاج إلى شيء يعتاش منه حتى وقت الحصاد . وعندما كانت تجري قسمة الحصاد كان يفترض به أن يعيد ما استدان , ولكنه لم يكن يستطيع ذلك لفشل المحصول أحياناً بينما كان يؤجل الدفع أحياناً اخرى , بموافقة المزارع ( صاحب الأرض أو حائزها ) . ومن الواضح أن القانون رقم 28 وعد الفلاحين بعبودية حقيقية . و لكن , ولحسن حظ الفلاح نفسه لم تكن في العراق عادة لتنفيذ القوانين بإخلاص ...... )) .
وخلال فترة لا تتجاوز عشر سنوات ( 1947 – 1957 ) هاجر إلى بغداد وحده ما لا يقل عن 205765 نسمة . ويمكن تصور تأثير حركة بهذا الحجم وبهذه السرعة على بلد مثل العراق . والواقع أنها أحدثت خللاً في الاقتصاد , واستنزفت العديد من المناطق الريفية , وأثقلت كاهل العاصمة بالسكان و المشاكل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الفصائ


.. اقتصاد فرنسا رهين نتائج الانتخابات.. و-اليمين المتطرف- يتصدر




.. كيف نجح اليمين المتطرف في أن يصبح لاعبا أساسيا في الحياة الس


.. الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من




.. شاهد: تجدد الاحتجاجات في نيروبي والشرطة تفرق المتظاهرين بالغ